إن التطور الهائل الذي أصاب علم الزرع الفموي ، من جهة نتيجة النتائج المشجعة التي يقدمها للمريض على المستوى الوظيفي والتجميلي ،ومن جهة أخرى كثرة الأبحاث في هذا المجال ، كل ذلك قاد إلى تطورات هائلة ، خاصة على مستوى تهيئة الحالات المعقدة التي يكون فيها النقص العظمي شديداً وتحويلها إلى حالات بسيطة قابلة للزرع في شروط طبيعية .
وسنتناول عن كسر الفك وازاحته وصفاً للاستطباب واللآلية الجراحية لهذه التقنية الجديدة ، ففي حالة الامتصاص الشديد في مقطع من الفك ونريد تهيئته بواسطة طعم عظمي ، حيث نقوم بعد عمل شق بالمشرط دهليزياً بإبعاد طرفي الشريحة ، وذلك بحدود (4-3) ملم ثم نعمل شقاً أفقياً في العظم حتى الوصول إلى النسج الرخوة من الجهة المقابل دون تخريبها ، ثم شقين عموديين على الأول لتأمين فصل هذه القطعة بشكل كلي عن العظم ، بعدها نزيح القطعة بالاتجاه الشاقولي والأفقي حتى المستوى المطلوب دون المساس بالنسج الرخوة من الحنكي أو اللساني لتأمين التروية الدوية اللازمة للقطعة المزاحة ، وبعد تثبيت القطعة المكسورة والمزاحة بقاعدة الفك بواسطة صفيحة تيتانيوم مثبتة بالبراغي ، نقوم بوضع الطعم العظمي ضمن الفراغ المتشكل بين قاعدة الفك والقطعة المزاحة، ثم نمدد الشريحة لتأمين إغلاق محكم على مكان العمل ،وبعد انتظار (6-4) أشهر يكون المقطع جاهزاً لاستقبال الزارعات ونزع الصفيحة في الجلسة نفسها .
1- تعريف بالجراحة الجديدة:
– كسر وإزاحة الفك :
عملية جراحية لعظم الفك في مناطق الدرد الجزئي شديدة الامتصاص العظمي لتحويلها إلى مناطق قابلة لاستقبال الزرع الفموي ضمن ظروف ملائمة جداً ، معتمدين تقنية كسر جزء من الفك وفصله عظمياً ثم إزاحته عكس جهة الامتصاص وتثبيته بصفيحة بالبراغي متموضعة بين قاعدة الفك والقطعة المزاحة مع وضع طعم عظمي في الفراغ نلاحظ الصفيحة مثبتة بالبراغي وتبدو القطعة المزاحة مع الفراغ المتشكل والجاهز لاستقبال الطعم العظمي .
2- الاستطبابات :
يستطب هذا النمط من الجراحة في حالات الامتصاص الشديد لمناطق من الفك بعد القلع ( خاصة القلوع القديمة ) والتي يغيب فيها الشكل النموذجي للفك والتي نريد القيام بعمليات زرع فيها من أجل تعويض المناطق الدر داء بجسور محمولة على زرعات فموية .
إذا الاستطباب يتناول كل مقاطع الفك ولكن من خلال خبرتنا السريرية على حالات متنوعة وجدنا أن الاستطباب الأكثر أهمية هو في الفك العلوي وخاصة في مناطق تحت الجيب الفكي ،والسبب يعود إلى صعوبة تطبيق المبعد العظمي التقليدي (DISTRACTEUR) في المناطق الخلفية من الفك العلوي ، والاضطرار لعمل طعم عظمي لاحق دهليزياً في المناطق الأمامية من الفك العلوي بعد استخدام المبعد.
3- آلية جراحة كسر جزء من الفك وإزاحته
تعتمد هذه الجراحة على الخطوات التالية :
أ- التخدير : إما تحت التخدير العام أو تحت التخدير الموضعي وفي كلتا الحالتين نقوم بتخدير موضعي في المنطقة المراد العمل عليها دهليزياً ولسانياً ( أو حنكياً).
ب- الشريحة : شق دهليزي على طول المنطقة المراد كسرها وازاحتها باعدين حوالي خمسة ملم عن مستوى السنخ ونقوم بالتسليخ على حافتي الشق دون مبالغة ( بين 3 إلى 5 ملم ) لأن القطعة المكسورة والمزاحة ستأخذ ترويتها من النسج الرخوة المغلفة لها لذلك يجب الحفاظ على هذه النسج الرخوة سليمة .
ج- القص العظمي : سنقوم بعمل ثلاثة شقوق الأول أفقي على مستوى الشق نفسه في النسج الرخوة يتناول منطقة الفك الدر داء ويتوقف أفقياً قبل ثلاثة ملم من الأسنان المجاورة أما على المستوى الدهليزيا الحنكي ( أو اللساني) قد نميل الشق بحيث يكون عمودياً على القوس الحنكي للفك العلوي أو بشكل مواز لمستوى قاعدة الفك في السفلي وشقين متوازيين وعموديان على الشق الأول يقطعانه في طرفيه وبذلك تفصل القطعة عن ارتباطها العظمي بالقاعدة وطبعاً الشقوق الثلاثة تمت بواسطة سنبلة شاقة طويلة خاصة لعمل جراحي لهذا مع التبريد بالارذاذ للحفاظ على العظم حياً.
د- الإزاحة : نقوم بتحريك القطعة بعد فصلها بأداة خاصة ( سكين عظمي (osteotome والإزاحة بجهتين شاقولية وأفقية عكس جهة الامتصاص طبعا هنا نلاحظ مقاومة للإزاحة لكن قابلة للتغلب عليها والسيطرة بدقة على حدود التوقف .
هـ – التثبيت : أولا نهيئ الصفيحة ( وهي الصفيحة نفسها المساخدمة في تثبيت كسور الفك وهي من التيتانيوم) كي تنطبق على القاعدة العظمية والقطعة المزاحة مستخدمين المطاوي الخاصة ، بعدها نثبت الصفيحة لعمل ثقوب بسنبلة شاقة مكان براغي التثبيث ثم نأخذ البرغي بواسطة مفك البراغي لتثبيته ونثبت أولاً الصفيحة بالقاعدة الثابتة ثم نثبت القطعة العظمية المزاحة .
و- وضع الطعم العظمي: نقوم بوضع الطعم العظمي في الفراغ المتشكل بين القاعدة الفكية والقطعة المزاحة والمثبتة والطعم يكون إما ذاتياً مأخوذاُ من المريض نفسه ( من الشعبة الصاعدة للفك السفلي أو من العظم الجداري للجمجمة أو عظم جاهز من البنك أو مختلط ) ويمكن إضافة البلازمة الغنية بالصفائح PRF المأخوذة من دم المريض والمثقل بالمثقلة وهذا يساعد على التندب بسرعة وأيضاُ على كسب حجم في عملية الإضافة العظمية في حالات النقص العظمي الشديد مع شح في مصادر الإعطاء .
ي- الإغلاق والخياطة : في هذا النمط من الجراحة يجب أن نغلق بشكل جيد الشريحة وهنالا بد من تمديد الشريحة بعمل شقوق في السمحاق داخل الشريحة على جانبي الشق الرئيسي ثم نجرب الانطباق إلى أن نراه مغطى بشكل جيد عندها نقوم بعمل خياطة تقليدية ترفع بعد أسبوع .
ننتظر حداً أدنى أربعة أشهر حتى نحصل على تشكل جيد للطعم العظمي ثم نتداخل تقليدياً فننزع الصفيحة ثم نركب الزرعات المطلوبة .
4- مناقشة واستنتاجات :
إن هذا النوع من العمل الجراحي يعدّ تقنية مبتكرة على مستوى العالم رغم أنها ليست بعيدة عن بعض التقنيات الجراحية الموجودة ككسر الفك كلياً وأزاحته في الجراحة التقويمية أو استخدام المبعد العظمي لتشكيل عظم لكن ما يميز هذه التفنية كخصائص نوعية:
1- استطبابها في كل مقاطع الفك في حالات الامتصاص الشديد.
2- عدم إزعاج المريض وعدم الحاجة لعمل طعم عظمي ثانوي في الدهليزي ( هذا ما يحدث باستخدام المبعد العظمي)
3- نسبة النجاح للطعم عالية لوجوده بين سطحين عظميين حيين وأحصائيا قمنا بعمل ما يقارب ثلاثين حالة وكان الاخفاق فقط في حالة واحدة وكان السبب ناجماً عن استخدام جهاز جراحي نكسر العظم باستخدام ultrason أدى إلى تموت العظم فيما يبدو .
4- إرجاع السنخ إلى المستوى الأصلي أو المرغوب وكأننا أعدنا الفك إلى حالته المثالية .
في النهاية نرى أن هذا النوع من الجراحة يجبر الجسم على إنجاح الطعم العظمي بشكل ممتاز وبالتالي يجبر الجراح على تقديم حل مثالي من الناحية التجميلية والوظيفية وهذه الجراحة ستحدث ثورة حقيقية في مجال الجراحات المتقدمة التي تسبق الزرع.
5- حالة سريرية
مريضة تحمل جسراً علوياً أيمن محمولاً على دعامتين الضاحك الأول وهو زرعة حالتها جيدة والدعامة الثانية الرحى الثانية العلوية وهي بحالة سيئة تحتاج للقلع بينهما دمية تعوض الضاحك الثاني قمنا بقلع الرحى الثانية العلوية ثم قمنا بعدها بعمل كسر وإزاحة الجزء من الفك العلوي تحت الجيب الفكي وقد حصلنا على نتائج ممتازة .