لو أن حليمات التذوق عند الإنسان تستمرىء طعم كثير من الأطعمة الصحية التي لا تلذ للكثيرين , مثل تلذذها بشرائح البطاطا المقلية المملحة أو الأطعمة السريعة الرخيصة، لو أنها استمرأت هذه الأطعمة الصحية ، لكانت الدنيا أوفر صحة. ولكن هنالك عقبة تقف أمام حليمات التذوق : إن أدمغتنا مهيأة لأن تقبل على أي مادة غذائية مرتبطة بالكثافة في مقدار السعرات الحرارية. وهذا التهيؤ ليس عشوائياً ، وإنما هو آلية ركبت في الإنسان كعون له على البقاء واستمرار الحياة في أيام المجاعات. وهذا يفسر سبب تهالك الناس على المواد الدسمة والنشويات والسكريات .
لقد تطور الإنسان ، وفيه ولع غريزي بالمواد الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية. ومع أن المجاعات في العالم انخفضت إلى حد كبير ( نسبياً بالطبع )، إلا أن الدماغ لم يستوعب هذا الدرس بعد استيعاباً كاملاً ، ومايزال عند الكثيرين يعمل تبعاً لسابق دروسه وخبرته – وهؤلاء هم عشاق الأطعمة الدسمة الحلوة .
ومع ذلك فإن بمقدور الإنسان أن يتعلم كيف يقلل من شغفه المبالغ فيه, وزيادة إقباله على الأطعمة الصحية بما فيها أنواع الأطعمة المحتوية على صفات منع المرض .
والخطوات التالية كفيلة بإعادة تدريب حليمات التذوق على التلذذ بالأغذية الصحية ، ولو أن بعضها أقل إغراء من الأغذية الدسمة :
1- تخفيف المرارة
هناك أطعمة ذات مواصفات صحية بالغة الأهمية يصل بعضها إلى حد مقاومة السرطان, ولكن الإنسان يسد أنفه إذا وضعت أمامه في طبق والسبب : مرارتها! وكثير من الناس يكرهون الأطعمة التي يوجد فيها ولو ظل مرارة ( وبخاصة النساء )، كالخضر المرة، لأن حليمات تذوقهم تكره الطعام المر. ولكن بالإمكان تخفيف مرارة الخضر ، عن طريق رش قليل من الملح على هذه الخضر عند طهوها
– ولكن بشرط عدم اتباع هذه الاستراتجية إذا كان هناك عائق صحي يحول دون استعمال الملح .
إذا كانت الخضر المطبوخة مرَة المذاق ، فمن المستحسن وضع حبات من الزيتون معها، لأن طعم الزيتون يساعد على تخفيف مرارة المذاق .
2- قليل من السكر
من الغريب على أسماع الكثيرين أن يقال لهم إن مقداراً زهيداً من السّكر قد يحيب إلى حليمات التذوق، بعض الخضر، بمعنى أنه إذا كان بعض الأدوية المرّة يمكن تغليفها بمواد سكرية تساعد على ابتلاعها ، فإن إضافة ملعقة شاي من السكر يمكن أن تحبب القرنبيط أو البروكولي إلى الأشخاص الذين يكرهون هذه الخضر .
إذا كانت فكرة إضافة قليل من السكر إلى الخضر المطبوخة، تبدو غريبة على السمع، فإنه قد يكون من المفيد تحريك الخضر عند قليها ، مع مزيج من مرق الصويا والثوم والزنجبيل وقليق من السكر
3- التوابل
إذا لم يكن هنالك عائق صحي يمنع استعمال التوابل والمواد الحريفة ، فإن نكهة الطعام تتحسن إذا استعملت هذه المواد. فالأطعمة الزهيدة اللذع يعتقد علمياً بقدرتها على إفراز ببتيد عصبي يسمى ” المادة ذ” وهو شبيه المواد الكيميائية الدماغية ” إندروفين ” التي ترسل إلى الدماغ إشارات مهدئة . فإذا استطاع الإنسان أن يضيف إلى طعامه عنصراً يهدئه ويقوي إحساسه بالعافية ، فإنه ولا شك يزداد إقباله على هذا الطعام .
4 – انضاج المواد المطبوخة
كثير من الأشخاص يحبون تناول إنواع الخضر الفجة ( غير المطبوخة ), ولا يقربون أنواعاً أخرى من الخضر . إن طبخ الخضر يطرّي قوامها ويقوي نكهتها , مما يجعلها ألذ بلعاً . ثم إن الطبخ يكثف الخضر .
5 – لا تخف من الدسم
أحياناً لا يكون الطعام لذيذاً إذا لم يكن محتوياً على شيء من المواد الدسمة . وتشجيع الإنسان على الإكثار من تناول الخضر , يحتم إضافة شيء من الدسم إلى الطعام .
لكن لا تنسى أن التقليل من الدسم من المهم أن يتم بصورة تدريجية ( إذا كنت من عشاق المواد الدسمة ) .
6 – احسن اختيار الخضر
هنالك فرق كبير بين شراء البندورة العديمة النكهة التي تباع في السوبر ماركت , والبندورة التي تزرع بطريقة طبيعية وفي مساحات قليلة , ويقوم بزراعتها مزارع محلي . إن من المؤكد أن ربة البيت تستطيع أن تخفي طعم الأغذية التي لا تروق للآكل , ولكنها لا تكون بحاجة لإخفاء النكهة , إذا ابتاعت من السوق الأنواع الطازجة السليمة ذات النكهة الطبيعية الجيدة .
7 – لا تتوقع نتائج سريعة
من سوء طالع الإنسان أن كيفية تذوقه للأطعمة لا يطرأ عليها تبدل بين عشية وضحاها , لذلك يجب المثابرة والاستمساك ببرنامج غذائي موضوع لمدة طويلة . وبمرور الوقت سيجد الإنسان أن حليمات تذوقه قد تكيفت مع الوضع الجديد .
وقد يتطلب الأمرانقضاء شهرين أو ثلاثة . إن الصبر والمثابرة ضروريان في هذه الحالة .