موقع طرطوس

عندما ترفع البكتيريا ناطحات السحاب

منذ العام 1929 ،وعلى زاوية شارعي ” البرت ، وأوكونور” ، يقبع بنيان مركز شركة ” بيل” الملتزمة للتلفون .

وفي العام 1962 أضيفت ثلاثة طوابق بالقرب من المركز ، وحدثت في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة في البنيان فأخذ البلاط يتزعزع.. فقررت شركة ” بيل” عام 1967 معرفة الأسباب فتبين من خلال البحث أن مستوى البلاط ارتفع 5,20 سنتم ، أي بمعدل مليمتر واحد ونصف في الشهر ، مما حث المجلس الوطني الكندي على الاهتمام بالأمر .لكن جميع مساعيه باءت بالفشل فتمت الاستعانة ببعض علماء الجيولوجيا ،وبعد عدة دراسات أجراها أولئك تمكنوا من معرفة السبب الرئيسي ، إذ تبين أن مدينة أوتار مبنية على طبقة من الفحم الحجري ، والفحم الحجري ” الشيست” يحتوي على مادة صفراوية اللون تدعى ” جيروسيت” . وكان بعض الجيولوجين قد اهتم لظاهرة حدثت في مناجم الأورانيوم في الخمسينات في منطقة ” اليوت ليك” في ” انتاريو” حيث اجتاحت البكتيريا الصخور وزعزعتها..وتم في الآونة الأخيرة إجراء ثقب للاستكشاف تحت بنيان مركز ” بيل” بالقرب من نقطة الارتفاع ،وقد سهل هذا الثقب دراسة طبقة صخرية :

فتبين أن في عمقها مكاناً يتألف من ” الشيست” ( الفحم الحجري الأسود النقي) .وعلى ارتفاع 75 سنتم بالقرب من الطبقة العليا ،كانت قد تكونت طبقة بارقة من كريستال الجبس ومن مادة ” الجيروسيت” الصفراء … وقد كشف النقاب في وقت لاحق عن كيفية تكون هذه الطبقات الصخرية : فقد تأكسد كبريت الحديد بواسطة بكتيريا من فصيلة ” فيدوباكيلوس- تيوباكيلوس” فتحول كبريت الحديد إلى سولفات الحديد الذي بدوره أعطى أسيد السولفاري.

الذي بدوره أعطى الجبس وفي النهاية كان ” الشيست ” يفصل ويصبح صخرة ذات حجم أكبر .ويجرى للبحث عن بعض العوامل التي يمكنها أن تسهل نمو البكتيريا . ففي وجود الهواء تمت عملية النمو بصورة تلقائية ، لكن العامل الأساسي لنمو البكتيريا هو ارتفاع درجة الحرارة بسبب وجود البنيان المزود بأجهزة التدفئة ،وعند توفر جو أسيدي حيث تكثر الحرارة والتهوئة فإن خلايا البكتيريا تتضاعف كل سبع ساعات . لكن ،كيف مجهابهة هذه الأجسام الحية المصغرة ؟؟ في المناطق السكنية يجب تدارك وجود كل مادة سامة ، لذلك قدر العلماء إغراق خلايا البكتيريا من جهة ،ومن جهة ثانية سكب كميات قليلة من البوتاس اللاذع في المياه. وتمت المحافظة على كميات معقولة من البوتاس بعد أن تم امتصاص طبقة من المياه الجوفية  ، وتعديل مستواها … واليوم ، يبدو أن تكاثر البكتيريا قد زال في تلك المنطقة .

Exit mobile version