موقع طرطوس

خجلنا.. هل يفقدنا حقوقنا

الخجل صفة محمودة أم مذمومة? وهل يجب على الإنسان أن يتصف بهذه الصفة ليكون بين الناس ذا مكانة مرموقة? أم أن الخجول لا يأخذ حقه من الدنيا ويتنازل عن بعض الحقوق فقط لأنه خجول?..

يؤثر على أدائهم‏

خلود علي سكرتيرة تقول: الخجل صفة مذمومة كلياً فالخجول دائماً حقه ضائع ولايستطيع الإفصاح عما يدور في فكره من أفكار وغالباً ما تكون مفيدة لهذا فإن خجل الشاب عيب أما خجل الفتاة فهو واجب.‏

أما نوال درزي محاسبة تقول: غالباً الخجول في مجتمعاتنا يكون منبوذاً بين الناس وبمعنى أدق الناس يتهامسون عليه يضحكون من بعض تصرفاته في السر كما أن الخجول يكون مثل الشخص التائه في هذه الدنيا ومع مرور الأيام فهو يجاري الناس فيما يقولونه دونما إبداء رأي في كل المواضيع حتى ربما بما يخص حياته الشخصية.‏

وعلى أي حال فقد صرح واحد من كل عشرة أشخاص ممن التقيتهم بأنهم يشعرون بالخجل إلى حد ما ولو في بعض المواقف الاجتماعية إلا أن بعضهم يعاني من الخجل لدرجة أن ذلك يؤثر سلبياً على أداء مهماتهم اليومية.‏

ويتفق الشاب أنيس منصور مع نهى الموظفة على خطورة انتشار الجرأة والوقاحة عند بعض شبابنا واقتحامها لحياتنا من سلوكيات منافية لعاداتنا وتداولها أصبح أمراً طبيعياً في كل مكان بينما المفترض أن تعرض على استحياء لأنها ستنزع شعرة الحياة المتبقية لنا وما كنا نخجل من تداوله علناً قد يصبح حديث مجلس الكبار والصغار الآن.‏

شتان ما بين الاثنين‏

وهل يعني هذا أن يكون الإنسان متسماً بصفة (العين الجائرة) ليعيش دون خجل? (طبعاً لا) هذا ما قاله محمد خير الفحام دبلوم دراسات عليا في قسم علم الاجتماع, فإذا كان الخجل مرفوضاً فإن الحياء مطلوب وشتان ما بين الاثنين.‏

فالشخص الذي يملك الحياء يصبح له مكانة مرموقة بين الناس ودائماً يصفونه بالأخلاق الحسنة وربما يرقى في عمله ومجتمعه وأسرته حتى يصبح رأيه من الآراء الجيدة التي تكون ذات فعالية وتأثير وأنا برأيي فإن الكلام يجب أن ينطبق على الشاب والفتاة معاً أي لا للخجل نعم للحياء والأدب في التعامل مع الناس.‏

وهل يعني للخجل مقاييس ومن هؤلاء الذين تطلق عليهم هذه التسمية? لا يوجد مقياس محدد للخجل, كما لا يوجد مقياس مطلق له, ومع ذلك يشير تعبير الخجل إلى أولئك الذين يجدون صعوبة في التفاعل الاجتماعي, وهو حالة شعورية طبيعية ومنتشرة بين الناس, والخجل ينشأ عادة عن عوامل تربوية واجتماعية تحيط بالإنسان سواء في صغره أم كبره فهو شعور يكتبه من محيط العائلة أو المجتمع الذي يعيش فيه أما إذا أدى إلى أرهاق صاحبه وجعله غير قادر على التعامل مع الآخرين, وجعله أيضاً يتنازل عن الكثير عن حقوقه وجعله متردداً في اتخاذ قراراته نتيجة خجله فهذا يعني أن هذه الحالة من الخجل هي حالة مرضية يستوجب علاجها.‏

الافتقاد إلى الثقة‏

وماذا عن الأطفال والمراهقين? قد يكون الخجل ناجماً عن عدم كفاية المهارات الاجتماعية فالكثير من الآباء والأمهات وأحياناً المدرسين يكونون السبب في دخول الشخص إلى مثل هذه الحالة المرضية من الخجل وعدم السماح بالإفصاح عن رأيه في مشكلة تواجه العائلة على اعتباره صغيراً ويستهزأ به ما يولد لديه شعوراً بالخوف وعدم الثقة بنفسه. فلو تمت تنشئة الطفل بشكل منعزل أو أنه لا يرى أشخاصاً جدداً قد لا يتحلى من اكتساب مهارات ضرورية وخبرات فمع مرور الوقت فقد يعانون من صعوبات كلامية فإما أنهم يتكلمون ببطء شديد أو يقومون بحركات عصبية مثل ملامسة وجوههم أو يدعكون أيديهم أو ما شابه ذلك? إلا أن الخجل لا يدوم ويمكن التخلص منه تدريجياً وذلك.‏

الخجل لا يدوم‏

– وللتخلص من خجلنا لابد أن نعاكسه وأن نقوم بالعمل غير السيئ الذي نخجل منه. وإن فشلنا لابد من إعادة الكرة مرة بعد أخرى حتى ننجح.‏
-لابد من الابتعاد عن الأشخاص الذين يستهزئون بمواقفنا, فنحاول عدم الاختلاط بهم ومجالستهم وفي المقابل الإكثار من مجالسة الناس الذين يحترمون مشاعرنا وأقوالنا.‏
– المحاولة بتقوية روح الاستقلالية والاعتماد على النفس في إنجاز الأعمال والتقليل من الاعتماد على الآخرين, ونجعل لأنفسنا أوقاتاً خاصة للمطالعة والترفيه لأن لذلك الأثر الأعمق للتفاعل مع الحياة من حولنا.

محمد عكروش‏

Exit mobile version