تمتلئ الحياة بالعديد من الصعاب التي قد تجعل أي إنسان يشعر بالقلق والتوتر وقد يتولد لديه الشعور باليأس. وبالطبع فليس هناك شخص يحب أن يشعر أنه فاشل، ولكن على كل أم أن تعلم أن الأخطاء والإحباطات هي جزء حتمي من حياة طفلها. ويجب على الأم أن تعلم أنه يقع على عاتقها مهمة تعليم أبنائها كيفية التعامل مع الفشل ومواجهته مع الحرص أيضا على التقدم للأمام. وبالطبع فإنه أحيانا سيكون من الصعب عليك كأم أن تقومي بتشجيع طفلك على عدم الاستسلام، وخاصة عندما تتعقد الأمور مع الوضع في الاعتبار أن بعض الأطفال يستسلمون بسرعة ويتجهون للبكاء وفقدان الأعصاب وعدم استكمال النشاط الذي كانوا يقومون به. ويجب أن تدركي أمرا شديد الأهمية وهو أنك إذا استسلمت لاستسلام طفلك فإنه سيشعر أنك واثقة أنه لن ينجح. وكونى متأكدة أن طفلك عندما يتعلم كيفية عدم الاستسلام وعدم السماح للصعاب بالتغلب عليه فإنه بتلك الطريقة سيكون قد تعلم مهارة مهمة جدا في حياته. وهناك العديد من النشاطات التي يمكنك من خلالها أن تعلمي الطفل عدم الاستسلام مثل الرياضة أو من خلال الواجبات المدرسية أو العديد من الأمور الأخرى.
في البداية عليك أن تجلسي مع طفلك وتتحدثي معه لتحديد الهواية المحببة إليه، فمثلا إذا كان يحب الرسم فقومى بإعطائه دروس رسم وإذا كان يحب الموسيقى فافعلى نفس الأمر. يتقدم طفلك في العمر ويبدأ المشاركة في العديد من الأنشطة والألعاب الرياضية، مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر يعنى أنه سيكون هناك أطفال آخرون قد يكونون أكثر مهارة منه. ولذلك يجب على الطفل أن يدرك أنه لن يكون الأفضل في كل الأمور فهذا غير ممكن. ومثلا إذا كان طفلك يشعر بالإحباط والحزن بسبب الخسارة فعليك أن تقولي له إنه يجب أن يتعلم من التجربة وأن يكتشف الأمور التي قد تجعله أفضل. ركزي على طفلك وليس على الأطفال الآخرين الذين تفوقوا عليه.
قد يشعر الطفل ببعض الإحباط والتوتر إذا لم يتمكن من إنجاز الأمور التى يفعلها لأول مرة بطريقة مثالية وهذا يعنى أن الطفل قد ينهار وبالتالى فإنه سيستسلم في النهاية، مع الوضع في الاعتبار أن هذا السيناريو ينطبق على كل الأمور التى يقوم بها الطفل. عليك أن تقومي بتذكير طفلك دائما أن التمرين سيفيده كثيرا، ولكن لا تنجزي للطفل أبدا أي أمر بالنيابة عنه، وهو الأمر الذي سيجعل الطفل مع الوقت أكثر ثقة بنفسه. يجب أن تعلمى أن طفلك إذا واجه بعض المشاكل فى الواجبات المدرسية وفى الدراسة الأكاديمية بصفة عامة فإن الطفل قد يشعر بأنه غير ذكى وغير قادر على التفوق، ولكنك في تلك الحالي فعليك أن تقومي بتذكيره بأهمية العمل الجاد وأن له أهمية كبيرة مثلها مثل أهمية الحصول على درجات مرتفعة في الاختبارات.
إذا عبر لك طفلك عن رغبته فى التخلى عن أو ترك رياضة يمارسها أو نشاط ما يقوم به فعليك ألا تلبى له تلك الرغبة سريعا، وحاولي أن تشجعيه على الاستمرار وأن تتفاوضي معه في هذا الأمر بطرق متنوعة. وقبل أي شيء فعليك أن تستمعي جيدا لما يقوله الطفل وما يشعر به وحاولى أن تفهمى الدوافع وراء قراره بالاستسلام هذا. وبعد ذلك حاولى أن تقومى بإيجاد حل للأمر، فعلى سبيل المثال إذا كان الطفل يشعر أن هناك أمرا ما صعب عليه وأنه يتعرض للكثير من الضغوطات فحاولى أن تقولي له إنك لا تتوقعين منه الكثير والذى هو فوق طاقته وفوق قدرته على التحمل. أما إذا كان الطفل جدوله مزدحما فحاولى أن تقومى بإعطائه بعض الوقت للراحة.