أظهرت دراسة أمريكية أن الإنسان يميل إلى تناسي أخطاء الماضي بطريقة انتقائية، عند التفكير بسلوكه الخاص، وينأى بنفسه عن الأعمال اللاأخلاقية التي ارتكبها سابقا.
ووجدت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص يظهرون غالباً ما يعرف باسم “فقدان الذاكرة غير الأخلاقية” عند استرجاع الذكريات التي لا تدعو للفخر، ولمزيد من فهم هذه الظاهرة قامت مريم كوشاك من جامعة نورث وسترن وفرانشيسكا جينو من جامعة هارفارد، بإجراء تسع تجارب مختلفة على أكثر من 2100 مشترك.
وكشفت الدراسة أن الذكريات الغير الأخلاقية تصبح أقل وضوحا مع مرور الوقت إن لم تكن قد نسيت تماما.
وطلبت الباحثتان من 343 متطوعا الكتابة عن أنشطتهم الشخصية المختلفة سواء كانت أخلاقية أو غير أخلاقية ثم طلبت منهم بعد ذلك ملء استبيان.
كما طلب من 70 مشاركا آخرين المشاركة في لعبة “coin-toss” (ملك وكتابة) التي يمكن استخدامها في الخداع بسهولة لكسب الأموال، وبعد أسبوعين طلب منهم ملء استبيان بشأن ما يتذكرونه من اللعبة والوجبة التي تناولوها في تلك الليلة.
وذكر 43% من المشاركين أنهم تعرضوا للغش، لكن حساباتهم لم تكن واضحة بشأن سلوك الغش بالمقارنة مع المعلومات حول وجبة العشاء.
وفي تجربة أخرى سعى الباحثون إلى معرفة ما إذا كان تذكر السلوك اللاأخلاقي يجعل الشخص يعيد السلوك ذاته، وطلب من 230 طالبا وطالبة المشاركة في لعبة رمي النرد وبعد مرور ثلاثة أيام طلب منهم لعب “word-scramble”، فوجد الباحثون أن المشاركين في التجربة الذين لديهم صعوبة في تذكر سلوك الغش الذي قاموا به في اللعبة الأولى كانوا الأكثر غشا في اللعبة الثانية.
وفيما لم يكن المشاركون في التجارب قادرين على تذكر سلوكياتهم اللاأخلاقية، كانوا قادرين على تذكر حتى التفاصيل الخاصة بالسلوكيات ذاتها لدى الأشخاص الآخرين.
وتشير الأبحاث إلى أن ظاهرة “فقدان الذاكرة غير الأخلاقية” تعمل كوسيلة للحفاظ على الصورة الإيجابية للشخص. وخلص الباحثون إلى أن للأخلاق دورا حاسما في بناء وإعادة بناء الذات، للحفاظ على الصورة السليمة للأشخاص بغض النظر عن سلوكهم.