يواجه العديد من مقتني الهواتف الذكية مشكلة تتعلق بعمر البطارية التي تعمل بشكل جيد في البداية ولكن بعد مضي فترة من الوقت يتغير كل شيء، فما هو سبب تدهور بطارية الهاتف؟.
تتطلب الهواتف الذكية في الوقت الراهن طاقة أكثر من ذي قبل، بسبب إضافة معالجات معقدة وشاشات كبيرة فيما تصبح البطاريات أصغر في سعي دائم من شركات التكنولوجيا لجعل هواتفها أرق وأسهل حملاً.
وتُستخدم في الهواتف الذكية بطاريات الليثيوم- آيون القابلة للشحن، وهي تعتبر أخف وأكثر كفاءة من غيرها وتعمل من خلال نقل أيونات الليثيوم بين قطبين كهربائيين، قطب سالب من أكسيد الليثيوم والكوبالت، وقطب موجب من الكربون (الجرافيت).
وعند القيام بشحن البطارية تتجمع الأيونات على القطب الموجب وتعود الأيونات للقطب السالب عند انتهاء الشحن، وتدعى هذه العملية بالتدوير وتعتبر جزءا من تصميم هذه البطاريات متوافقا عليه.
ويستحيل أن يصبح أداء بطاريتك أسوأ لو تمت عملية التدوير بنسبة 100%، ولكن هذا لن يحصل. حيث أن طبقة رقيقة من ذرات الليثيوم متحدة مع القطب الموجب تبقى في كل مرة تقوم بها بشحن بطاريتك، الأمر الذي يقلل من سعة البطارية.
وفي حال لم تعد الأيونات قادرة على الحركة فإنه لا يمكنها نقل شحنتها وبالتالي لا تستطيع إيصال الطاقة، لذا يمكن للمستخدمين توديع طبقة أخرى من ذرات الليثيوم في كل مرة يقومون فيها بشحن هواتفهم الذكية. وفي حال تكرار العملية مئات المرات، سنلاحظ تدهورا ملحوظا في عمر بطارية الهاتف.
وتتجلى العملية بتشكل طبقة سميكة من الليثيوم العاجز عن الحركة (على شكل أكسيد الليثيوم و كربونات الليثيوم)، هذه الطبقة تتجمع على القطب الموجب لتعرقل التفاعل مع الجرافيت.
ويذكر أن عدم فعالية تدوير البطارية يسبب تناقصا ثابتا وتدريجيا في عمر البطارية، ولكن يمكن أن تتناقص سعة بطارية جهازك بشكل مفاجئ وبدون أي سبب واضح ولا بد أم هنالك بالتأكيد سببا واضحا وراء ذلك.
فكما الحال في القطب الموجب الذي لا يلبث أن يصبح مغطى بطبقة من المواد جراء إعادة عملية الشحن، تظهر طبقة مشابهة على القطب السالب أيضا بسبب ما يدعى “الأكسدة بالكهرباء”. وعند ارتفاع حرارة البطارية تزداد سرعة وأضرار هذا التفاعل الحاصل.
كما تُعاق قدرات رد الفعل لدى القطب السالب على الفور، مما يؤدي إلى خسارة مفاجئة وغير قابلة للاستعادة في سعة البطارية.
ويعود ذلك إلى أن تفاعل الليثيوم أيون الذي يوصل الطاقة لم يعد يمكن القيام به على أكمل وجه، والبطارية بدورها لم تعد قادرة على إيصال كمية الطاقة الاعتيادية كما كانت عندما كانت جديدة، والسبب الرئيسي وراء توقف عمل بطارية الهاتف هو أن الأقطاب الكهربائية قد أصابها الصدأ.
ومن أهم الأشياء التي يجب القيام بها للتخفيف من مسببات تدهور عمر البطارية، عدم تعريض البطارية للحرارة المرتفعة، حيث أن زيادة حرارة البطارية فوق الـ 35 درجة مئوية يسبب تراجع أداء القطب السالب بشكل ملحوظ. كما تتلاشى سعة البطارية عند الدرجات المنخفضة وهذا يعتبر تأثيرا لحظيا.
لذا على المستخدم الحفاظ على البطارية بدرجة حرارة بين 16-22 درجة من أجل تحقيق الأداء المثالي، وذلك من خلال نزع الغطاء عن الهاتف في أثناء الشحن.
وهنالك نصيحة أخرى تتعلق بالشحن، لا يجب شحن البطارية لتصل إلى 100% حيث يمكن أن تنجح البطارية أكثر بالشحن الجزئي إن لم تكن بحاجة إلى بطارية ممتلئة.
وعلى عكس بعض البطاريات القابلة للشحن، لا تتأثر بطاريات الليثيوم أيون سلباً بالشحن الجزئي، لذا إن لم تكن بحاجة للشحن الإضافي عليك أن تمنع البطارية من الوصول إلى 100%. بإبقاء الشحن بين 20-80%، حيث يسمح الأمر بإطالة عمر البطارية قدر المستطاع.
جدير بالذكر، أن البطاريات بحاجة إلى الاحتفاظ ببعض الطاقة لإبقاء دارات الحماية الداخلية فيها فعالة، وإن السماح لها بأن تفرغ كامل شحنتها سيدمر قدرتها على الاحتفاظ بالشحن. وتقوم بطاريات الليثيوم أيون خلال الاستعمال اليومي بمنع هذا من الحصول عن طريق الادعاء بأنها فارغة بينما تكون هي لا تزال تحتفظ ببعض الطاقة، ولكنها ستفشل في حال تُرِكَت لتُفرّغ شحنتها أكثر من ذلك.
عبر هذه الإجراءات يمكن أن تمنع بطارية هاتفك من أن تصبح أسوأ من ذي قبل، ولكن لا يمكن أن تعيد الشباب إلى بطارية أصابتها الشيخوخة دون تتبع إجراءات أكثر تخصصية.
RT