فلنواجه الواقع! لا يمكن لأحد على وجه الأرض أن يكون محظوظا ومحاطا بالصدف السعيدة طوال الوقت، خاصة في هذا العالم المليء بالصعوبات والتحديات الذي يزداد تعقيدا يوما بعد الآخر. كثيرا ما يقوم الناس من حولنا بتصرفات قد لا تسعدنا، كالاصطدام بكتفك فجأة أو الوطء على قدمك أثناء السير في شارع مزدحم، أو التحدث إليك بفم ممتلئ بالطعام، أو الإصرار على محادثتك أثناء ارتدائك لسماعات الأذن والاستماع للموسيقى من جهاز الإم بي ثري الخاص بك. كلها – وغيرها الكثير تصرفات مستفزة قد تتكرر معنا بشكل يومي أو شبه يومي- لكن الفارق في رد فعل كل منا تجاهها، فهناك من يتحكم في أعصابه، ويتقبل الأمور بصدر رحب، ويحاول دوما تدريب نفسه على احتمال تصرفات الآخرين، وتقبلها بصدر رحب، أو حتى لفت نظرهم لأخطائهم بطريقة هادئة ومهذبة، وهناك من يجهل تماما كيفية التعامل مع مثل هذه الأمور، وعندما يمر بمثل هذه المواقف في إحدى المرات، ربما يقرر بعد ذلك عدم الخروج من المنزل في الأساس إلا في حالات الضرورة القصوى، ويرى أن الابتعاد عن الناس تماما هو الحل الأفضل لتجنب أي تصرف مرفوض من جانبهم. مثل هذه الفئة الأخيرة تستمتع بالوحدة، وتفضل قراءة كتاب جيد، أو اللهو مع حيوان أليف، عن الخروج للعالم والتعامل مع الآخرين.
فهل أنت ممن يرون أن الابتعاد عن الناس غنيمة؟
هناك علامات أكيدة وردود أفعال لو كانت هي ما يصدر عنك في المعتاد، فأنت بالتأكيد تفضلين الابتعاد عن الناس، ولا تشعرين بأي سعادة في التواجد بينهم. من هذه العلامات ما يلي:
– عندما يمر شخص ما مسرعا إلى جوارك فجأة في أحد الممرات، ويصطدم بك بشكل عرضي، تشعرين بإهانة حقيقية، كما لو كان ذلك الشخص عدوا لك، واصطدم بك عن عمد بقصد إلحاق الأذى بك! وبالطبع، تحولين الأمر إلى مشكلة وشجار، حتى لو توقف ذلك الشخص من نفسه واعتذر لك عما حدث.
– أحيانا تتعاملين بمنتهى الوقاحة مع أصدقائك، فتهاجمينهم وتنتقدينهم بقسوة شديدة أمام الآخرين، وتسمين ذلك صراحة وصدقا!
– أسوأ ما يمكن أن يحدث لك في الحياة هو أن تضطري للسير في أحد الممرات خلف شخص مسن أو يعاني من إصابة في قدمه، فيسير ببطء أمامك.
– أن يتحدث إليك أحدهم وفمه ممتلئ بالطعام، أو يمضغ طعامه بصوت مرتفع في حضورك، هو أمر قد يجعلك تتخذين قرارا بقطع علاقتك نهائيا بهذا الشخص، لأنه من وجهة نظرك الأسوأ في العالم على الإطلاق.
– لا تشعرين بأي بهجة إذا تمت دعوتك لحضور حفل كبير مليء بالناس، وتفضلين البقاء بالمنزل لتناول مشروبك المفضل أثناء مشاهدة التليفزيون أو قراءة كتاب ممتع.
– تشعرين دوما بصعوبة في التعامل مع الآخرين، وبعدم القدرة على فهمهم، وتقبل تصرفاتهم، حتى لو كانوا من أفراد أسرتك أو أصدقائك.
– وجود الناس من حولك ليس إلا إزعاجا دائما، وكثيرا ما تتمنين لو يختفي الموجدون من حولك، لتبقي وحدك في هدوء.
– خسرت عددا لا بأس به من أصدقائك خلال فترة قصيرة، ولم تحاولي أبدا محادثة أي منهم لتفهمي سبب ابتعاده عنك، أو لتتمسكي بعلاقتكما، وتحاولي إعادة التواصل بينكما.
– لا تحبين طلب المساعدة من الآخرين في المواقف الطارئة، حتى لا يطلب أحد مساعدتك فيما بعد.
هل هذه هي مشاعرك نحو الآخرين؟ وهل تتصرفين بهذا الشكل لو مررت بأي موقف مما سبق ذكره؟ أجيبي في تعليق أسفل هذا المقال.