دعت باحثة في مجال المسالك البولية قطاع الصناعة في بريطانيا إلى توجيه مزيد من الاستثمارات لتطوير القسطرات البولية.
وقالت ماندي فادر، أستاذة تكنولوجيا المسالك، في جامعة ساوثمبتون، إن تصميم أجهزة القسطرة لم يشهد “تغييرا يذكر” على مدار 80 عاما.
وانتقدت فادر، في تصريحات لبي بي سي، انخفاض حجم الاستثمار وضعف اللوائح التي تنظم صناعة القسطرة.
وتقول الرابطة التجارية لمنتجات أمراض المسالك البولية، إن ذلك “غير صحيح على الإطلاق”.
وتستخدم القسطرة البولية، وهي جهاز مصمم لإدرار البول من المثانة، بصورة كبيرة بين المرضى لكنها لم تلق الاهتمام المطلوب لتطويرها.
وعادة ما تستخدم القسطرة في المستشفيات لمراقبة مقدار البول الذي يخرجه المريض، أو للتأكد من أن المثانة ليست ممتلئة بالكامل.
ويمكن أن يستمر هذا لدقائق معدودة، لكن بعض المرضى يسمح لهم بالخروج من المستشفى بالقسطرة، وقد يواصلون استخدامها لأشهر أو حتى لسنوات.
ويمرر أنبوب القسطرة عادة عبر مجرى البول حتى يصل إلى المثانة ببالون صغير، ومع ذلك تركب القسطرة أحيانا فوق عظم العانة عبر البطن إلى داخل المثانة.
وتتصل القسطرة بكيس للتصريف، ويربط الكيس عادة بالفخذ أو أعلى الكاحل، ويتعين، في المقابل، تفريغه بانتظام.
الحد من العدوى
وتوفر القسطرة بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا وانتشارها، إذ تغطى بمادة لاصقة تسمى “بيوفيلم”، وهي مادة مضادة للمنظفات والمضادات الحيوية. وهذا مصدر كبير للعدوى البولية وانسداد القسطرة وتسربها.
ويقدر عدد الذين يستخدمون القسطرة لمدة طويلة في المملكة المتحدة بما لا يقل عن 90 ألف مريض، يستخدمونها لثلاثة أشهر أو أكثر.
ويحتاج واحد من بين كل خمسة أشخاص يمكثون في المستشفى القسطرة البولية، وتكون أحيانا مجرد مسألة روتينية أكثر من كونها ضرورة.
وتشير أبحاث إلى أن أكثر من قسطرة من بين كل أربعة يجرى تركيبها في قسم الحوادث والطوارئ “غير ضرورية”.
وجرى معالجة المشكلة في عدد من المستشفيات.
وفي حملة للحد من عدوى المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة، تتعاون خمس مؤسسات للحد من أضرارها في مشروع أطلق عليه “لا للقسطرة، لا لعدوى المسالك المرتبطة بها”.
وتهدف الحملة، التي تديرها شبكة الابتكار للرعاية الصحية، إلى التأكد من عدم استخدام القسطرات البولية بطريقة غير لائقة، وإزالتها سريعا. وتأمل الشبكة في أن هذا سيقلل من تلك العداوى بواقع 30 في المئة، وتعميمها، في حالة نجاحا، في جميع أقسام هيئة الخدامات الصحية الوطنية.
وقال ديفيد هوبر، المدير الإكلينكي للشبكة “وجهة النظر العامة هي أن عدوى المسالك البولية المرتبطة بالقسطرة هي أشهر أنواع العدوى التي يصاب بها في المستشفيات وأشهر بكثير من الجرثومة العنقودية”.
“استخدام مفرط”
وتقول فادر إن هناك أدلة متزايدة تشير إلى الإفراط في استخدام القسطرة، لكن المخاوف الرئيسية تتعلق بالتصميم والمواد المصنوعة منها.
وتقول فادر إن مثل هذا الجهاز الشهير يجب أن يكون منتجا على أحدث مستوى، لكنها اختتمت قولها بأن “القسطرة لم تشهد تغيرا يذكر في الـ 80 عاما الماضية”.
وتحذر فادر من أن جزءا من المشكلة يكمن في ضعف التدابير المنظمة لصناعة القسطرة، حيث تضيف أنه “على عكس ما يحدث مع الأدوية الجديدة، لا يحتاج منتجو القسطرة إلى إظهار أي تغييرات فعلية على منتجاتهم”.
وانتقدت كذلك منتجي القسطرة قائلة: “ما نحتاج إليه هو أن استيقاظ القطاع الصناعي وتوجيه المزيد من الاستثمار بشكل أكبر لتصميم أشكال جديدة للقسطرة، وفي الخامات التي تقاوم العدوى”.
لكن متحدثا باسم كالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا قال إنه يشترط في تصميم الأجهزة وإنتاجها التقليل من مخاطر العدوى.
وأضاف: “ليس لدينا أي دليل في هذا الوقت يشير إلى أن مواد القسطرة البولية المستخدمة في بريطانيا لا تفي بمتطلبات التوجيهات المنظمة لإنتاج الأجهزة الطبية”.
ووصف رئيس الرابطة التجارية للمسالك البولية، كريس وايتهاوس، تصريحات فادر بأنها “مخيبة للآمال”.
وأضاف: “أي تصريحات تشير إلى عدم تطور القسطرات غير صحيحة على الإطلاق”.
وتابع أن “مثل هذا الادعاء يتجاهل جهود المنتجين في تطوير القسطرة، الذي يلبي حاجات المرضى الخاصة، وأنها آمنة وسهلة الاستخدام ومتميزة”.
أدم بريميلو
مراسل بي بي سي لشؤون الصحة