من المطالبة بحق الانتخاب إلى المساواة وحق المشاركة في الحياة السياسية وغيرها، هكذا تحتفل نساء العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس/آذار من كل عام.
وكان الاسم الأصلي لهذا اليوم هو “اليوم العالمي للمرأة العاملة” قبل أن تعتمده الأمم المتحدة رسميا في 8 مارس 1975، وتدعو الدول الأعضاء إلى الاحتفال بيوم خاص بالمرأة.
وتحتفل نساء العالم في هذا العام بحقوقها، فيما أتت مبادرة الأمم المتحدة تحت اسم “كوكب 50-50 بحلول عام 2030: خطوة للمساواة بين الجنسين” لتركز على المساواة بين الجنسين ورفع الوعي السياسي والاجتماعي في قضايا المرأة وتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي تواجهها نساء كثيرات حول العالم.
ورغم الاختلافات الدينية والعرقية والثقافية والاقتصادية، وحتى تلك التي تصادف في نطاق الحدود الوطنية، تجمع هذه المناسبة نساء العالم حول الاحتفال بيومهن واستعراض التاريخ الطويل من النضال من أجل نيل المساواة وغيرها من الحقوق على امتداد عقود من الزمن.
ففي عام 1856 خرج آلاف النساء في شوارع نيويورك للاحتجاج على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل فيها، مما دفع المسؤولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جدول الأعمال اليومي.
في 8 مارس/آذار عام 1908 عادت الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك وهن يحملن شعار “خبز وورود” في خطوة رمزية للمطالبة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الانتخاب.
وكانت هذه المسيرة بداية تشكل حركة نسوية داخل الولايات المتحدة بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة في الحقوق، منها الحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب.
وبدأ الاحتفال بأول يوم وطني للمرأة في كامل الولايات المتحدة في 28 فبراير/شباط، وظلت المرأة تحتفل بعيدها حتى عام 1913 في كل آخر يوم أحد من شهر فبراير/شباط.
وفي شهر أغسطس/آب من عام 1910 تم تنظيم أول مؤتمر دولي للنساء في كوبنهاغن شاركت فيه 100 امرأة من 17 دولة وذلك قبيل انطلاق المؤتمر الثاني للاشتراكية الدولية الذي كان على جدول أعماله مناقشة شؤون المرأة العاملة. وبمبادرة من الناشطة الاشتراكية الألمانية كلارا زيتكين تمت الموافقة على مقترح الاحتفال بعيد المرأة العالمي رغم أنه لم يكن ليتم بعد تحديد يوم لهذا الاحتفال كتقليد سنوي.
وكان الاحتفال بيوم المرأة العالمي في كل من ألمانيا والدنمارك وسويسرا والنمسا في 19 مارس/آذار ابتداء من عام 1911.
وبدأت المرأة الروسية تحتفل باليوم العالمي للمرأة في أول يوم أحد من شهر فبراير/شباط منذ عام 1913. وفي عام 1917 اشتعلت الاحتجاجات النسوية في روسيا من أجل “الخبز والسلام”. وهذا غير من تاريخ الاحتفال بيوم المرأة ليوافق تاريخ 8 مارس/آذار حيث منحت الحكومة المؤقتة حينها المرأة الروسية حقها في التصويت، ومنذ ذلك الحين أخذ يوم المرأة بعدا عالميا جديدا بالنسبة للمرأة في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء.
بدأت دول أوروبا احتفالها بهذا اليوم العالمي عام 1945 على اثر انعقاد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس.
وتبنت منظمة الأمم المتحدة هذه المناسبة في عام 1975 عندما أصدرت قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم الثامن من مارس/آذار يوما عالميا للاحتفال بهذا اليوم سنويا، لما له من رمزية تظهر نضال المرأة عبر العالم من أجل المطالبة بحقوقها.
ورغم تعرض اليوم العالمي للمرأة للكثير من الانتقادات، خاصة من لدن المناهضين للحركات النسائية، ورغم عدم اعتراف العديد من البلدان بهذه المناسبة، ومن بينها الصين، يتم اعتماد هذا اليوم كيوم عطلة رسمية في الكثير من البلدان الأخرى، إلى جانب تنظيم احتفالات بالمناسبة.