أظهر بحث طبي جديد أن العمليات الجراحية للمعدة التي تهدف لاستئصال جزء منها بسبب قرحة أو غيرها ، قد تزيد احتمالات الإصابة بسرطان الحلق فيما بعد .
وأوضح العلماء أنه بالإضافة إلى هضم الطعام الذي تقوم به المعدة ، فإنها تمنع المواد الكيماوية في الأمعاء من الدخول على المريء ، ولكن باستئصالها أو إزالة جزء منها ، يصبح من السهل على هذه المواد الرجوع على المريء ، مشيرين إلى أن هذه الكيماويات تسبب السرطان في حال وجودها خارج الأمعاء ، وقد ربطت معظم الدراسات بينها وبين سرطان المريء ، كما لوحظت بعض الإثباتات على أنها قد تسبب السرطان في الجزء الأعلى من المريء أي الحلق أو الحنجرة ، ولكن لم يتضح بعد تكرار ظهور هذا النوع من الأورام بعد جراحات المعدة .
وللكشف عن ذلك ، قام الباحثون في الجامعة الكاثوليكية للطب والجراحة في روما ، بتحليل المعلومات المسجلة عن مشكلات الحلق عند 93 مريضاً خضعوا لعمليات استئصال المعدة ، و 93 آخرين لم يخضعوا لها .
ووجد هؤلاء في دراستهم التي نشرتها مجلة ” أرشيف الجراحة ” أن سبعة مرضى في مجموعة الجراحة أصيبوا بسرطان الحلق أو بتغيرات سابقة للمرض ، مقابل مريض واحد في المجموعة التي لم تخضع للجراحة .
وبعد الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر المعروفة، لاحظ العلماء أن الأشخاص الذين أجروا عمليات جراحية للمعدة تعرضوا للإصابة بالسرطان أو ظهور تغيرات خبيثة بحوالي عشر مرات من الأشخاص الذين لم يجروها ، مشيرين إلى أن سرطان الحلق يظهر بعد عدة سنوات من استئصال المعدة، حيث احتاج ظهوره في مجموعة الدراسة إلى 22 عاما ، وهذا يعني ضرورة مراقبة المرضى الذين خضعوا لتلك الجراحة على نحو منتظم وإجراء فحوصات خاصة بالأنف والأذن والحلق للكشف عن وجود أية أورام أو مشكلات فيها .