اكتشف فريق دولي من علماء الوراثة من جامعتي كوبنهاغن وكاليفورنيا أن عدد التعديلات الجينية الضارة لدى اسكيمو غرينلاند يزيد عنه لدى أي شعب آخر. فقد حلل الباحثون المجموعات الجينية لـ18 شخصا من اسكيمو غرينلاند- شعب “الإنويت”-
مع قراءة صيغ الحمض النووي التي ترمز للبروتينات. واتضح للعلماء أن اسكيمو غرينلاند تأثروا خلال الـ20 ألف سنة الماضية بما سمي ظاهرة “عنق القارورة” حينما يؤدي الانخفاض الحرج في تعداد المجموعة السكنية إلى تقليص التنوع في المجموعات الجينية مما أدى بدوره إلى زيادة نسبة التعديلات الضارة.
وكشف العلماء النقاب عن تعدد الأعراض التي تدل على الانحطاط الجيني لشعب اسكيمو غرينلاند وبالدرجة الأولى زيادة متوسط عدد الألائل أو البدائل (alleles) (مفردها الأليل أو الحليل أو البديل وهو نسخة أو شكل بديل للجين أو موقع كروموسومي ويتكون عادة من مجموعة جينات) لدى الاسكيمو وانخفاض تعداد الزيجية اللاتجانسية مما يؤدي إلى زيادة مخاطر ظهور الأمراض الوراثية لأن خلايا الجسم توجد فيها نسختان طبق الأصل لجين واحد قد تكونان معدلتين.
ويعتقد الباحثون أن شعب اسكيمو غرينلاند موقع مثالي لدراسة تأثير انسياق الجينات. كما يمكن دراسة انتشار الأمراض الوراثية التي تعتبر نادرة في المجموعات السكنية الكبيرة.
ومفهوم انسياق الجينات يعني تغير عدد البدائل الأليلية في المجموعة السكنية التي تقلص تعداده تقلصاً كبيرا.