لما كان الصلع إحدى الآفات التي تواجه الإنسان، فقد تمنى تجاوزها وحقق الكثير من الاكتشافات في هذا المجال. ثم باتت العديد من سبل العلاج متاحة، فيما بقي عديدها الآخر قيد التطوير.
والصلع ظاهرة مرضية تصيب الذكور غالبا، وتعني الفقدان المتدرج لشعر فروة الرأس. الظاهرة تعزى إلى فرط إفراز هرمون الذكورة التستوسترون، وبتعبير أدق، إلى فرط حساسية جذور الشعر لمركب ديهيدروتستوستيرون المنظم لإفراز التستوسترون. وينتقل فرط الحساسية هذا من الآباء إلى الأبناء عبر المورثات.
وفضلا عن العامل الوراثي، فإن لعاملي العمر والعرق تأثيرا على فقدان الشعر وتطور الصلع لا يقل أهمية. على ذلك ورغم لعب العوامل المذكورة دورا محددا في تطور الصلع، لا سيما العامل الوراثي، فهناك سلوكيات وممارسات من شأنها، وفق آخر الدراسات، أن تقود إلى تسريع الإصابة بالآفة خصوصا ممارسة رياضة الأثقال.
وهنا تقول نتائج آخر الأبحاث في المجال إن الرجال الذين يمارسون أنواع التمارين الثقيلة قد يسرعون بذلك الإصابة بالصلع، زد على ذلك، لجوء أولئك إلى تناول مدعمات بروتينية عقب التمارين.
وتقضي الفرضية بأن تأثير رفع الأثقال مقرونا بتناول الكوكتيلات البروتينية الغنية عادة بهرمونات النمو لا يقتصر على زيادة الكتلة العضلية فقط، بل ويتجاوز ذلك إلى رفع مستويات هرموني التستوسترون وديهيدروتستوسترون في الدم، أمر يفضي بدوره إلى تساقط شعر الرأس وظهور الصلع.
ويمتاز الهرمونان المذكوران بقابلية الارتباط بمستقبلات في خلايا الشعر، ليحد هذا الارتباط لاحقا من قدرة الخلايا على تلقف المواد الغذائية الضرورية. تتطور الحالة مع مرور الوقت إلى تلف البصيلات الشعرية وتموَت الشعر.
يبنى على ماسبق اعتماد علاج الصلع اليوم بشكل رئيسي على تحفيز نمو الشعر بالتأثير على البصيلات بمواد دوائية أو منع إنتاج هرمون ديهيدروتستسترون فضلا عن زراعة الشعر وتمشيط فروة الرأس بالليزر، مع ملاحظة أن الأساليب جميعها لا تضمن الشفاء الكامل.
وإلى حين توفر الدواء الأنجع، تبقى الوقاية خير وسيلة من العلاج وذلك عبر استبدال تمارين رفع الأثقال في دور الرياضة بأخرى والابتعاد عن تناول المدعمات البروتينية، خصوصا من قبل ذوي مؤهلات الآفة.