توصل علماء الحفريات بعد دراسة الحمض النووي لدببة الكهوف التي عاشت في أوروبا إلى أن سبب انقراضها ناتج عن إنشائها علاقات أسرية مع حيوانات مشابهة لها.
عاشت دببة الكهوف في أوروبا في العصر البليستوسيني وانقرضت في نهاية آخر العصور الجليدية منذ حوالي 20,000 سنة. وكلا الاسمين “دب الكهوف”والاسم العلمي”سبيلايوس” (spelaeus) اشتقا على الأغلب من كلمة “الكهوف” التي اكتشفت أحافيرها فيها.
ولمعرفة لماذا انقرضت دببة الكهوف في حين بقيت الدببة البنية على قيد الحياة وهي من عائلة قريبة لها، افترض العلماء أن دببة الكهوف لم تتعرض للطرد من كهوفها من طرف الانسان القديم، الذي يُعتقد أنه هو أيضا كان يعيش في الكهوف.
ومن أجل تأكيد هذه الفرضية كان لابد من تبيان أن دببة الكهوف لها موطن خاص بها وخسارتها لهذا الموطن يمكن أن يكون له تأثير سلبي على بقائها على قيد الحياة.
وقد تمكن الباحثون من خلال دراسة الحمض النووي لعظام دببة الكهوف (“جينوم الميتوكوندريا” أو الجينوم المُتَقَدِّرِيّ في الحمض النووي) من العثور على حيوانات أخرى من عائلات قريبة منها عاشت في الكهوف إلى جانبها.
هذا يعني أنه لو كان الانسان القديم هو الذي استولي على كهوفها، لكانت الدببة البنية والحيوانات الأخرى من عائلات قريبة منها بحثت لها أيضا عن مكان آخر للعيش وكانت انقرضت مثلها مثل دببة الكهوف.
وهكذا خلص العلماء إلى أن لا علاقة للإنسان القديم بانقراض دببة الكهوف، وأن العلاقات الأسرية التي جمعت دببة الكهوف مع الدببة البنية هي ما أدى إلى انقراض دببة الكهوف وتكاثر الدببة البنية في الوقت نفسه.