قيل قديما:” الموسيقى غذاء الروح والعقل”، فهي لها دور فعال في خفض مستويات القلق والتوتر، وتساعد الجسم على الاسترخاء، ومن الناحية العلمية فقد كشفت الأبحاث أن الجانب الأيمن من المخ يتحكم بالجانب الأيسر من الجسم ويستخدم الحدس والخيال للتعامل مع المهام الإبداعية مثل الفن والموسيقى.
وتعتمد الموسيقى التي نستمع إليها على الحالة المزاجية (كحالات الاكتئاب التي يُستمع حينها للموسيقي الحزينة، أما في حالات المرح والفرح فيُستمع للموسيقى الراقصة وغيرها)، ولكن تفضيل فئات خاصة من الموسيقى على المدى الطويل يمكن أن يقول الكثير عن شخصيتك.
وقد أثبتت الدراسات التحليلية أن الموسيقى أكثر من ترفيه، فهي تكشف الكثير عن المهارات المعرفية، والتعلم والذاكرة العاملة وطريقة التفكير والتنمية الشخصية والاجتماعية على سبيل المثال لا الحصر كما تعطي إشارات دقيقة حول الشخصية.
لذا فإن سماعك للموسيقى يُمكن من خلالها للغرباء تقييم شخصيتك بدقة، وذلك بعد الاستماع إلى أفضل 10 أغنيات مفضلة لديك، فالموسيقى والإيقاع والكلمات تتحدث كثيرا عن شخصيتك.
وعلى سبيل المثال عاشقة موسيقى البلوز والأوبرا أو الموسيقى الفلكلورية شخصية لديها احترام الذات عالٍ وتتمتع بالذكاء ومتسامحة وليبرالية الفكر.
أما عاشقة الموسيقى الكلاسيكية ذات الإيقاع البطيء كموسيقى السيمفونية، والكونشيرتو فهي شخصية تميل للانطواء، تحب الحياة التقليدية كما أنها شخصية خلاقة ولديها شعور قوي بالثقة بالنفس.
وهناك كثير من الأدلة تشير إلى أن الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تزيد من معدل الذكاء، وتؤثر على سلوك الإنسان العاطفي.
ووجد علماء النفس أن عاشقة الموسيقى الكلاسيكية تتطابق كثيرا مع محبة موسيقى الروك أو موسيقي المعادن الثقيلة، فهي شخصية حيوية، ثائرة، رياضية، وفضولية، تحب المغامرة، وذكية ولديها حس إبداعي خلاق، ولكنها في كثير من الأحيان تميل إلى الانطواء.
أما محبة الموسيقى الريفية أو موسيقى الأغاني الدينية، فهي شخصية بسيطة واجتماعيه تعشق المرح، يمكن الوثوق بها في الأزمات فهي تستمع بمساعدة الآخرين، وتقليدية ولديها تفكير محافظ كما أنها نشيطة في عملها.
وأكد الباحثون أن عاشقي الموسيقى الريفية هم أشخاص مستقرون عاطفيا لما لها من نغمات هادفة ومؤثرة للقلب.
أما من تستمع إلى احدث مسارات الموسيقى الصاخبة ذات الإيقاع سريع الخطى مثل الراب، والهوب أو الموسيقى الراقصة (كالفلامنكو) فهي شخصية لديها إحساس عالٍ بالثقة بالنفس واحترام الذات، قيادية، ونشيطة ومتواضعة لكنها تتجنب الأهداف التي تحتاج إلى المزيد من الجهد، ليبرالية الفكر، ورياضية وعلى الرغم من ذلك تصاب بالملل سريعا.
وعاشقة الموسيقى الهندية فهي شخصية حالمة، محبة للمرح إلا انها غير واثقة بقدراتها على الرغم من ميولها الخلاقة، كما أنها لا تحب بذل المزيد من الجهد في إنجاز العمل.
ومستمعة موسيقى السول شخصية لديها تقدير عالٍ لذاتها، ومبدعة، ودودة وشخصية لطيفة في تعاملها مع الآخرين، هادئة ونشيطة في أداء عملها وتتطابق معها في السمات الشخصية المحبة لسماع الموسيقى الريجي إلا أنها شخصية ليست دءوبة في العمل.
وموسيقى الجاز تعشقها الشخصية الإبداعية التي تميل إلى الحياة الاجتماعية على الرغم من أنها شخصية حازمة وليبرالية الفكر، متفتحة ومغامرة.
وأشارت العديد من الأبحاث أن الموسيقى الخلفية أثناء العمل لا تُحسن من القدرة على التركيز، ولكنها تؤثر على طريقة العمل وتجعل الإنسان أكثر إبداعا وتعزز من القدرات المعرفية.
ووفقا لدراسات بحثية فإن الأشخاص المرحين والاجتماعيين يميلون إلى سماع موسيقى سعيدة مثل البوب والهيب هوب، وكذلك الراب والموسيقى الإلكترونية.
أما الأشخاص المنفتحون فالموسيقى تعد خلفية في حياتهم فهم يميلون إلى سماع الموسيقى في كل وقت في العمل والسيارة والمنزل.
وأخيرا .. تساعدنا الموسيقى على الاتصال مع عواطفنا فهي تخفف الألم وتنشط المسارات الحسية كما تساعد على محاربة القلق، وتعزز القدرة على تقبل الضغوط الاجتماعية.