موقع طرطوس

حموضة المعدة ليست المسؤولة عن الألم

حموضة المعدة ليست المسؤولة عن الألم

حموضة المعدة ليست المسؤولة عن الألم

عندما يتعلق الأمر بتخفيف حرقة المعدة أو الألم الناجم عن التهاب جدارها ، يبدو لمعظمنا أن اللجوء إلى تخفيف عصارات حموضة المعدة فكرة جيدة . لكن هذا الاعتقاد قد يكون خطأ تاماً ، بحسب ما أشارت إليه دراستان حديثتان أجرتهما كلية الطب في جامعة ميتشغان ، أثبتت خلالهما أن تخفيض حموضة المعدة لا يؤدي إلى النتائج المرجوة منه ، بل على العكس يزيد تفاقم الأمور سوءاً .

وفي اختبار أجراه فريق من الباحثين على الفئران ، من خلال إعطائها أدوية مثبطة لإنتاج حامض المعدة ، تبين ان البكتيريا غزت المعدة بشكل اكبر وازداد التهاب جدران المعدة ، على عكس الفئران التي لم تعط هذا العلاج . وتلفت الدراسة إلى أن ردة الفعل على الالتهاب هي التي تحفز الإفراط في إنتاج حامض الأيدروكلوريك Hydrochloric Acod , المقاوم الأول للمعدة من أجل عدم توطين البكتيريا وقتل الميكروبات .

فإذا منعنا إنتاج هذا الحامض من خلال الأدوية المخففة للحموضة . نكون بذلك نعمل على التدخل في آلية الدفاع للمعدة . وتؤكد الدراسة أن أفضل طريقة للتخلص من البكتيريا المسببة لحموضة المعدة هي اتباع العلاج بالمضادات الحيوية ، وتحذر من أن تخفيض حموضة المعدة يجعلها أكثر قابلية لاجتياح البكتيريا ، وهذا بالفعل ما أدت إليه التجارب عندما أعطيت الفئران عقار الـ Omeprazole وأدوية اخرى مثبطة للغاسترين Gastrin ( عصارة المعدة الأسيدية ) .

وأثبتت التجارب أن الحامض الهيدروكلوري لا يقضي على بكتيريا الـ Helicobacter Pylori  التي تصيب 75 في المئة من الناس ، والتي يتسبب عدم علاجها والإصابة المزمنة بها بتقرح المعدة ونمو الورم السرطاني ، وإن علاجها الوحيد هو تناول المضادات الحيوية لمدة 20 يوماً .

وخلصت نتائج البحث إلى إثبات ان نماذج خلايا المعدة من الفئران التي عدلت جينياً لعدم فرز الحامض المعدي وتلك التي اثبط فيها إنتاجه عند الفئران الطبيعية بواسطة الـ Omeprazole أظهرت تبدلات ملحوظة تشير إلى وجود التهابات في المعدة ، ومنها ارتفاع عدد الخلايا المناعية الليمفوسيت وعدد أكبر من البكتيريا .

إذاً ، فإن تدني كمية حامض المعدة هي عامل يحفز كل هذه المشاكل ، والرسالة هي أن العلاج بالمضادات الحيوية لمدة أسبوعين يعتبر امراً أساسياً للتخلص من التهاب المعدة ، الذي حالما يزول حتى يعود حامض المعدة إلى معدله الطبيعي .

ومن المهم جداً متابعة العلاج لأسبوعين كاملين واتباع وضفة الطبيب بدقة ، لأن معظمنا يميل الى توقيف الدواء أو تجاوز الجرعات حالما يشعر بالتحسن ، مما يساعد البكتيريا على تطوير مقاومة ضد المضادات الحيوية .

Exit mobile version