موقع طرطوس

طماطم مضادة للسرطان

تمكن فريق من العلماء الأمريكيين من تطوير سلالات جديدة من ثمار الطماطم تحتوي على كميات اكبر من المواد المضادة للسرطان , بحوالي ثلاث مرات ونصف ما هو موجود حالياً .

وقام العلماء في جامعية بيوردو , وقسم الخدمات والبحوث في وزارة الزراعة الأمريكية , بتطوير أنواع من الطماطم , ذات جودة عالية , وسريعة النضج , مخصصة للمعالجة الغذائية , واكتشفوا أنها تحتوي على كميات اكبر من المواد المضادة  للأكسدة مثل ” لايكوبين” , مقارنة بالأنواع العادية , مشيرين إلى أن هذه الطماطم الجديدة تعتبر أول الأمثلة على زيادة القيمة الغذائية لمنتجات الطعام , من خلال استخدام التكنولوجيا الحيوية .

وأوضح العلماء أن مادة ” لايكوبين ” المضادة للأكسدة وهي الصبغة التي تعطي ثمار الطماطم لونها الأحمر المميز , هي واحدة من مئات المركبات الكاروتينويدية التي تمنح اللون الأحمر والبرتقالي والأصفر للخضراوات والفواكه , مثل بيتاكاروتين الموجودة في الجزر .موقع طرطوس

وقال هؤلاء العلماء عن هذه المركبات تلتقط الجزئيات الأكسجينية المشحونة , التي تتلف خلايا الجسم وتعادلها , لذلك سميت مضادات الأكسدة . وقد حظي مركب ” لايكوبين ” بأهتمام العلماء لأول مرة في عام 1995 عندما أظهرت دراسة قام بها باحثون في جامعة هارفارد , أن الرجال , الذين تناولوا عشر حصص , أسبوعيا على الأقل , من منتجات الطماطم , كالصلصات والكاتشاب والسلطات , كانوا أقل تعرضا للإصابة بسرطان البروستات , بحوالي %45  , كما وجدت أن تناول أربع إلى سبع حصص منها أسبوعيا قلل الخطر بنسبة %20 .

وبينت دراسات أخرى متتالية أن المركب المذكور ساعد أيضا في تقليل تعرض البروتين الشحمي قليل الكثافة , أو ما يعرف بالكوليسترول السيئ لعملية الأكسدة , الأمر الذي يقلل مخاطر الأمراض القلبية , مشيرة إلى أن فعالية لايكوبين في نقاط الجزئيات المؤذية , أعلى من فعالية البيتاكاروتين بحوالي الضعف .موقع طرطوس
وأثبتت أحدث الدراسات أن هذه الخاصية , التي يتمتع بها اللايكوبين , منحته قدرة على تقليل خطر ظهور سرطانات الأنسجة الطرية , مثل سرطان الثدي عند النساء , البروستات عند الرجال , والوقاية من مرض الشرايين التاجية , ومرض هشاشة العظام .

ويرى العلماء أن من الصعب زيادة كمية اللايكوبين المتناولة في الغذاء كما أن تعاطي المواد المضادة للأكسدة على شكل مكملات غذائية غير مجد , بل قد يسبب آثارا جانبية , ويزيد خطر الأمراض .موقع طرطوس

ونوه هؤلاء العلماء إلى أن صلصات الطماطم المطبوخة أكثر فعالية وفائدة , من ثمار الطماطم النيئة , وهذا يرجع إلى أن الطهي يكسر جدران الخلايا النباتية في الثمار , ويسمح بانطلاق اللايكوبين منها , أو لأن زيت الطهي يسمح للايكوبين بالانتقال بسهولة إلى الجسم .

وقام العلماء بإنتاج الأنواع الجديدة من الطماطم من خلال غرس جين مشتق من الخميرة ثم إدماجه مع الجين المحفز , الموجودة أصلا في النباتات , ليساعد في تشغيله , إذا يعمل هذا الجين المحفز على تحديد موعد ومكان تشغيل جين الخميرة في الطماطم , الذي يقوم بدوره بإنتاج أنزيم يؤثر في إنتاج عوامل النمو في النباتات , التي تسمى ” بوليامينز” المسؤولة عن حماية الخلايا من التلف والموت وبناء مركبات جديدة ومفيدة في الخلايا النباتية , وتتحد مع هرمون ” ايثيلين ” النباتي , الذي يسبب نضج الثمار .
واستخدام العلماء الجين المحفز , الذي يستهدف ترجمة الجين المدخل في الثمار فقط , للحصول على ثمار طماطم تحتوي على كميات اكبر من لايكوبين . وأكد الخبراء أن بالإمكان الاستفادة من هذه الطريقة الحيوية نفسها لزيادة محتوى المواد المفيدة , والمركبات المضادة للسرطان , في ثمار الفواكه والخضراوات الأخرى .موقع طرطوس

Exit mobile version