تعتبر مادة المورفين اليوم سلاحاً أساسياً في محاربة الألم . ويتفق العديد من الأطباء على نقطة أساسية : الألم الذي كان يعتبر في الماضي عاملاً مساعداً لتشخيص المرض يجب اليوم محاربته عند الصغار والكبار معاً ، فعدم الشعور بالألم هو حق إنساني لذا على الطب مساعدة المريض للتخفيف منه .
ومن الترسانة العلاجية الموضوعة في تصرف الجسم الطبي ، تشكل مادة المورفين مرجعاً على رأس لائحة منتوجات مستخرجة من الخشخاش ومصنوعة على نسق كيميائي واحد : المورفينات ، وهي أدوية تشكل سلاحاً أساسياً في تسكين الألم .
ليست مسكنات سحرية
لا تتجاوب جميع الأوجاع عند إستعمال المورفين ، فأوجاع الرأس مثلاً ، وبعض الأوجاع المتعلقة بإصابة الجهاز العصبي لا ينفع معها إستعمال المورفين ، لذلك لا يجدر إستعماله آلياً وتلقائياً ، بل يجب تخصيص وصفاته لحالات محددة ، فيتأكد الطبيب أوّلاً أن إستعماله مفيد للتخفيف من الألم المعني وهذا أمر عائد لنوع المرض والمريض ، في حال كان التجاوب إيجابياً يوازن الطبيب العلاج بين المريض ودائه محاولاً الحد من المفاعيل الثانوية .
التخفيف من آلام المريض
إستعمال المورفين لأهداف طبية ليس أمراً جديداً ، ووضع الموجوع إنسانياً يسمح من زيادة إستعماله . في هذه الحال يحاول الطبيب بواسطة كميات معتدلة الحصول على معدلات ثابتة في الدم تكفي لتخفيف الألم مع الإنتباه إلى عدم تحويل المرضى الخاضعين لعلاج المورفين إلى مدمنين ! وأظهرت الدراسات لدى مدمنين سابقين يعانون من مرض السرطان في مرحلته النهائية أن إستعمال المورفين الطبي لم يسبب لهم اللذّة التي يحملها عادة ، بل الراحة فحسب .
فالمرضى الموضوعون أمام مسؤولياتهم لا يهمّهم سوى التخفيف من آلامهم ، والمريض المتألم لا يبغي بالضرورة زوال ألمه نهائياً ، بل قد يكتفي بتخفيفه على أمل أن يسمح له ذلك إسترجاع حالته الصحية الطبيعية. لذا يتيقظ الأطباء عند وصف المورفينات من أجل تفادي أي إنحراف قسري لدى المريض . فيراقبونه عن كثب من أجل تحاشي أي تجاوز ، ويقام ( عقد ) ضمني بين الطبيب ومريضه : إذا نقض هذا الأخير العقد من خلال إستهلاك وصفة علاجية زائدة يستطيع الطبيب عندها تعليق وصف الدواء ” المورفين ” .
لمن توصف المورفينيات ؟
لا يوصف المورفين للمرضى في آخر أيام حياتهم فحسب . لماذا علينا التألم إذا كانت ثمة أدوية فعالة تحول دون ذلك ؟
وبعض الآلام قد تسبب الشلل التام لصاحبها ، وتولد لديه الكآبة مما يدعوا لطبيب للتخفيف عنه . وهكذا يمكن استعمال المورفين في حالات الوجع التي تلي العمليات لتفادي حالات اليقظة من البنج المؤلمة ولإراحة بعض الأوجاع القوية ( مغص كلوي ) والأوجاع المزمنة ( التصلب القطني ، داء المفاصل العصبي .. )
والألم هو عادة متقلب لأنه يتعلق بعوامل عدة تتضافر وتتبدّل في الزمن بحسب تطور المرض أو الخسارة ، من أجل التصدّي لمجمل تلك العوامل قد يرتأي الطبيب مجموعة من الأدوية من ضمنها دواء مورفيني . وقد يبدّل أنواع العلاجات المختلفة : فيصف المورفين لتقطيع مرحلة ثم يخفف منه ليعتمد أكثر على علاج آخر ..
يمكن أيضاً وصف المورفين للأولاد إذا كانت أوجاعهم تتفاعل معه . لكن المشكلة تكمن في ندرة الأنواع الموجودة الملائمة لهم.
الأشكال العلاجية الملائمة
حبوب المورفين التي تؤخذ كل 12 أو 24 ساعة هي الطريقة الأسهل للتحكم في العلاج والأكثر استعمالا للعلاجات البعيدة المدى .
الأساليب الأحدث تتضمن ” اللصقات ” التي تجدد كل ثلاثة أيام ويستعملها خصوصاً المرض غير القادرين على ابتلاع الحبوب ، وهناك أيضاً الحقن المهدئة والمراقبة ذاتياً : بحيث يحقن المرضى أنفسهم بالدواء مباشرة عند الحاجة . وهذه الطريقة تقدّم للمريض الراحة الفورية وتجعله يستهلك كمية معتدلة من المورفين ومعقولة نسبياً .