ينام المرء ليلاً ليريح جسمه وذهنه ويجدد قواه .. إنما لسوء الحظ وبسبب هموم وتعب النهار ، منا من لا ينام هنيئاً ومنا من يتقلب في الفراش فلا ينام إلا بشكل متقطع .. هذا التململ يظهر لدى البعض عبر الشخير أو حتى التحدث في أثناء النوم ! إنما إن كنا من النوع الذي يشد على فكيه ويطلق صرير أسنان ليعبر عن انزعاج ما ، فنحن نواجه مشكلة حقيقية .. إذ من الممكن أن تظهر عدّة مضاعفات لاحقاً كما ضعف أو تضرر الأسنان .
أحياناً يطلق البعض صرير أسنان قد يتراوح من الخفيف حتى الصاخب في خلال النوم . ولكن ما هذه العادة ؟ هل يمكن اعتبارها ردة فعل فيزيولوجية ؟ هل ندرجها ضمن المشاكل النفسية .. والأهم ، هل تتحول من عادة إلى ظاهرة مرضية ؟
صرير النوم :
فترة النوم ليست دوماً فترة راحة ، فقد تجتمع هموم ومتاعب النهار لتقض مضجعنا في خلال الليل ، بعضنا يتململ فيحاول عدّ الخراف حتى يغلبه الناس . بعضنا يطلق الشخير أو ربما يتحدث بمفرده والبعض الآخر قد يكز على أسنانه في الواقع . تعرف هذه الظاهرة الأخيرة بصرير النوم وهي تطال في حالتها الأقصى حوالي ربع الأشخص أو تصيب 50 % منهم بالمصادفة ، قد يعتبر البعض المسألة ثانوية وخالية من أي خطر لكن صرير الأسنان يثير عدة أوجاع ويؤدي خاصة إلى تلف أو إضعاف الأسنان قبل الأوان .
قد يحدث أن نشدّ على فكينا إذا ما واجهتنا مشكلة ما في العمل مثلاً ، لكن صرير الأسنان الواعي هذا والمربوط عادة بتواترات معينة كما المحدود في الزمن ليس مرضياً على عكس صرير الأسنان اللاواعي ، أي الصرير الذي يحدث في خلال النوم .
هل الأسباب نفسية ؟
تطال الظاهرة المذكورة الأشخاص ما بين سني ال 20 وال 50 عاماً بشكل خاص ، وعاماً . يلفت انتباه الشخص المصاب شريك حياته أو أحد أفراد الأسرة والذي قد ينزعج من ضجيج هذا الصرير الليلي ، إنما قد يلاحظ طبيب الأسنان الأمر أيضاً ذلك لأن الصرير المذكور يؤدي إلى تلف الأسنان بشكل غير معهود ، ثمة حالة بالغة من الصرير قد تسبب كشط أو تآكل الأسنان بالكامل !
في الحالات الأكثر رواجاً، تتشقق الأسنان وتخسر بعض الميليمترات قد يرافق الصرير أيضاً بأوجاع في الرأس ، في المفاصل والعضلات ، تلك الأوجاع والتي تمتد حتى العنق والظهر أحياناً ترتكز الأكثر على الفكين ، لحظة الإستيقاظ ، تكون العضلات التي تساعد في الكز على الأسنان مشدودة ومتشنجة للغاية .
في الواقع ! التوتر ليس العامل المسبب الوحيد لكنه من أهمها قد لاحظ الخبراء ازدياد الصرير لدى الطلاب قبيل موعد الإمتحانات وغالباً ما يعاني الأشخاص التواقون إلى الكمال في أمور الحياة اليومية من ظاهرة الصرير المذكورة .
بحسب عدة دراسات ، الأطباع الإنطوائية هي الأكثر عرضة لصرير النوم لم ؟ لم يعلل علم النفس ذلك بالتالي ، يصوب البعض العدائية التي يعجز عن التعبير عنها نهاراً ، نحو نفسه ليلاً .. نستطيع القول بأن بعض الأشخاص يكز على أسنانه عندما يعجز عن ” عض ” ما يريده أو يتمنى ” عضه ” !
من جهة أخرى يميل الأشخاص الذين يعانون من الصرير إلى الإصابة بمرض الإكتئاب أو الإنهيار العصبي أكثر منهم الآخرين .
هل من علاج فعال ؟
بادىء ذي بدء يجدر تأمين حماية للأسنان ، ينصح طبيب الأسنان باستعمال ميزاب مصنوع من الراتنج في خلال الليل ، إذ يسهل احتمالها تلك الطبقة الرقيقة التي تغطي الجزء الأعلى من الأسنان تحمي هذه الأخيرة من التآكل وتريح العضلات . إنما ثمة عوامل قد تزيد من تفاقم الحالة ويجدر تجنبها خاصة قبيل الخلود إلى النوم ، الإجهاد الجسدي أو الفكري ، مشاهدة أفلام الإثارة والتشويق ، المنبهات كالقهوة ، الشاي والكحول . والتدخين .
يجدر بنا أيضاً معرفة التالي : تلعب المسائل العاطفية الإنفعالية دوراً رئيسياً في ظهور وتفاقم صرير الأسنان ، كذلك الأمر بالنسبة لبعض الأدوية شأن مضادات الإكتئاب ، وعليه يجب بذل المستطاع لاستعادة الهدوء والإسترخاء كما تليين العضلات للحؤول دون أي تشنج .
أما في حالات الصرير البالغة أو الحادة ، فيمكن الخضوع لمعالجة أو متابعة نفسية مؤقتة .