ما زالت الخلافات مستمرة حول وجود نشاط لكائنات فضائية على سطح النجم “KIC 8462852” (النجم “العانس”)، حيث عرض فلكيون يشككون في وجود هذه الكائنات براهين جديدة تفند هذه الفرضية.
وقال المشككون في فرضية وجود نشاط لكائنات فضائية على النجم “KIC 8462852” إن التقلبات في لمعان النجم التي ظهرت في الـ100 سنة الأخيرة جاءت بسبب أخطاء ارتكبت لدى التقاط الصور وليس بسبب وجود نشاط لمثل هذه الكائنات.
وسبق لعلماء الفلك من جامعة ييل الأمريكية أن تحدثوا في منتصف أكتوبر /تشرين الأول من عام 2015 عن وجود تقلبات غير عادية في لمعان النجم “KIC 8462852” في كوكبة “الدجاجة”، وهذه التقلبات يمكن أن تشير إلى وجود نشاط للكائنات الفضائية.
بعد ورود هذه المعطيات راقب علماء الفلك النجم “KIC 8462852″، إلا أن هذه المراقبة لم تعط أي نتائج مما أجبر العلماء على صياغة خلاصة مفادها أن الانخفاض الغامض الذي حدث في سطوع ضوء النجم “KIC 8462852” والذي تضاءل بنسبة 20 % في أعوام مختلفة جاءت نتيجة لمرور مذنبات أو بعض أجرام سماوية أخرى شبيهة أمام النجم مما أدى إلى انخفاض في لمعانه.
هذه الفرضية لم تصمد طويلا حيث اكتشف عالم الفلك بردلي شيفر في يناير/كانون الثاني من عام 2016 أن لمعان KIC 8462852 انخفض بشكل غير مفهوم مرة أخرى مما جعل علماء الفلك يفكرون في كيفية حدوث هذه الظاهرة الغريبة.
في البداية عارضت مجموعة من علماء الفلك بقيادة ميكايل خيبكي النتائج التي توصل إليها شيفر، إذ أرجعوا سبب انخفاض لمعان النجم “العانس” إلى أخطاء ارتكبتها الأداة التي التقطت الصور التي تم تحليلها.
ومن أجل تأكيد فرضية وجود خطأ في الصور قام العلماء بإعادة تحليل مجموعة من الصور من دون أن يشمل التحليل الصور الغير الواضحة واالصور التي توجد بها عيوب والصور التي لا تستجيب لمعايير الجودة وذلك لتجنب وجود أي خطأ في تحليل الصور.
وبالإضافة إلى تحليل الصورالملتقطة للنجم “KIC 8462852” قام العلماء في نفس الوقت بتحليل صور تعود لنجوم أخرى.
هذه التحاليل قادت العلماء إلى خلاصة مفادها أن هناك بالفعل انخفاضاً في لمعان النجم “KIC 8462852” حدث في السنوات الماضية، إلا أن هذه الظاهرة تتعرض لها مجموعة من النجوم الأخرى، وهي لا تطاول النجم “KIC 8462852” فقط.
وتوصل العلماء أخيرا إلى خلاصة مفادها أن الانخفاض في لمعان هذه النجوم بدأ يظهر في الستينات من القرن الماضي أي مع ظهور الطرق المبتكرة في التصوير ورصد النجوم، هذا يشير إلى أن هذه الانخفاضات كانت مرتبطة بالتغيرات في تقنيات الرصد، وليس بانخفاض حقيقي في سطوع النجوم بسب نشاط كائنات فضائية ما.
RT