الكل يتحدث عن سن الشباب وسن التقاعد لكن من منا يتوقف بجدية عند منتصف العمر.. «بوابة العبور» التي تجفل أمامها المرأة وترى فيها أزمة عقيمة تقتحم عنفوانها وتجرها عنوة الى مرحلة تقلص حيويتها وشبابها وخفوت نضارتها ورفض زوجها لها؟
أليس الأفضل لنا، في هذه المرحلة، أن ننسى جهل الماضي ونتخلى عن خوفنا وحربنا غير المعلنة على الرجل ونكون بنات عصرنا ونعتبرها فرصة لتجديد حيويتنا وللعمل بجد على «تجميل» نفسيتنا ومشاعرنا، تماماً كما نتفانى ونتسابق على تجميل مظهرنا وشد بشرتنا وشفط دهوننا؟ موقع طرطوس
يقول طاهر خان، محاضر وباحث في علم النفس، ان مشكلة منتصف العمر ليست في المرأة، بل في المجتمع الذي ابتدعها وجعل منها أزمة مستعصية. حتى ان البعض يلقب المرحلة بسن الجفاف والنضوب ويشبه المرأة فيها بالأرض «البور»، وما هذا إلا جهل وكلام لا يعتمد على أساس علمي. بينما في الواقع المعاصر نقول ان الحياة تبدأ بعد الخامسة والأربعين، لأنه سن التوازن النفسي والنضوج الذهني والفكري. المرأة في هذا العمر هي ام وزوجة خبرت الحياة وفقهت تجاربها وازدادت حكمة وحنكة وعقلانية وهدوءاً، مما يجعلها قمة في العطاء ومخزونا كبيرا من القدرة والكفاءة. إذن ركزي على هذا التفكير وانطلقي منه في حربك ضد كآبة منتصف العمر مع مجموعة الحلول التي نقدمها لك.موقع طرطوس
يكبر ويكابر
في اقترابها من منتصف العمر، لا تخاف المرأة العاقلة من تقلص عطائها البيولوجي، لكنها تهلع من معايرة زوجها لها بأنها كبرت ولم تعد قادرة على تلبية كل احتياجاته، أي أنه بكلمات مقتضبة أنهى «فترة خدمتها» ولخص سنوات العشرة والود بلقاء عاطفي حميم لم تعد تروق له فيه كما يريد «سعادته»، وهذه مهانة حقيقية في عرف الزوجة، لكيانها ووجودها كامرأة، كما يتابع خان. موقع طرطوس
الحل: لا تيأسي، فالرجل أيضاً يكبر لكنه يكابر، فلم لا تعتمدين على نفس سلاحه لمواجهة أزمتك المؤقتة؟
ثقفيه أو تشاكسيه
على كلام خان يعقب الدكتور عبد الله السيد، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، قائلاً: للأسف هذا ما جناه على المرأة مجتمعنا الشرقي الذي يولي أهمية كبيرة للرجل وما يريد، ويعتبر ان المرأة تابعة له، يتقرب منها لسد احتياجاته وينفر منها لمجرد أن يتهيأ له ان سنين عمرها ظهرت عليها ولم تعد قادرة على تلبية رغباته. لكن في الوقت نفسه، لا يمكننا تعميم المشكل على كل الرجال، إذ ان قسماً كبيراً منهم، ممن يحترمون زوجاتهم ويحملون لهن كل محبة وتقدير، لا يلمّون كفاية بمتغيرات مرحلة منتصف العمر لدى المرأة، ولا يعرفون كيف يواجهون الأمر، فيعيشون الأزمة مع زوجاتهم حائرين في البحث عن حلول للسيطرة على حرب الكآبة التي تبدأها الزوجة بأسلحة المشاكسات والمناورات وتنهيها بقذائف النكد والصراخ.موقع طرطوس
الحل: ثقفي نفسك وشريكك في هذا المضمار لتخرجي من المرحلة من دون خسائر.
إياك والدونية
عن متغيرات منتصف العمر، تضيف الدكتورة ناديا البنا، أستاذة علم نفس، قائلة: هو التطور الجسدي للمرأة الذي يفقدها قدرتها على الإنجاب، ومجتمعنا الشرقي يفسر هذه المتغيرات بأنها «سن اليأس»، كون المرأة في مجتمعنا يتحدد دورها فقط بين الزواج والإنجاب، لذا ترى نفسها كأنها انسانة فقدت رونقها وانعدمت فائدتها. فيداعب الرجل الشرقي غير المتحضر هذه الفكرة لمصلحته الشخصية ويعايرها بأنه، على عكسها، ما زال شاباً وقادراً.موقع طرطوس
الحل: لا تتأثري وانأي بنفسك بعيداً عن مشاعر السلبية والدونية.
رونق الأمل
في هذا الصدد تعلق برفين أحمد، باحثة في علم النفس، قائلة: من يتحدث اليوم عن سن «اليأس» لا علاقة له بأبحاث العصر وتطوراته. فهذه الكلمة أزيلت تماماً من القاموس وحل مكانها سن «الأمل». أمل لمرحلة جديدة تسعى فيها المرأة لتجديد حيويتها وشبابها من خلال الهورمونات البديلة ومستحضرات الحفاظ على نضارة الجسد والبشرة ورونقهما.
الحل: عندما تتحدثين عن مرحلة منتصف العمر كوني متفائلة ومبتسمة واقنعي نفسك ومن حولك أن لا يأس بعد الأربعين.
كما الريفية
من جهته يتحدث الدكتور حسن همام، عميد كلية الخدمة الاجتماعية في القاهرة، عن الفرق بين المرأتين الريفية والمتمدنة، حيث يقول: ان الأولى لا تتأثر بمشاعر منتصف العمر لأنها تحافظ على قدرتها الجسدية ونضارتها من خلال عملها مع زوجها في الحقل ونشاطها الدائم. بينما المرأة في المدينة تحيا حياة قلقة من خلال بحثها عن الجمال والمتعة المؤقتة.موقع طرطوس
الحل: تمثلي بامرأة الريف واعملي وانشطي في تحركاتك ولا تستسلمي لدور ضحية جار عليها الزمن.
الوزن ليس عقدة
وتلفت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذة الأمراض الباطنية بكلية الطب بجامعة القاهرة، إلى ان تحسر المرأة على نفسها نابع من تراكم الدهون في مناطق معينة، وهذا ناتج عن مشكلة إعادة توزيع الدهون في الجسد. فقد أظهرت الأبحاث انه بعد سن الأربعين يخسر الجسم كمية من النسيج العضلي مقابل ازدياد في مجمل الدهون للتعويض، فيزداد مقاس ملابس المرأة.موقع طرطوس
الحل: لا تسمحي للأمر بأن يشكل لديك عقدة ولا قلقا. ارتدي الملابس الفضفاضة الداكنة.
نصائح للزوج
وصول زوجتك الى منتصف العمر ليس بأزمة ولا نكسة. إنما هي مرحلة يمر بها كل الناس، وعليك ان تقتنع بذلك قبل زوجتك، لأنك الوحيد القادر على التأثير بها وتخليصها من قلقها وكآبتها. ولتساعدها في عبور المرحلة بسلام، عليك بالآتي:
* احرص على تجديد أواصر المحبة والتقارب العاطفي بينك وبينها بعد دخولها مرحلة منتصف العمر.
* مع تراجع حيوية المرأة ونضارتها، حاول أن تعوضها بطمأنتها بالكلام الحلو والاعتراف بجميلها لتفانيها الدائم في الاهتمام بأسرتها وقدرتها السريعة على تطويق مشاكلها.موقع طرطوس
* في هذه المرحلة تتأذى المرأة بيولوجياً ونفسياً، فلا تزد إيذاءها بالتحدث عن نضارة الأخريات او التغزل بمن تشاهد على الفضائيات.
* ارفع من معنوياتها بالتحدث اليها عن المرحلة بأنها سنة الحياة وأنك شريكها في ما يحصل وأنك تشعر بانخفاض في حيويتك ونشاطك.
* ركز على قدرتها الذهنية واطلب منها إنجاز بعض الأعمال المعقدة، ما يمنحها الثقة بالنفس.
* شجعها على التطوع في المشاريع الخيرية.
* ساعدها على القيام ببرنامج رياضي لتنشيط القلب والدورة الدموية واطلب منها ان تمشي يومياً مدة لا تقل عن 30 دقيقة. فالنشاط والحركة يرفعان من معدل الادرينالين الذي يحسن المزاج ويزيدها إقبالاً على الحياة.
* أعد معها النظر في نمط الغذاء اليومي وشجعها على تناول كل العناصر المغذية للجسد في هذه المرحلة، مثل الكالسيوم الذي يمنع ترقق العظام ويحرق الدهون ويشد العضل.موقع طرطوس
* لا تتركها فريسة للتوتر، بل اتركها تنفس عما في صدرها.
* انس عيوبها وركز على صفاتها الايجابية وتحدث عن نجاحها بفخر أمام الآخرين.