يقوم الخبراء في الموقع الأثري في بومبي بايطاليا بترميم 86 جثة لضحايا بركان فيزوف ملفوفة بقوالب من الجبس الرمادي، تمهيدا لعرضها في المعرض المقبل تحت عنوان “بومبي وأوروبا”.
وتجري أعمال الترميم بعناية للحفاظ على قوالب الجبس التي تضم رفات الذين حوصروا في بومبي عام 79 م، وانهالت عليهم حمم ورماد بركان فيزوف القاتل وحولت أجسادهم إلى قوالب جبسية.ش
كانت من بين الجثث الجبسية، جثة امرأة مذعورة تحتضن ابنها، تروي قصة مأساوية لعديد الجثث المدفونة تحت الرماد منذ أكثر من 1900 عام بسبب ثوران بركان فيزوف في بومبي الإيطالية.
وجثة أخرى لطفل يعتقد أنه كان في الرابعة من عمره، استنادا إلى حجمه، وكان محتميا بمكان يسمى “بيت السوار الذهبي” (House of the Golden Bracelet ) برفقة عائلته عندما ضربت الكارثة المكان.
وبدت ملابس الطفل ظاهرة من خلال الجبس إلى جانب تعابير وجهه التي تشير إلى أنه تجمد من شدة الذعر.
وتكشف الجثث عن كيفية موت بعض الأشخاص، فمنهم المحاصرون في المباني، وآخرون متجمعون سوية مع أفراد عائلاتهم.
ففي إحدى القوالب الجبسية رفات طفل صغير كان قد سجن في الرماد عندما ثار البركان، وقالب آخر لشخص بالغ يكشف أنه رفع يديه فوق رأسه في حركة لدرء تساقط الحمم على ما يبدو.
وكانت بومبي مدينة رومانية كبيرة في منطقة كامبانيا بايطاليا، لكن المدينة المنكوبة دمرت واختنق سكانها عندما أطلق جبل فيزوف العنان لبركانه الذي استمر في ثورانه وقذف ما في باطنه على ارتفاع مئات الأمتار في الهواء ولمدة 18 ساعة.
لكن الكارثة القاتلة حدثت عندما انهارت فوهة البركان مما تسبب في سيل من الحمم تجاوزت سرعتها 160 كيلومترا في الساعة، وأغرقت بومبي ودمرت كل شيء في طريقها وغطت المباني حتى دفنت المدينة، ودفن الناس أيضا تحت أطنان الرماد.
وتزعم التقارير أن ألفي شخص قضوا نحبهم هناك. ولم يكتشف مكان الكارثة إلا عام 1748. واصبحت آثار بومبي حاليا قبلة للسياح من مختلف أنحاء العالم.