لا شك أن بعض الآلام أو ارتفاع الحرارة أو أي أعراض تظهر على الجسم ، إنما هي ناقوس يدق ليلفت الأنظار لما خلفه . وقد يتوانى المريض أن يتهاون في العلاج فتزيد الحالة سوءاً . وكذلك الشأن الرائحة الكريهة التي قد تصدر عن الفم ، فهي أيضاً إنذار عن بداية حالة غير طبيعية تكون إما في الفم أو الأنف أو الجهاز التنفسي .
القبلة الفرنسية
السكرتيرة الفرنسية صوفي نوهرا إخترعت جهازاً أسمته القبلة الفرنسية لكشف الرائحة الكريهة في الفم . ويكفي للفرد أن ينفخ في الجهاز ليعطيه الدرجة بين 1 – 4 . ” فكرة منعشة ”
الأنفاس الكريهة تعود لإفراز أجسام خلونية أو مكونات من حامض الكبريتيك التي تنتج عن عمليات التلف والتي تحدثها بعض أنواع البكتيريا والكبريت الموجود في الفم . أما الخلوان فتأتي غالباً من الأجسام الدهنية المنطلقة خلال الإصابة ببعض الأمراض أو الأنظمة الغذائية . فسبب الرائحة الكريهة غالباً موضعي ، وللكشف عليه ، يطلب من الشخص إغلاق أنفه وفمه مع وقف التنفس لعدة ثوان ، بعدها يفتح فمه مع عدم التنفس . فإن ظهرت الرائحة حينئذً ، تكون دون أدنى شك من الفم . ويمكن إقتفاء الأسباب العامة بإغلاق الفم والبحث عن الرائحة في النفس الصادر عن الأنف . وبغض النظر عن ذلك ، الأسباب الأولى هي الأمراض التي تصيب الأسنان واللثة ، ويضاف إلى ذلك سوء العناية بالأسنان والأجهزة المركبة عليها . والدخان هو أيضاً سبب كثيراً ما يخلف آثاره . كما لا بد من ذكر حالة تطور أنواع البكتيريا في الفم والفطريات ولا ينكر أحدنا أن هذه المشكلة يعاني منها الكثيرون صغاراً وكباراً . وتتسبب في الحرج ليس فقط أمام أفراد الأسرة الواحدة ، بل كذلك بين الأصدقاء . لكن الأكثر سوءاً إذا ما كانت الرائحة صادرة من فم فتاة ، فقد ينفر منها الكثيرون ، وقد تعطي إنطباعاً بعدم إلتزام تلك الفتاة بقواعد النظافة كما ينبغي .
ولأهمية هذا الموضوع نعرضه لقرائنا الكرام آملين أن يخرجوا منه بالفائدة .
الناتجة عن أمراض معينة والمضادات الحيوية أو الهرمونات المستنشقة . والمتاعب التي يتعرض لها الأنف مثل إلتهاب المخاطية وإلتهاب الجيوب الأنفية ، والدمامل التي تصيب الحلق أو الرئة ، قد تكون سبباً في تلك الرائحة . واللّوز بإعتبارها كالإسفنجة ، يمكنها احتجاز العناصر التي تعمل على حالة من الركود والتلوث . وأخيراً إلتهاب القصبات الهوائية والعدوى ، والإرتداد المعوي أو وجود فتق معوي كلها أسباب مألوفة في إنتاج الرائحة الكريهة .
وهناك روائح معينة لدى المصابين بمرض السكري أو ممن يعانون فشلاً كلوياً حاداً أو قصوراً في عمل الكبد . وتربط بعض الروائح بنقص في بعض الفيتامينات ، خاصة الأمراض التي تصيب الدم .
فمن الناحية المبدئية ، علاج السبب يقضي على الرائحة الكريهة . وإلا يمكن للطبيب إعطاء وصفة لمنتجات موضعية تغطي على الرائحة الكريهة ، وتقضي على تطور غاز الكبريت .