موقع طرطوس

علاج البهاق بزراعة خلايا الجلد

في ظل التطورات العلمية والطبية الحديثة التي تعد نتائجها بمزيد من العلاجات الشافية للأمراض المستعصية . يبدو أنه أصبح بالإمكان معالجة مرض البهاق بفضل تقنيات زراعة الأنسجة الجديدة التي تستخدم خلايا الأدمة الجلدية .

فقد تمكن العلماء من زراعة خلايا الأدمة ، وهي الطبقة الخارجية من الجلد ، في المناطق المصابة بالبهاق بعد معالجتها بنوع جديد من أشعة الليزر الدقيقة والمبرمجة لإحداث أقل ما يمكن من تغيرات نسيجية أو تشوهات في المنطقة المعالجة .

وأوضح الأطباء أن البهاق هو مرض جلدي لا يعرف له سبب معين يسبب زوال الصبغة الطبيعية للجلد ، وظهور بقع ذات لون فاتح تزيد مع الوقت وتصيب أي مكان في الجسم ، وخاصة الأطراف والوجه من جهتي الجسم ، مشيرين إلى أن التقنية الجديدة في العلاج فعالة جداً لأنها تساعد على ترميم مناطق كبيرة من الجلد المصاب بالبهاق ، باستخدام عينة صغيرة من خلايا الجلد السليم من طبقة الأدمة دون حصول تشوهات جلدية .

ولاحظ الباحثون عند متابعتهم لمجموعة من المرضى المصابين بأنواع مختلفة من البهاق ، لم يتحسنوا مع نوعين من العلاجات التقليدية ، أو لم يتلقوا علاجا في السنة الأخيرة ، أو لم تظهر لديهم بقع جديدة ، ولا يعانون من أمراض المناعة الذاتية ، تم علاجهم بطريقة زراعة خلايا الأدمة ، أن متوسط عودة اللون الطبيعي للجلد بلغ 76 في المائة عند حوالي 21 مريضاً منهم ، بينما وصل إلى 90 في المائة عند 18 آخرين في 43 منطقة من الجلد مصابة بالمرض ، ولم يحصل لأي من المرضى تشوهات جلدية مع هذه الطريقة في العلاج .

وأشار العلماء في مجلة ” أرشيف طب الجلدية ” ، إلى أن هذه الطريقة تفيد في نوع من المرض هو البهاق المستقر الذي لا يتقدم وتبقى البقع المصابة ساكنة لفترة من الوقت ، مشيرين إلى أهم مميزات الطريقة الجراحية الجديدة سهولة إزالة طبقة الأدمة المصابة وزراعة خلايا صبغية جديدة من منطقة سليمة من الجلد تعمل مع الوقت على نشر اللون الطبيعي في الجلد ، وبالتالي يمكن علاج مناطق كبيرة من الجلد في عملية جراحية واحدة .

وقد ظهر مبدأ الزراعة الجلدية في علاج البهاق منذ سنوات ، حيث أجريت زراعة ذاتية للأدمة باستخدام أنسجة وليس خلايا ، عكس ما هو عليه في الإجراء الجديد ، غير أن تلك الطريقة لم تعط نتائج ناجحة ، وكانت الاستجابة ضعيفة، وخاصة في مناطق الأطراف والوجه ، كما أن استخدام جراحة الكي اللازمة لتهيئة المناطق المصابة للزراعة تستغرق وقتاً طويلاً ، وتسبب تشوهات جلدية بينما لا تسبب طريقة الليزر الجديدة أية تشوهات أو إصابات .

Exit mobile version