موقع طرطوس

طريقة بدون أخطاء لاستهلاك الطاقة الكهربائية

أسلاك معدنية ” مبردة” تسمح بنقل الكثير من الكهرباء أقل ، وتغني عن الأعمدة والكابلات .تعتبر الكهرباء أنقى منبع للطاقة وأنظفه وأجمله وألينه ‍‍! فهي لا تلوث البيئة ، ولا الجو ، فمنذ زمن بعيد والعلماء يتصدون لأبخرة المحروقات ، ودخان السيارات ، وأقذار المعامل ، لكنهم لم ينتقدوا أبداً كل ما هو صادر أو ناتج عن الطاقة الكهربائية .

فالكهرباء وسيلة شبه كاملة ! لكن ثمة عامل يقلق الباحثين ، هو المحطات ” الهيدروليكية ” المنتجة للكهرباء . نلاحظ اليوم حيثما كنا الأعمدة الكهربائية ، والأسلاك التي تشوه المناظر الطبيعية . ولكن هذا أمر طبيعي لأن الطاقة الكهربائية من حق الجميع ولا تنقل إلا بواسطة هذه الأعمدة .. . وقد ارتأى البعض طمر الاسلاك بدل تعليقها في الفضاء …
مشكلة الأسلاك المطمورة

تتطلب الأسلاك المنقلة للكهرباء غلافاً لعزل كل واحد منها عن الآخر ، ذلك أن الطاقة المنقولة قد تصل أحيانا إلى 225 ألف ” فولت” والغلافات هذه كناية عن قطع من الورق المزيت والمزفت ، وأنابيب من الفولاذ ، وقد تؤدي هذه الغلافات إلى عامل لا بد منه هو ” التحمية” الناتجة عن الذرات الكهربائية التي تدور حول الموصلات .

وقد تساءل البعض : لماذا لا تبرد الأسلاك فتزول المشكلة ؟ إنما علماء آخرون يجيبون أنه إذا انخفضت الحرارة حتى الصفر يصبح بإمكاننا نقل طاقة كهربائية هائلة بواسطة أسلاك نحيفة ! فالطاقة لا يمكنها أن تسير إلا بواسطة موصل ، وعن طريق حرارة طبيعية . غير أن تدني قوة الطاقة عندما تمر بالموصلات هي أقوى عندما تخرج من المحطات منه عندما تصل إلى هدفها .
والحل المثالي هو إيجاد موصلات ضخمة دون أن تكون كثيرة الضخامة ، وإيجاد قوة مرتفعة دون أن تكون كثيرة الارتفاع .

ومعلوم أن أفضل الموصلات هو الفضة ،ويليه النحاس، ثم الالمنيوم ،وبالفعل فإن مقاومة الموصلات تتباين حسب درجة الحرارة، فتزيد معها وتنخفض معها ، وبتعبير آخر ،أن مقاومة الأسلاك تزداد في المناطق الاستوائية ، وتتدنى في المناطق القطبية .

تجربة كامرليك

في العام 1911 اكتشف عالم الفيزياء الشهير ” كامر لينك” ميزات مادة ” الهليوم” السائل في دعم سير الطاقة الكهربائية ،  فعندما يغطس السلك الكهربائي في مادة ” الهليوم” فإن الموانع التي تحد من قوة الطاقة تزول زوالاً سريعاً .. فالطريقة هذه تؤمن استمرارية الطاقة طالما لا تصادف ما يمنع سيرها . وطريقة ” كامرلينك” يمكن اعتبارها من بين الطرق العديدة التي تشكل ” السوبرا كوندكتوار” وهي الاستفادة من نقل الطاقة دون هدرها .

و ” السوبرا كونديكتيفيتيه” بما تضم من طرق متعددة يجري حالياً استعمالها في أميركا وانجلترا وفرنسا كوسيلة طبيعية للحفاظ على الطاقة الكهربائية والاستفادة منها كليا ، وسوف تكون هذه الطريقة أسلوبا ثورياً جديداً لوضع الطاقة تحت تصرف الإنسان ، خاصة وأن تزايد السكان يؤدي إلى استهلاك أكبر للطاقة الكهربائية … فقد قامت المانيا وروسيا مؤخراً بتجارب مماثلة للتوصل إلى نتائج متشابهة .. والطريقة الجديدة هذه لا تشوه المناظر الطبيعية ولا تلوث الجو، وهي بعيدة عن الحوادث التي غالبا ما تطرأ على الاسلاك المعلقة في الجو ، خاصة الحوادث الناتجة عن البرد القارس ، أو عن الطيران.

أما الميزة الأساسية لهذه الطريقة فهي أن كميات ضخمة من الطاقة الكهربائية سوف يتم نقلها واهتمام الشركات بها يثبت أنها طريقة اقتصادية يصلح تبنيها .

Exit mobile version