موقع طرطوس

رائحة الفم .. ظاهرة مرضية يجب علاجها

رائحة الفم .. ظاهرة مرضية يجب علاجها

رائحة الفم .. ظاهرة مرضية يجب علاجها

تشعر أحياناً بأن الشخص الذي يكلمك تخرج من فمه رائحة كريهة، وهذه الرائحة عندما تصل إليك تشعرك بالنفور ومحاولة الابتعاد عنه.
إلا أن المشكلة هو أن ذلك الشخص ، قد لا يعرف بأن رائحة كريهة تخرج من فمه ، لذا فهو يتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي ، وكأن ، لا شيء يحدث .

ويظن الملايين من الناس الذين يعانون من رائحة الفم الكريهة ، بأن سبب ذلك يعود إلى تناول نوع معين من الأطعمة التي قد تحتوي على كميات كبيرة من الثوم أو البصل أو نوع آخر من التوابل والبهارات ، إلا أن الحقيقة هي أكبر من ذلك ، فالرائحة موجودة ومستمرة سواء كانت هناك أطعمة تحتوي على البصل والثوم وقمت بتناولها أم لا .

أعراض مرضية

يعزو الكثير من أطباء الأسنان رائحة الفم الكريهة إلى أعراض مرضية ، فهم  يرون أن الطبقة الجيرية الموجودة بين الأسنان هي التي تؤدي إلى تلك الرائحة المنفرة ، إضافة إلى ذلك فإن وجود بعض الأطعمة خاصة البروتينية بين الأسنان وفي فتحات الأضراس ، تؤدي هي الأخرى إلى مثل هذه الراوائح الكريهة .

ويرى هؤلاء الأطباء أن عملية غسل الأسنان بالفرشاة قد لا تنفع شيئاً ، وحيث أن طبقة الجير يجب أن تزال كلياً بواسطة طبيب الأسنان مختص ، أما المواد البروتينية الذي عادة ما تكون بين الأسنان ، فإن الفرشاة قد لا تصل إليها ، لذا يجب إزالتها بخيط خاص بذلك أو بأي أداة ، ثم أنه من المهم بعد إزالتها غسل الفم جيداً ، فمجرد إزالتها لا يعني أنها ذهبت كلياً ، بل هناك بقايا لها خاصة ما أفرزته تلك المواد من أحماض ، فإنها تبقى بين الأسنان ، لذا فإن غسل الفم يعتبر ضروريا ً للغاية حتى تكتمل عملية التنظيف .

إضافة إلى ذلك فإن وجود بكتيريا في الفم يؤدي إلى خروج رائحة كريهة منه، وهذه البكتيريا عادة ما تكون في اللثة ، فقد يحدث أن تصاب اللثة بجروح أو مرض معين ، عندها تتجمع البكتيريا فيها،وقد توجد البكتيريا أيضاً في حفر الأسنان والأضراس، وعندها تؤدي هذه البكتيريا إلى التعفن ، ما يؤدي إلى خروج رائحة كريهة من الفم .

جفاف الفم

كما أن جفاف الفم وعدم وجود اللعاب فيه بشكل مستمر يؤدي أيضا إلى خروج رائحة كريهة منه ، فعندما لا يكون في الفم لعاب، فإن كمية البكتيريا تزيد في الفم بشكل كبير، وذلك لأن وجود اللعاب يعني أن الإنسان قد يقوم بالبصق أو يبلع ريقه، وفي كلا الحالتين ، فإن كمية البكتيريا من الفم ستقل ، أما إذا كان الفم جافاً ، فإن عملية بلع الريق غير واردة وكذلك البصق .

وقد يظن البعض أن نزول البكتيريا في الجهاز الهضمي عن طريق بلعها مع اللعاب قد يضر بالإنسان ،  إلا أن هذا غير صحيح ، فوصول كميات إضافية من البكتيريا إلى الأمعاء عن طريق بلعها قد يساعد في عملية الهضم ، وهناك سبب آخر يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة من الفم ، وهو وجود مادة الكبريت في بعض الأطعمة ، فهذه المادة عادة ما تتسرب إلى السطح الداخلي للأسنان ، وإذا تركها الإنسان من دون أن يغسلها بالفرشاة والمعجون ، فإنها تبقى عالقة على الأسنان وتخرج منها روائح كريهة لأن الكبريت له رائحة نفاذة وقوية .

من هنا يرى أطباء الأسنان أن من الضروري أن يحافظ الإنسان على غسل فمه بعد كل وجبة وأن يكون الغسيل بالفرشاة والمعجون وأن يتم إزالة بقايا الطعام التي تعلق ما بين الأسنان ، كما يجب أيضاً إبقاء الفم رطباً بشكل دائم وغسله حتى لو بالماء كلما سنحت الفرصة ، أما غسله بالفرشاة والمعجون فإنه ضروري جداً بعد كل وجبة ، إضافة إلى ذلك فإن المحافظة على غسل الفم بالمطهرات من الأشياء المهمة ، فهذه المطهرات ، إضافة إلى أنها تقتل البكتيريا في الفم وتلك العالقة باللثة ، فإنها أيضاً تعطي الإنسان رائحة ذكية .

أسباب أخرى للمشكلة

من الواضح أن هناك أسباباً مرضية تؤدي إلى خروج رائحة كريهة من فم الإنسان ، لذا فإن على الإنسان الذي يعاني من هذه المشكلة أن يراجع طبيب الأسنان فوراً حتى لا تتفاقم المشكلة ، فالجيوب الأنفيبة ، مثلاً قد تؤدي إلى خروج تلك الرائحة والتهاب اللثة كذلك ، وقد يكون التهاب المعدة هو السبب ، لذا فإن استشارة طبيب مختص يعتبر أمراً ضرورياً.

إلا أن الإنسان قد يسعى بنفسه إلى تخريب رائحة فمه ، كان يكون مدخناً أو شارباً للكحول أو متعاطيا للمخدرات ، فهذه الأشياء كلها تؤدي إلى تخريب رائحة الفم وجعلها كريهة .

ومن الضروري الإشارة إلى أن الرائحة الكريهة عندما تخرج من الفم فإنها تؤدي إلى نفور الناس من الشخص ، وقد تؤدي إلى تدمير حياته الاجتماعية وحتى العملية ، فالأشخاص الذين يتعاملون مع الزبائن مباشرة يجب أن تكون رائحة فمهم طيبة ، وإلا فإن ذلك سيؤدي إلى نتائج سلبية على العمل.

Exit mobile version