شهد الحمض النووي الذي استخرجه العلماء من جماجم مزارعين قدامى سكنوا إيران منذ 12 ألف عام أن الأوروبيين الأوائل لم يكونوا قط أحفادا للإيرانيين القدامى.
وكان من المعتقد منذ زمن بعيد أن المزارعين الأوروبيين الأوائل كانوا أحفادا لسكان الشرق الأوسط والأناضول وإيران الذين هجروا من هناك إلى أوروبا منذ 10 – 12 ألف عام.
لكن الباحث (يواهيم برهر) وزملاءه من جامعة ماينز الألمانية قدموا أدلة على أن سكان أوروبا لا يعتبرون في حقيقة الأمر من وجهة النظر الوراثية أحفادا لتلك المجموعة من المزارعين. توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراسة الحمض النووي لبعض الجماجم التابعة الإيرانيين القدامى والتي عثر عليها في منحدرات جبال (زاغروس) في أقدم المستوطنات الزراعية على وجه الأرض.
وإذ قارن برهر وفريقه بين الحمض النووي لسكان جبال (زاغروس) الذي كانوا من أوائل المزارعين في الأرض وذاك العائد للأوروبيين والأسيويين والمعاصرين لنا، اتضح له أن سكان جبال (زاغروس) منحوا أسرار الزراعة لا للأوروبيين بل للإيرانيين والهندوس والأفغان لأن الشعوب الأخيرة تشبههم من وجهة النظر الوراثية .
يشهد كل ذلك أن الأوروبيين لم يكونوا أحفادا للمزارعين الأوائل.
والاستنتاج الآخر الذي توصل إليه العلماء هو وجود بضع مجموعات منعزل بعضها عن البعض في نهاية العصر الحجري تمكن ممثلوها من استيعاب الزراعة فهجروا في اتجاهات مختلفة. واختلفت شفراتهم الوراثية واللغات التي كانوا ينطقون بها وحتى ملامحهم الخارجية.