تطورت المجتمعات تطوراً كبيراً وانتشر العلم ، وتعلمت المرأة ، ونالت أعلى المراكز العلمية، وأثبتت جدارتها خلال تاريخ طويل من المواجهات والتحديات والجهد ،وصار العمل حقاً مكتسباً لها ومصاناً بلا جدال يذكر ،فذهبت إلى العمل ،
وحققت إنجازاتها الخاصة والعامة ، كل ذلك يحظى بالإعجاب والتقدير لكن يبقى السؤال ، ماذا خسرت الأسرة في هذه المعركة ، وماذا ربحت أيضاً ، تلك الأسئلة توجهنا بها إلى بعض الأمهات العاملات وكانت إجابتهن واحدة تقريباً وهي أن أمهات هذا الزمان على محبتهن وحرصهن على أطفالهن ،كما امهاتهن ،ولكن الفرق أنهن مستسلمات تماماً أمام رغبات أولادهن في تناول الأغذية السريعة والوجبات الجاهزة ،بسبب انتشارها بشكل كبير وملفت للنظر ،وليس بسبب عجزهن عن القيام بواجباتهن ومهمات أمهاتهن لانشغالاتهن التي لا تنتهي وعملهن خارج المنزل والذي لا يمكن أن يؤثر على التقصير بالقيام بواجباتهن تجاه أولادهن وأزواجهن ،ولو كان هذا على حساب راحتهن وتكون في النهاية هي الخاسر الأكبر في هذه المعركة لبذل المزيد من الجهد في المنزل والعمل على حد سواء على حساب صحتها وراحتها…
وأجمعن الأمهات …على فقدان الحميمية للعائلة في بعض الأحيان لضيق الوقت ،ففي أكثر الأوقات لا تجتمع العائلة على مائدة واحدة ثلاث مرات يومياً ،ولكن ليس معنى هذا فقدان المحبة فيما بين أفرادها ،لأن المشاعر مازالت مفعمة بالحنان والعطف كما هي سابقاً ،وبقيت الأم تعد طعام الأفطار أيام العطل والأعياد إن كان لا يتسنى لها إعداده في الأيام العادية ،وتقوم باعداد مالذ وطاب من طعام للغداء والعشاء كل يوم ،وتعتني براحة زوجها،وصحة أولادها التي اعتلت بعض الشيء ليس بسبب تقصيرها كما أشرنا ولكن بسبب تناولهم المأكولات غير الصحية والمعبأة بأكياس.