يستطيع المرء في كثير من الحالات ترطيب جو منزله في أيام الصيف دون استعمال مكيفات الهواء . ذلك أن هناك فرقا يتراوح بين 5 و 7 درجات مئوية بين الحرارة في الخارج والحرارة داخل المنزل .
ولا بد للإفادة من هذا الفرق من ملاحظة بعض العوامل التي قليلاً ما نعيرها اهتمامنا . فمن المعلوم أن لمختلف الألوان قدرات مختلفة على امتصاص الحرارة . فالألوان الداكنة تمتص كميات كبيرة من الحرارة أما الالوان الفاتحة فتمتص كميات أصغر . من هنا يظهر أن الطلاء الخارجي للجدران في الأبنية المشيدة بالاسمنت له أهميته . فإذا كان لون الجدار الخارجي وخصوصاً تلك الجدران المواجهة للشرق والجنوب والغرب داكنا ترتفع درجة الحرارة داخل المنزل ارتفاعاً محسوساً عندما تصب الشمس أشعتها على تلك الجدران .وبالمقابل إذا كان لونها أبيض أو باهتا يكون ارتفاع الحرارة بالداخل أقل.
وهذه القاعدة تنطبق كذلك على ألوان السطوح .وقد أجريت دراسات عملية حول هذا الموضع أظهرت أن بعض الألوان مثل الأزرق والأخضر والأحمر وخصوصاً إذا كانت داكنة تمتص الحرارة بكميات كبيرة .
وقد يتبادر للذهن أن تشريع النوافذ والسماح للهواء الخارجي بدخول المنزل بكميات كبيرة من شأنه أن يلطف الجو .
هذا صحيح في الأيام التي لا تكون فيها درجة حرارة الجو في الخارج مرتفعة . أما إذا كان الطقس حارا فمن الأفضل النوافذ إقفال والأبواب وعدم السماح للهواء الحار بالدخول إلا بمعدل بسيط جداً لتغير الجو . وإذا زاد دخوله فذلك من شأنه رفع درجة الحرارة في الداخل ،خصوصا إذا كانت نسبة الرطوبة في الهواء مرتفعة .
وهناك وسيلة أخرى لتفادي دخول الحرارة عبر زجاج النوافذ هي بأستعمال زجاج ملون تلوينا خاصاً لتخفيض الحرارة التي تستطيع العبور منه إلى الداخل ، أو باستعمال الستارات غير الشفافة شرط أن تكون مبطنة بالأبيض وأن تكون البطانة مواجهة للخارج .
ومن أفضل وسائل تخفيض تأثيرات أشعة الشمس المباشرة في رفع حرارة المنازل زراعة الشجر في الأمكنة المناسبة لتحجبها عن أكثر الجدران المعرضة لها ، هذا فضلاً عما للأشجار من فائدة تجميلية ليس فقط للمنزل الذي تحيط به بل وكذلك للمحلة كلها. ولا شك في أن استعمال الأشجار للوقاية من الشمس أمر يحتاج إلى الكثير من الوقت ولكن يجدر التذكير به بالنسبة إلى الذين ينوون بناء منازل جديدة . ( مع العلم أن الزراعة الحديثة توصلت إلى طريقة لنقل الأشجار الكبير وجعلها تستمر كأنها غرسة صغيرة !).
والمنازل مثلها مثل الكائنات الحية تحتاج إلى التنفس أي التهوية الداخلية ، ويكاد يحوز القول بأنها تتنفس باعتبار أن الهواء يدخلها ويخرج منها تلقائياً ، فإذا ساعدنا هذه التهوية وسهلنا التنفس عليها فإنها تكافئنا بالمقابل بأن تعطينا جوا ألطف نعيشه خلال الصيف الحار . فإذا كان المنزل عبارة عن طابق واحد لا بد من أخذ ألوان جدرانه الخارجية ولون السطح بعين الاعتبار .ويجب كذلك في كل انواع المنازل تأمين فتحة خاصة وف يموقع مناسب للتهوية.
وإذا فتحت النوافذ القائمة في إبراد أرجاء البيت نصف فتحة لتأمين مجرى معتدل من الهواء المنعش بعد غياب الشمس ، فإن ذلك يكون أفضل الوسائل .
ولا بد من الإشارة إلى أن استعمال الأدوات المنزلية الكهربائية والمطابخ ترفع من حرارة المنزل الداخلية لذا من الأفضل تجنب استعمالها خصوصاً في الليل أي في وقت السمر .
وقد يكون من الضروري استثسارة الأطباء بشأن أفضل السبل المؤدية إلى إبقاء الجسم في برودة وانتعاش ومنها ارتداء الألبسة الفضفاضة والاستحمام بماء فاتر بدلاً من الماء الباردة وتناول أربع وجبات من الطعام الخفيف يوميا بدلاً من ثلاث وجبات كبيرة .
إن اتباع هذه النصائح البسيطة يساعد على تلطيف حرارة الجو في المنزل دون اللجوء إلى غلبة وكلفة المكيفات والجو الاصطناعي الذي تخلقه لقاء البرودة التي تؤمنها .