كثير من النساء يستخدمن خلال فترة الحمل مسكنات للآلام، فما مدى تأثير ذلك على الأجنة؟ وهل يمكن أن تؤدي الآثار الجانبية للأدوية إلى حدوث تشوهات خطيرة؟
فقد بينت نتائج دراسة جديدة نشرت في المجلة العلمية Neurology أن تناول الحوامل أدوية معينة لتسكين الآلام الناجمة عن الأعصاب قد يرفع من خطر إصابة الأجنة بعيوب خلقية.
ووفقا للدراسات والتجارب التي تمت على الحيوانات، رأى الباحثون أن زيادة تناول أدوية معينة أثناء الحمل من قبل الأمهات قد يرفع من خطر إصابة الأجنة بتشوهات وعيوب خلقية، الا أن أثرها لا يزال محدودا، كما أكد الباحثون.
وللتوصل إلى معرفة أثر تناول بعض الحبوب على النساء الحوامل، قام الباحثون بجمع معلومات عن 820 امرأة من 7 دول مختلفة، هي فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا وسويسرا وهولندا وتركيا.
وأشار الباحثون إلى أن 164 امرأة منهن تناولن مسكنات الألم خلال فترة الحمل، في حين أن 656 منهن لم يتناولن أدوية مطلقا خلال الحمل.
ولاحظ الباحثون أن 6% من النساء اللاتي استخدمن المسكنات خلال فترة الحمل أنجبن أطفالا بعيوب خلقية، فيما لم تنجب أطفالا بمثل هذه العيوب سوى 2% من النساء اللواتي لم يتناولن الدواء.
لذا اعتبر الباحثون أن تناول الأدوية من قبل الحوامل في الثلث الأول من فترة الحمل هو الذي رفع خطر إصابة أجنتهن بعيوب وتشوهات خلقية وكانت هذه النسبة أكبر بثلاث مرات مقارنة مع اللواتي لم يتناولن الأدوية.
ومن أكثر العيوب الخلقية شيوعا بين الأجنة، أضرار أصابت الجهاز العصبي المركزي لديها، أي الدماغ والنخاع الشوكي، بالإضافة إلى تشوهات في أعضاء أخرى من الجسم.
وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن الباحثون من إيجاد تفسير لهذه العلاقة بين تناول الدواء خلال فترة الحمل وارتفاع خطر إصابة الأجنة بعيوب وتشوهات خلقية، فدعوا إلى القيام بمزيد من البحوث والدراسات العلمية بهذا الصدد لتفسير العلاقة وتأكيدها.