بعد أن أثارات الاكتشافات الجديدة اهتمام العلماء بدراسة كواكب ما بعد نبتون، أصبح تصنيف الكواكب والكواكب القزمة من أكثر المسائل إلحاحا في علم الفلك.
فيقتصر تعريف مصطلح “الكوكب” من قبل الاتحاد الفلكي الدولي على الأجرام السماوية الموجودة في المجموعة الشمسية حصرا والتي تدور حول الشمس متغلبة على الأجرام الأخرى في مدارها. بناء على هذا التعريف يعترف العلماء بوجود 8 كواكب، بالإضافة إلى 5 كواكب قزمة، يوجد أحدها (سيريس) في حزام الكويكبات وأربعة أخرى (بلوتو وإريس وماكيماكي وهاوميا) خارج مدار نبتون.
وبالرغم من أن القمرين الكبيرين التابعين للمشتري وزحل يتجاوزان في حجميهما عطارد، الذي يعد أصغر كواكب المجموعة الشمسية حجما، إلا أن وزنيهما أقل بضعفين منه.
وخلال السنوات الأخيرة تجلت للعلماء ضرورة البحث عن سبل جديدة لتصنيف الكواكب والكواكب القزمية، الأمر الذي قد يوضح بعض المعلومات حول نشوء الأجرام السماوية في المجموعة الشمسية.
من هذا المنطلق عرض “جان-لوك مارغو”، عالم الفلك في جامعة لوس أنجلوس، أسلوبا يتيح منح القمر صفة الكوكب انطلاقا من 3 معايير أساسية، هي وزن القمر وفترة دورته ووزن النجم الذي يدور حوله، وحسب هذا الأسلوب تم تصنيف الكويكبات بلوتو وإريس وسيريس على أنها كواكب قزمة.
من جانبهما، اقترحت “إيمي بار” و”ميغان شفامب”، الباحثتان في جامعتي توسون الأمريكية وتايبيه الصينية، تقسيم الكواكب القزمة المتواجدة داخل النظام الشمسي إلى مجموعتين، اعتمادا على مؤشري كتلة الكوكب والتناسب بين حجم الكوكب وأقماره. وأكدت الباحثتان أن ذلك هو أفضل ما يمكن عمله، لأنه من الصعب عمل تصنيف مفصل للكواكب القزمة، بسبب قلة المعلومات حول أحجامها وأوزانها والمسافات بينها، مما يعيق الوصول إلى معلومات أكبر حول نشوئها داخل المجموعة الشمسية .
واقترح “تزين تزين تشين” و”ديفيد كيبلينغ”، الباحثان في جامعة نيويورك، منح الأجرام السماوية داخل المجموعة الشمسية صفة الكواكب استنادا إلى نصف قطرها ووزنها، ويتيح هذا الأسلوب تقسيم الأجرام الفلكية إلى 4 مجموعات تضم 316 جرما، بما فيها الكواكب والكواكب القزمة والنجوم والكواكب خارج المجموعة الشمسية أيضا. ووفرت هذه الطريقة معلومات أفضل حول نشوء الكواكب الصخرية والنجوم.
وتشير تقديرات العلماء إلى أنه قد يوجد في المجموعة الشمسية أكثر من ألفي كوكب قزم، تتواجد 200 منها داخل حزام كايبر. ويأمل العلماء أن يستطيعوا خلال السنوات القليلة المقبلة تسليط الضوء أكثر على ترتيب هيكلية المجموعة الشمسية حتى مسافة 100 وحدة فلكية من كوكب الأرض.