توصل الباحثون إلى طريقة جديدة لاكتشاف الزلزال وهي استخدام الأقمار الصناعية التي يمكن أن تساعد على إنقاذ ملايين الأرواح.
فقد كانت هنالك طريقتان معتمدتان للحد من آثار الزلازل هما بناء المباني المقاومة للزلازل وتركيب أنظمة إنذار، ولكن الطريقة الجديدة تستخدم فيها الأقمار الصناعية لقياس الإشارات الكهرومغناطيسية التي تظهر في وقت مبكر من لحظة وقوع الزلزال.
وقامت مجموعة من الباحثين باستخدام الأقمار الصناعية لرؤية الطبقة العليا من الغلاف الجوي الممتلئة بالجسيمات المشحونة كهربائيا “طبقة الأيونوسفير”، فوجدت تغييرات ملموسة في هذه الطبقة قبل 10 أيام من وقوع زلزال في (بين هلالين شدة الزلزال حسب سلم ريختر وسنة وقوعه) النيبال (M7.8, 2015) وكاليفورنيا (M6.0, 2014) واليابان (M9.0, 2011) وهايتي (M7.0, 2010) وإيطاليا (M6.3, 2009) والصين (M8.0, 2008) وغيرها.
وقام المجموعة بقياس التغييرات التي تطرأ على الإشارات الكهرومغناطيسية، من حيث مستويات الإشعاع والاضطرابات في الحقول المغناطيسية والموجات ذات التردد المنخفض جدا، ولا يعرف العلماء لحد الآن ما الذي يسبب هذه الإشارات.
والفرضية الحالية تقول أنه عندما يتراكم الضغط على خط الصدع ويشوه القشرة الأرضية، تنطلق بعض الإشارات الكهرومغناطيسية في طبقة “الأيونوسفير”، حيث يمكن قياس هذه الإشارات سواء على الأرض أو من الفضاء، ولكن يمكن للأقمار الصناعية أن تساعد في عملية القياس على مساحة أكبر بكثير.
ويخطط العلماء الآن في مختبر مولراد للعلوم (MSSL) في لندن، لإرسال بعثة إلى الفضاء من أجل اختبار هذه الفرضية، على أمل إرسال قمرين صناعيين إلى المدار الأرضي المنخفض من أجل البحث عن هذه الإشارات في حال وجودها.
ويقول “ديرين كاتاريا”، من مختبر MSSL، إن وقوع الزلزال يمكن التنبؤ به بهذه الطريقة قبل ساعات أو حتى أيام من حدوثه، وبالتالي إنقاذ آلاف الأرواح، ولكن يوجد العديد ممن يشككون بهذه الطريقة، وذلك بسبب أن العديد من الظواهر يمكن أن ينتج إشارات كهرومغناطيسية كبيرة.
ويضيف كاتاريا، :”بالطبع كلما ازداد عدد الأقمار الصناعية، ارتفعت الدقة ولكن يتعين علينا الآن البدء بإرسال قمرين اثنين على الأقل”.
ويسعى فريق كاتاريا الآن للعمل مع العلماء الروس من أجل ارسال بعثة إلى الفضاء، وكلا الفريقين بحاجة إلى التعامل مع وكالات فضاء والحصول على التمويل اللازم للقيام بالمهمة بنجاح.