كان يعتقد خلال مدة طويلة، ان قزحية عين المتوفي تحتفظ بأخر لحظة من حياته. وكان خبراء علم الجريمة يفترضون، انه بالاستناد الى ذلك يمكن الحصول على صورة القاتل.
لقد حاول شارلوك هولمز في رواية ارتور كونان دويل الاعتماد على هذه المسألة في كشف المجرم. ولكن البحوث التي اجريت فيما بعد فندت تماما هذا الاعتقاد الخاطئ.
الطريقة الجديدة التي توصل اليها العالمان البريطانيان روب جينكينس من جامعة يورك وكريستي كير من جامعة غلاسكو، تبين ان العين تعكس بوضوح كاف ما يراه الانسان، وهذا يدل على ان تحليل صور الضحية يمكن ان يدلنا على القاتل.موقع طرطوس
تزود هذا العالمان بآلات تصوير مزودة بفلاش ” flash” تلتقط الصور بدقة عالية، والتقطا صورا لشخص وقف مقابله خمسة متطوعين. بينت الصور الملتقطة بدرجة 5400 بيكسل و7200 بيكسل، وجود حوالي 54 ألف نقطة في القزحية. وبعد تقريب هذا الجزء من الصورة تمكن العالمان من انتقاء بعض الاماكن التي تعكس صور المتطوعين. كل من هذه الصور يتكون من 322 نقطة ، وهي غير واضحة، ولكن مع ذلك كان بالامكان التعرف على اصحابها.موقع طرطوس
عرض العالمان هذه الصور على مجموعة متطوعين ثانية وطلبا مقارنتها بصور المتطوعين. تمكن اعضاء هذه المجموعة الذين لم يسبق لهم ان التقوا اصحاب الصور من التعرف بنسبة 71 بالمائة على اصحابها، في حين بلغت هذه النسبة 84 بالمائة عند الذين سبق لهم ان التقوا اصحاب الصور التي عكستها القزحية. هذه النتائج تشير الى انه بالامكان التعرف على الاشخاص حتى اذا كانت الصور غير واضحة.موقع طرطوس
طبعا، هذه الطريقة في التعرف على الاشخاص، لا تعني انه اصبح من السهولة التعرف على المجرم، وذلك لأن القوانين المرعية تفرض وجود صور واضحة، والشخص ينظر باتجاه الكاميرا. ولكن اذا اخذنا بنظر الاعتبار سرعة تطور التقنية والتكنولوجيا، فإنه بعد فترة قصيرة سوف تجهز الهواتف الذكية بآلات تصوير تلتقط صورا بدقة تفوق 39 ميغابيكسل.موقع طرطوس