موقع طرطوس

تقوية المناعة بالتحكم في وظائف الجسم

أبحاث عديدة تبشر بقرب التوصل إلى أدوية جديدة تنشط مناعة الجسم ليمكنه التغلب على أمراض الروماتيزم عن طريق مواد طبيعية تفرزها الخلايا الليمفاوية بالدم مثل مادة ” الانتركولين ” التي تقضي أيضا على الخلايا الخبيثة .

ويقول الدكتور تحسين الحديدي , رئيس جمعيات الروماتيزم في العالم : إن أمراض الروماتيزم وصلت إلى أكثر من 260 مريض تصيب العظام والمفاصل والعضلات والفقرات وسائر أجزاء الجسم العظمية . ويحذر من الأخبار التي تطلق حول علاجات الروماتيزم قائلا : إن بعضها صادق بينما غالبيتها مجرد أكاذيب تضر أكثر مما تفيد موضحا أن معاناة مرض الروماتيزم مع الآلام تجعلهم يتعطشون لتلقي أية أخبار عن التوصل إلى علاج , خاصة إذا كان وسائل طبيعية أو عشبية ونحن بدورنا ننصح بعدم استخدام دواء إلا بعد استشارة الطبيب المختص لأن ما يفيد في أحد أنواع  الروماتيزم لا يفيد في غيره.

يضيف الدكتور الحديدي أن الأمراض الروماتيزمية تحتاج إلى نظام معين وهناك العديد من الأكاذيب والحقائق .. وهذا يحدث في كل مكان حتى إنه في دول العالم المتقدم يلجأ نحو 90% من مرض الروماتيزم إلى نوعيات من العلاج لم تثبت فاعليتها أو على الأقل لم تجر عليها الأبحاث العلمية لبيان مدى تأثيرها العلاجي والأضرار التي تنشأ عن استعمالها . وعندما يكتشف أحد الأطباء دواء جديد العلاج أحد أنواع الروماتيزم فإنه يمر بمراحل تبدأ باختبار العقار عبر حيوانات التجارب بغرض معرفة تأثيرها الفعال في أنواع الروماتيزم ثم التأكد بعد ذلك من أنها غير قابلة,  فإذا اثبت أمان الدواء لحيوانات التجارب أو أن أعراضه الجانبية مأمونة مع فاعليته ففي هذه الحالة يمكن أن يطبق على الإنسان , ولكن ليس معنى نجاح العلاج في الحيوانات أن نجاحه يتأكد في الإنسان , فقط يمكن اعتباره مؤشرا مهما ثم تأتي التجارب على المتطوعين , وإذا ثبت نجاحها يمكن تجربتها على المرضى .

ويطرح الدكتور الحديدي مثالا لما يروج له حاليا من علاج للروماتيزم بلسع النحل مؤكدا أن بعض المرض يظنون انهم إذا تعرضوا للسع النحل خاصة المصابين بالروماتويد فإن ذلك يحسن من حالتهم , وقد أهتم بعض الأطباء بهذه الظاهرة فقاموا بتعريض عدد من المرضى للسع النحل مرتين أسبوعيا ثم استخلصوا خلاصة سم النحل وحقنوه للمرضى بجرعات بسيطة .

وقد قام بعض العاملين في المعامل بالولايات المتحدة باستخلاص بعض هذه السموم أعطيت لمرض الروماتويد بجرعات صغيرة , لكن جميعها باء بالفشل وإن حقق بعضها نتائج إيجابية في البداية لكنها لم تفلح في الاستمرار واعتبرت مجرد إيحاءات للمرض لشعورهم الوقتي بالتحسن ثم تراجعت حالاتهم .

وفي مصر حدث اهتمام بهذه القضية وتمت الدراسة على بعض العاملين في المناحل والذين يتعرضون بطبيعتهم للسع النحل من وقت لآخر ووجد أن بعضهم مصاب بالرومتتويد ولم يحسن ذلك من حالتهم .

وهناك أسلوب آخر شد اهتمام وسائل الإعلام في مصر لفترة طويلة وهو العلاج بالمغناطيس وخطورة هذه الوسائل التي قد لا تنتج عنها أعراض جانبية شديدة تتركز في أن أي مريض بالروماتيزم يسمع عما يسمى بالعلاج بالمغناطيس قد يهمل نظامه العلاجي مع الطبيب ويلجأ لهذه الوسيلة السهلة وهو لا يعلم أن ما يفيد في علاج نوع  من أنواع الروماتيزم قد لا يفيد في حالات الروماتيزم المفصلي خاصة المرتبطة بالحالة النفسية أو في بعض حالات الروماتيزم الموضعي مثل التهاب الأوتار المحيطة بمفصل الكوع وهو ما يسمى مرفق التنس , ويحدث نتيجة تحريك اليد في وضع معين حيث تلتهب أوتار العضلات المحيطة بالمرفق وقد تتحسن هذه الأنواع الموضعية من الروماتيزم باستعمال المغناطيس ولكنه لا يصلح لعلاج الروماتويد كما أنه ليس علاجا للأمراض الروماتيزمية لأنه مسكن وقتي وهذا يجرنا للتحديث عن استخدام الكي بالنار أو أكواب الهواء وهو أيضا وهم يؤخر من حالة المريض حيث أن معظم المرضى الذين يذهبون لإجراء الجراحات أو يلجؤون لجراحة الأعصاب يقدمون على هذه الخطوة في حالة متأخرة ويكون معظمهم قد جرب الكي بالنار وهذا الأسلوب فضلاً عن أنه يشوه الجلد ويسبب التهابات شديدة أو تقيحًا فليس له قيمة علاجية .

أما أسلوب الدفن في الرمال فيقول عنه الدكتور تحسين الحديدي … إنه لا يخرج عن كونه مجرد أسلوب مهدئ لتوترات الإنسان … فهو مثل المساج .. مجرد نوع من الحرارة تصل إلى العضلات وهذا التأثير يمكن أن يحدث للإنسان إذا جلس في حمام ساخن أي ليس بالضرورة أن يذهب ليدفن نفسه في الرمال حتى يشعر بالتحسن فكل هذه الأساليب تهدئ الإنسان الذي يفرط في العمل وتتوتر أعصابه وعضلاته مما يسبب له آلما أو ما يسمى بالروماتيزم غير المفصلي وهو نوع يستجيب للحرارة سواء كانت عبر حمام ساخن أو ساونا أو الدفن في الرمال أو حتى استعمال قربة ماء ساخن .

ويحذر الدكتور الحديدي من أن استخدام هذه الأساليب المهدئة قد يلهي الإنسان عن الإصابة بمرض آخر أكثر خطورة قد لا يفطن إليه ..خاصة وأن هذه الأساليب تندرج تحت بند تخفيف الآلام نتيجة منع التقلص العضلي أو ارتخاء العضلات المتقلصة لذلك لا بد يكون ذلك تحت إشراف طبي , فمريض الانزلاق الغضروفي قد يحدث له تقلص عضلي شديد في عضلة سمانة الساق ليلا .. كما أن بعض أمراض الشرايين تسبب تقلصا عضليا أثناء المشي وهنا تكون المشكلة ليست في تهدئة التقلص العضلي بقدر ما هي معرفة سببه وعلاجه إنقاذ المريض قد تكون حالته خطرة كما في مريض الشرايين .

العلاج بالنحاس

ويقول الدكتور الحديدي : إن البداية كانت عندما نجح الذهب عند تجربته بالحقن لعلاج مرض الروماتويد حيث قام بعض الأطباء بتجريب أقراص تحتوي على مادة النحاس وكان لها اثر مخفف في بعض مرض الروماتويد , ولكن التأثير كان بسيطا في بعض المرض فضلا عن أن هذا العلاج لفترات طويلة ظهرت معه أعراض جانبية تمثلت في فقدان حاستي التذوق والشم والشهية مع الشعور بالغثيان والقيء ووجود زلال في البول وفي كثير من الأحيان كان يسبب آلاما في المفاصل .

أما استخدام الأساور النحاسية فيما يسمى بتحسين حالات مرض الروماتيزم فيقول الدكتور الحديدي : إن ما يتحدثون عنه لا يخرج عن كونه تحسنا نفسيا لا أكثر وهناك طرق أخرى للسيطرة على آلام الروماتيزم منها استخدام الطعام مشيراً أن الإفراط  في الطعام خاصة الغني بدهون معينة كالكبد والكلوي والمخ وأيضا الخمور كل هذا يؤدي إلى الإصابة بمرض النقرس كما أن البداية  تساعد عل ارتفاع الكوليسترول ودهنيات الدم وهذا يصحبه نوع معين من أمراض الروماتيزم فضلا عن أن زيادة الوزن تسبب آلاما بالظهر والركبتين والكعب وإبهام القدم .

ويضيف : ثبت علميا أن مرضى الروماتيزم الذين يتعرضون للمجاعات ويقل تناولهم للبروتينات ويصابون بالهزال معرضون للإصابة بخلل بمناعة أجسامهم وبالتالي فهم معرضون للإصابة بأمراض الروماتيزم  .. ولذا فإن الاعتدال في الطعام والمحافظة على الوزن وتجنب الدهون الحيوانية مع ممارسة الرياضة كلها عوامل تقي من الإصابة بكثير من أمراض الروماتيزم .

أما إذا ربطنا بين طعام الإنسان والإصابة ببعض أمراض الحساسية والروماتيزم .. فهناك العديد من الأشخاص خاصة الأطفال عندما يتناولون بعض الأطعمة مثل الشوكولاتة والفراولة والموز والمانجو وأحيانا البرتقال فانهم يتعرضون لحساسية جلدية أو صدرية أو بالأمعاء يصحبها مغص أو إسهال لدرجة أن بعض الأطفال يصابون بحساسية اللبن .

وبدراسة هذه الظواهر على البالغين والمرضى المطوعين وجد أنهم إذا تناولوا أنواعا من الدواء تزيد حساسيتهم ومعنى ذلك أن هناك عددا من مرض الروماتويد يعانون نكسات عند تناولهم وجبة من اللحم الضأن وآخرين تتحسن حالتهم إذا امتنعوا عن الألبان أو منتجاتها كالزبادي أو الأجبان .. كما أن آخرين قد تسوء حالتهم إذا تناولوا الشوكولاتة أو خضار مثل السبانخ فهم قليلون قد لا تتعدى نسبتهم 10% من مرض الروماتيزم ويكون المرضى لديهم مرتبط بنوع الطعام , ويمكن اكتشاف ذلك بالسؤال عن شعورهم بآلام في المفاصل بعد تناول طعام معين , فهذا يدل على أن لديهم حساسية روماتيزمية من هذا الطعام .

أما عن دور الفيتامينات فقد لوحظ أن مرضى الروماتويد يعانون من نقص فيتامين ج الذي يقوي المناعة- سواء في الدم أو في السائل الزلالي بالمفاصل وتجارب إعطاء هؤلاء المرضى الجرعات المعتادة من فيتامين ج لم تؤدي إلى نتائج مباشرة ومحسوسة, ولكن تجرى حالياً تجارب حول إعطاء جرعات اكبر من فيتامين ج ودراسة تأثيرها العلاجي على أمراض الروماتيزم التي أظهرت حتى الآن نتائج أفضل نسبياً ..

وهناك أساليب أخرى نجحت علمياً في تحسين حالات المرضى منها – كما يقول الدكتور الحديدي – تدريب المريض على التحكم في وظائف الأعضاء غير الإرادية : المشي والقيام والجلوس .. وحيث أمكن استخدام وسائل تدريب وأجهزة علمية بطريقة يطلق عليها (bioffod ) وقد أفلحت هذه الطريقة في تعليم الإنسان التحكم في وظائف جسمه غير الإرادية باعتباره وسيلة علاج للروماتيزم .. وأمثلة على ذلك فإن مريضاً يعاني الارتشاح أو تورم والتهاب الركبة ما يحدث ألما يصبح معه غير قادر على المشي فإنه باستعمال الإبر الصينية قد يتحسن بدرجة ملحوظة لكن التورم والالتهاب يبقيان وكذلك عدم القدرة على المشي . وهناك مثال آخر لمريض يتألم من ظهره وباستخدام الإبر الصينية يزول الألم لكن إذا كان السبب انزلاقا غضروفيا فقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات نتيجة الضغط على عصب الساق .

من هنا يقول الحديدي : إن استعمال الإبر الصينية له تأثير مخفف للألم ولكنه لا يغير من طبيعة الأمراض الروماتيزمية . ولا يزال العلماء يبحثون في علاجات قاطعة لهذه الآلام .. منها العلاجات الطبيعية ومنها ما يجري على ديناميكية الجسم وسوف يطرح العديد منها لأنها في المراحل الأخيرة من التجارب .

Exit mobile version