ازدادت في الفترة الأخيرة أهمية التعويضات السنية الكاملة ازدياداً كبيراً بسبب زيادة عدد المسنين في المجتمع وحاجة هؤلاء المسنين إلى التعويضات المناسبة .
هناك تقارير علمية لمنظمات دولية معنية بشؤون المسنين تقول إن نسبة من سيبلغون السبعين من العمر سيشكلون 25 % من سكان أمريكا وأوروبا في عام 2014 وهذا يضع أطباء الأسنان بشكل عام وأطباء صناعة الأسنان بشكل خاص أمام مهمة صعبة وشاقة وهي تأمين التعويض السني المناسب لهذه الشريحة من المرضى الذين يحتاجون لتعامل خاص بسبب التغيرات النفسية والاجتماعية والصحية التي يعانون منها.
ومن أجل تأمين تعويض سني ناجح لمرضى الأجهزة الكاملة هناك عدة عوامل رئيسية للنجاح سنحاول أن نمر عليها بشيء من التفصيل .
إن سبب هذا الارتفاع في أعداد المسنين في المجتمع هو ارتفاع متوسط الأعمار وذلك بسبب التطور الكبير في مجال الرعاية الصحية إضافة إلى النظام الغذائي المتوازن .
عوامل نجاح الأجهزة السنية الكاملة :
هناك عدة عوامل رئيسية تلعب دوراً كبيراً في نجاح الأجهزة الكاملة وهذه العوامل هي :
1- الطبيب 2- المريض
3- المخبري 4- البيئة .
5- المواد والتجهيزات 6- الزمن .
وسنتكلم بشيء من التفصيل عن كل واحد من هذه العوامل .
– الطبيب
على أن يستطيع بناء جسور الثقة بيه وبين المريض فإذا استطاع الطبيب أن يكسب ثقة المريض يكون قد بنى أول لبنة أساسية من لبنات بناء الجهاز الكامل وإذا لم يستطيع أن يكسب ثقة المريض من الجلسات الأولى يكون قد دق أول مسمار في نعش الجهاز الكامل .
كيف يتم بناء جسور الثقة ؟
يستطيع الطبيب أن يبني جسور الثقة من خلال تفهمه لنفسية المريض وسبر أغواره والتعرف على شخصيته .
ويتم ذلك من خلال الحوار الودي والاستجواب الودي للمريض حيث يعرف من خلاله الطبيب وضع المريض النفسي والاجتماعي والثقافي ودرجة تأثير المريض بالغير من خلال هذه المعرفة والسبر النفسي لمريض الجهاز الكامل ، يضع الطبيب خطة المعالجة المناسبة لتأمين التعويض السني المناسب . إن مرضى الأجهزة الكاملة مرضى يحتاجون إلى تعامل خاص حيث أن هؤلاء المرضى معظمهم في حالة تأثيرية ناتجة عن قلعهم جميع أسنانهم ودخولهم مرحلة الدرد الكامل وكلما تفهم الطبيب مريضه وأصغى إليه وتفهم مشكلاته ، كلما تمكن من كسب ثقته، وكلما نجح في تأمين التعويض المناسب .
إن الإصغاء للمريض بشكل جيد وجدي وإعطاء الوقت الكافي لسماع مشكلته وعدم تبديد وقت المريض بالرد على الهاتف مثلاً أو محادثة أشخاص آخرين له دور مهم في كسب ثقة المريض .
ومن الضروري أن يعرف المريض أن الوقت المحدد له قد خصصه الطبيب له بشكل كامل .
بعد كسب ثقة المريض وبناء جسور الثقة يجب أن يقوم الطبيب بالتشخيص الصحيح حيث أن التشخيص الصحيح هو مقدمة صحيحة لنتيجة صحيحة. والتشخيص الصحيح هو التشخيص الذي يأخذ بعين الاعتبار جميع الاعتبارات الفموية والوضع الصحي العام للمريض ، أما التشخيص الخاطىء فيؤدي إلى الفشل المحتم .
– تشخيص الحالة
يشمل تشخيص الحالة ما يلي :
فحص الحالة الصحية العامة للمريض
يجب علينا قبل البدء بإجراء أي عمل تعويضي التعرف على الأمراض العامة كمرض السكري أو أمراض الدم أو نقص أحد الفيتامينات التي تؤثر في الغشاء المخاطي ويجب أن تجري المعالجات الضرورية المطلوبة قبل البدء بالإجراءات التعويضية .
إن اضطرابات الغدد تسبب اضطراباً في النمو مما يستدعي عمل أكثر من جهاز أو تبطينه فزيادة إفراز الفص الأمامي للغدة النخامية يسبب اضطرابات في النمو، الأمر الذي يتطلب بناء جهاز جديد عدة مرات ليتلاءم مع هذا النمو المتزايد .
وزيادة إفراز الغدة الدرقية تسرع ظهور أعراض نقص إفراز الغدد اللعابية الأمر الذي يسبب التهابات في الأغشية المخاطية، ويقلل من إمكانية شفاء التقرحات . وعند مرضى السكري : تتلون مخاطية الفم بلون دموي وتكون هشة مما يستلزم في كثير من الأحيان استخدام طبعات غير ضاغطة وكذلك يجب على الطبيب تأمين التوازن الاطباقي وإعطاء المريض تعليمات متعلقة بالصحة العامة والحمية .
ويعتبر اللون الناتج عن حالات شديدة للسكري محلة للاكريل .
– الأمراض المفصلية :
يجب معالجة الأمراض المفصلية قبل البدء بعمل الجهاز الكامل حيث أو وجود آلام في المفصل الفكي الصدغي عند المريض لا تمكن الطبيب من أخذ العلاقة الفكية بشكل صحيح حيث أن المريض يعض إلى الجهة التي لا تؤلمه وبالتالي يحصل على عضة خاطئة .
داء باجت : هو التهاب العظم المشوه ويجعل عظمي الفكين والأسناخ في تطور دائم لذلك ينبغي على الطبيب إعلام المريض بضرورة التبطين بعد انتهاء عمل الجهاز وبالزيارات الدورية لطبيب الأسنان .
داء باركينسون : ويتصف بغزارة اللعاب وبحركات تشنجية ومن المهم أخذ ذلك من قبل طبيب الأسنان بعين الاعتبار قبل أخذ الطبعة وتحضير المريض قبل البدء بالمعالجة وأثناء المعالجة التعويضية .
مرض السل : تبدو مخاطية الفم عند مرضى السل هشة لذلك يجب أخذ الاحتياطات الضرورية من حيث مواد الطبع والتوازن الاطباقي .
عوز الفيتامينات B و A : يؤثر على الطبقة البشرية أما فيتامين C فيؤثر على استقلاب الكلس وثبات الإرتفاعات السنخية لذلك يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار من حيث ضرورة إجراء التبطين كلما تقتضي الحاجة لذلك أو عمل جهاز جديد .
اضطرابات جهاز الدوران : فزيادة الضغط على النسج تفسد الأرواء الدموية وتتسرع التقرحات في المخاطية التي تكون بتماس مع التعويض السني بشكل زائد ، فعند هؤلاء المرضى يجب الانتباه لهذا الموضوع من حيث تأمين انطباق صميمي وصحيح عند الحواف وعدم السماح بانضغاط زائد لبعض مناطق الجهاز .
الاضطرابات المعدية المعوية : وهي كثيرة الحدوث عند المهملين لصحة أفواههم فتسبب لهم مزيداً من الجراثيم الفموية فلذلك ينصح هؤلاء المرضى بالعناية بالأجهزة السنية ونظافة الفم لا تفشل التعويضات عندهم .
اضطرابات التوازن العصبي العضلي : وهي تسبب عادات سيئة تضر السنخ كعادة قضم الأظافر وصرير الأسنان وجميع هذه العادات تؤدي إلى امتصاص شديد في عظم السنخ وقلقلة الجهاز ويجب على طبيب الأسنان الأخذ بعين الاعتبار معالجة منشأ الاضطراب العصبي العضلي عند المريض قبل البدء بالمعالجة التعويضية .
مرضى الربو وضيق التنفس : ينصح عند هؤلاء المرضى باستعمال مواد طبع سريعة التصلب .
سن اليأس وما بعد : يحدث أثناء هذه المرحلة اضطرابات هرمونية تؤثر على مخاطية الفم فيجب أخذ ذلك بعين الاعتبار ، حيث إن الدورات الطمثية عند النساء تسبب جفافاً وحساً محرقاً في الفم الأمر الذي يزيد من مشكلات الأجهزة الكاملة .
تناذر بلومرفنسان : يتصف بتشقق الشفاه وعسر فتح الفم وضمور في مخاطية الفم فيجب أخذ ذلك بعين الاعتبار من خلال المعالجة قبل البدء بالتعويض الصناعي لتجنب المشكلات والآلام التي ترافق أخذ الطبعة ومراحل العمل الأخرى للجهاز .
الموات العظمي الشعاعي : يجب الوقاية في هذه الحالة من كل جرح أو تقرحات قبل البدء بإجراء التعويض السني .
التشخيص الشعاعي : يجب أن نأخذ صورة شعاعية بانورامية لكل مريض جهاز كامل لمعرفة الأسنان المنطمرة إذا وجدت أو بقايا الجذور أو بقايا الأكياس المتبقية حيث إنه في كثير من الحالات نشاهد أسناناً منطمرة تسبب آلاماً حادة للمريض عند انضغاطها تحت الجهاز ولا يعرف الطبيب سبب هذه الآلام ويعتقد أنها ناتجة عن خطأ في عمل الجهاز السني ولكن سرعان ما يكتشف بعد التصوير أن الآلام ناتجة عن أسنان منطمرة أو بقايا جذور وكثير من الأطباء قد اضطروا لإعادة صنع الأجهزة مرة ثانية مع أنها كانت أجهزة ناجحة بناء على شكاوى المرضى من الأجهزة القديمة ولكن سرعان ما تبين بأن سبب هذه الشكاوى أسنان منطمرة أو جذور أو أكياس متبقية وسرعان مازال الألم بعد إزالة السبب وإن الصورة الشعاعية البانورامية هي التي جعلت الطبيب يضع يده على سبب المشكلة ولو كان الطبيب قد أرسل المريض للتصوير البانورامي قبل بدء المعالجة لكان الطبيب قد وفر الكثير من الوقت والجهد له وللمريض .
التشخيص المخبري : كذلك التشخيص المخبري يساعدنا في التعرف على الأمراض العامة التي يعاني منها المريض كمرض السكري والغدد وغيرها من الأمراض ويجعلنا نأخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء وضع خطة المعالجة .
عمر المريض : المرضى الشباب أكثر تلاؤماً وتقبلاً للجهاز السني حيث أن قابلية شفاء الجروح عندهم جيدة وظروفهم الفموية مناسبة أكثر .
أما الأشخاص الطاعنين في السن فهم أقل تقبلاً للجهاز السني بسبب ظروفهم التشريحية غير المناسبة في كثير من الأحيان وتكون قابلية شفاء الجروح عندهم أقل ، ولكن متطلبات الشباب الجمالية أكثر ، وإن العمر المثالي للتعويض من 45 – 60 سنة .
الجنس : الرجال أكثر انشغالاً من النساء وليس لديهم الوقت الكافي للتفكير كثيراً بأجهزتهم ولا يهتمون كثيراً بالنواحي التجميلية وبصورة عامة مشكلات الرجال أقل من مشكلات النساء حيث إن المتطلبات التجميلية للنساء تكون كبيرة .
الوظيفة : الرجل الذي يعمل في مكان يكثر فيه الغبار تتعرض أسنانه للانسحال والمريض الذي يتعرض لمضايقات في عمله تؤثر عليه نفسياً وتسبب له توتراً عصبياً يتظاهر بصرير الأسنان وهذا يؤثر على الأسنان الاصطناعية والنسج الواقعة تحتها ويسبب ألماً ورضاً .
المستوى الثقافي : المريض المثقف يقدر قيمة العمل ويهتم به والإنسان غير المثقف لا يقدر قيمة العمل ، كذلك المريض المثقف يساعد الطبيب في الحصول على المعلومات التي يحتاجها الطبيب مما يمكن الطبيب من وضع خطة علاج مناسبة ، أما المريض غير المثقف ، فلا يعطي المعلومات الضرورية المطلوبة للطبيب في كثير من الحالات فلذلك يجب أخذ ذلك بعين الاعتبار والحصول منه على المعلومات اللازمة بالطرق الخاصة بالطبيب .
الحالة السنية العامة للمريض : يجب أن نسأل المريض عن مشكلاته السابقة مع أسنانه ولماذا قلع الأسنان هل بسبب أمراض رعلية أو بسبب نخور سنية أو بسبب نصيحة أحد الأقرباء أو الأصدقاء للتخلص من آلام معينة عند المريض كآلام الرأس مثلاً .
كذلك يجب أن نسأل المريض عن أجهزته السنية القديمة وما السبب في عدم تقبله لها هل سبب ذلك أخطاء ناتجة عن عمل الأجهزة السنية أو بسبب عدم تأقلم المريض مع الجهاز .
فهناك الكثير من الأجهزة المصنوعة وفق أسس علمية ومخبرية صحيحة ولكن المريض لا يتقبلها ولا يتأقلم معها لأسباب نفسية أو بسبب عدم تمكن الطبيب من بناء جسور الثقة بين الطبيب الصانع للجهاز والمريض . هناك مرضى عندهم أكثر من 10 أجهزة ومصنوعة وفق أسس علمية ولكنهم لم يستطيعوا التأقلم معها .
إن معرفة السبب في عدم تأقلم المرضى مع هذه الأجهزة والإصغاء لمشكلات المرضى التي صادفتهم مع أجهزتهم القديمة والأطباء الذين صنعوا الأجهزة هو الخطوة الأولى لعمل جهاز ناجح يتقبله المريض . حيث أنه يجب على الطبيب وضع مريضه في ظروف نفسية وفيزيولوجية مريحة ليستطيع أن يبدأ البداية الصحيحة لعمل الجهاز الكامل . للتأكد من مصداقية شكاوى المريض يجب المقارنة بين شكاواه من الجهاز ووضع الجهاز في فمه فإذا كان كلامه مطابقاً للواقع السريري على الفم فيكون صادقاً في شكواه وتتم معالجة الموضوع على أساس ذلك إذا كانت شكاوى المريض غير صحيحة كأن يقول إنه لا يستطيع أن يلفظ بعض الحروف أو يقول إن هناك نقصاً في التثبيت ولكن الواقع هو غير ذلك فيجب البحث عن سبب تقبل المريض للجهاز .
هناك بعض المرضى يرغبون أن تكون أجهزتهم السنية الحديثة مصنوعة بشكل مشابه تماما لأجهزتهم القديمة حتى ولو كانت الأجهزة القديمة غير ثابتة وغير مستقرة وقصيرة الحواف .
وبعضهم يقارن بين الجهاز الجديد والجهاز القديم وإذا كان هناك بعض الاختلاف فلا يتقبلون الجهاز الجديد بسبب تعودهم على القديم ، وواجب الطبيب في مثل هذه الحالات إفهام المرضى بأن الجهاز القديم هو جهاز لم يعد صالحاً بسبب التغيرات التي حصلت على الفم والجهاز وأنه من الضروري أن يكون هناك بعض الاختلاف وإلا لحصلنا على جهاز شبيه بالقديم وغير ثابت وغير مستقر وفاشل .
إضافة إلى ما تقدم من الأمور التي يجب على الطبيب القيام بها عليه أن يقوم بالخطوات العلمية بشكل علمي وصحيح اعتباراً من مرحلة أخذ الطبعة وانتهاء بمرحلة تسليم الجهاز وفترة التأقلم , وعلى الطبيب ألا يتهاون بأي مرحلة من مراحل العمل فكل مرحلة تبنى عليها المرحلة اللاحقة وأن إعادة طبعه مثلاً بسبب وجود فقاعة أو نقص في حوافها يستغرق 10 دقائق بينما إعادة الجهاز بسبب عدم إعادة هذه الطبعة الخاطئة والاستمرار في العمل عليها يكلف من الوقت عشرات الساعات .
فمن الأفضل إعادة إي مرحلة من مراحل العمل يشك بصحتها ، وعدم الاستمرار في الخطأ لأن هذا الخطأ مهما كان بسيطاً يسبب فشل الجهاز وما إلى ذلك من انعكاسات سلبية على الطبيب والمريض .
عندما يكون هناك امتصاص سنخي شديد فيجب أن نعرف بأنه لا يمكن أن نصنع جهازاً كاملاً ثابتاً ومستقراً بسبب عدم وجود ارتفاع سنخي مناسب وظروف تشريحية مناسبة .
عليه ويتم ذلك من خلال مجموعة من الغرسات السنية في كل فك ومن ثم تثبيت التعويض السني فوق هذه الغرسات ويتم تعويض الأجهزة الصناعية فوق الغرسات بطريقتين :
1- طريقة التعويض الثابت : ويتم تثبيت الجهاز الكامل فوق الغرسات إما بواسطة الإسمنت اللاصق أو بواسطة براغي التثبيت ويتم تثبيت هذه الأجهزة من قبل طبيب الأسنان وفي هذه الحالة يفضل أن يكون عدد الغرسات أكثر من ست غرسات .
2- أما الطريقة الثانية من التثبيت فهي طريقة التعويض الثابت المتحرك وفي هذه الحالة يتم تثبيت الجهاز على مبدأ وصلات الذكر والأنثى حيث توضع الأنثى داخل الجهاز السني الكامل في حين تكون وصلة الذكر متصلة مع الغرسات السنية فهي توضح بعض طرق التثبيت الثابت المتحرك وكذلك هناك طريقة الغرسات الموصولة مع بعضها بواسطة عارضة ومن ثم يتم تثبيت الجزء الأنثوي الموجود في الجهاز فوق هذه العارضة . ويجب أن يكون الحد الأدنى للغرسات في هذه الحالة 2 غرسة كحد أدنى ويفضل أن تكون 3 غرسات وما فوق .
أيضاً يمكن استخدام الطعوم العظمية والهيدروكسيل اباتيت كعامل إضافي لزيادة التثبيت من خلال زيادة ارتفاع وحجم الارتفاع السنخي .
كما يمكن استخدام المواد الطرية المبطنة لزيادة التثبيت في الأجهزة الكاملة وإن المواد الطرية المبطنة ذات القاعدة السيليكونية أثبتت نجاحات أكثر من غيرها ولكن مساوئها أنها لا تدوم فترة طويلة .
يستخدم مسحوق الإلصاق أو معجون الإلصاق لتحسين التثبيت بشكل وقتي من خلال زيادته للزوجة اللعاب ، ويفضل استخدام بودرة الإلصاق في فترة التأقلم حيث تساعد المريض على التأقلم مع الجهاز .
وهناك أيضاً طرق جراحية لزيادة تثبيت الأجهزة كتعميق الميزاب وغيرها تفيد في بعض الحالات فإذا كان هناك بروزات عظمية يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ، فإذا كانت كبيرة فيجب إزالتها جراحياً إذا كانت الصحة العامة للمريض تسمح بذلك وإذا كانت صغيرة فلا تحتاج للجراحة .
العامل الثاني من عوامل نجاح الأجهزة المتكاملة
– المريض :
يجب على المريض أن يتقيد بالتعليمات الكاملة التي يعطيها الطبيب وإلا فلا يستطيع أن يتأقلم مع الجهاز بشكل جيد وبالمقابل يجب على الطبيب إعطاء التعليمات الضرورية للمريض والطلب منه في الفترة الأولى أن يتعود على الكلام وإفهامه أن تأمين المتطلبات التجميلية والتصويتية تتأمن سريعاً , أما التعود على المضغ والطعام فيأتي في مرحلة أخرى ولا يجوز الطعام فوراً بعد استلام الجهاز كما على الطبيب أن يطلب من المريض ألا يستعمل الجهاز القديم وأن لا يقارن بين الجهاز القديم والجديد ومن هنا يجب أن نأخذ الجهاز القديم من المريض لأن بقاءه معه يجعله يستعمله ويترك الجديد , يجب أن يتم تحذير المريض من أكل الأطعمة القاسية واللصاقة في الفترة الأولى من وضع الجهاز .
يجب أن يعرف الطبيب أن المريض موجود في حالة تأثيرية حيث أن مريض الدرد الكامل عنده مشكلات مستترة اجتماعية واقتصادية ونفسية وجنسية كثيراً ما يحرفها المريض باتجاه الجهاز (العنصر الأضعف ) .
يجب على المريض أن يتعاون مع الطبيب في مرحلة التشخيص بإعطائه المعلومات الصحيحة وكذلك يجب عليه المساعدة والتعاون أثناء عمل المراحل العملية من قبل الطبيب اعتباراً من أخذ الطبعة وأخذ العلاقة وحتى مرحلة ما بعد تسليم الجهاز كما أنه على المريض الالتزام بالفحص الدوري كل 6 أشهر لضمان استمرار نجاح عمل الجهاز .
العامل الثالث من عوامل نجاح الأجهزة
المخبري :
يجب أن يكون المخبري مؤهلاً تأهيلاً عالياً ويقوم بجميع الخطوات المطلوبة منه بشكل أكاديمي ومدروس ولا يتهاون بأي مرحلة ، لأن لدوره أهمية في تأمين نجاح الجهاز الكامل فالتهاون في مرحلة التلميع مثلاً يمكن أن يؤدي إلى التواء الجهاز وغيره من الأخطاء التي تؤدي إلى فشل الجهاز .
العامل الرابع من عوامل نجاح الأجهزة الكاملة
البيئة :
البيئة تعني البيئة المحيطة بالمريض من أقارب وأصدقاء ومعارف وتدخل المساعدة الصحية في هذا الإطار ، ولا يوجد إنسان في العالم لا يتأثر بالبيئة المحيطة ، ولكن يختلف التأثير من شخص لآخر حسب درجة ثقافته فهناك من يتأثر بالشيء المنطقي والعلمي فقط ، وهناك من يتأثر بأي شيء ، وليس بالضرورة أن يكون منطقياً .
إذا كانت البيئة مثقفة واعية أي الزوجة والأصدقاء والأقارب ، وعندهم تجارب جيدة مع التعويضات السنية التي يحملونها وهم موضوعيون في تقدير الصعوبات ومرحلة التأقلم فيؤثرون بشكل إيجابي ويقولون للمريض بأن عدم تقبل الجهاز بشكل جيد بالفترة الأولى هو أمر طبيعي وعليهم أن يصبروا وأن يتقيدوا بتعليمات الطبيب فيساعدونه بذلك في تأقلمه مع الجهاز ، كذلك هناك مرضى من النوع الموسوس والذين عندهم تجارب سيئة مع الأجهزة فيؤثرون على المرضى الآخرين وتعتبر هذه البيئة بيئة سلبية وينصح أطباء الأسنان أن لا يجمعوا في العيادة مجموعة من المرضى أصحاب الخبرات السيئة مع مرضى آخرين جدد لأنهم يؤثرون عليهم سلباً ويساهمون في عدم تقبلهم الجهاز .
البيئة المكانية :
يجب أن تكون العيادة بسيطة وأن تكون نظيفة وأنيقة وألوان العيادة الفاتحة أو الزهرية هي شعار المودة والتفاؤل أما اللون الأحمر فيثير الشعور بالغضب والإثارة .
العامل الخامس من عوامل نجاح الأجهزة الكاملة
عامل المواد المستخدمة والتجهيزات :
أيضاً هذا العامل يلعب دوراً كبيراً في نجاح الجهاز الكامل حيث استخدم المطابخ الحديثة وأجهزة طبخ الأكريل الحديثة والمواد السنية المستخدمة ذات المواصفات العالية تساهم في صنع جهاز كامل ناجح من خلال إقلالها من احتمالات الأخطاء .
العامل السادس من عوامل نجاح الأجهزة الكاملة
عامل الزمن :
الحقيقة هناك رأي علمي يقول إن الجهاز الكامل يجب أن يعاد كل 5 سنوات وأن يبطن كل سنتين لأن النسج الواقعة تحت الجهاز في حالة تغير دائم وإن كان هذا التغير بطيء ، وهذا التغير البسيط في شكل النسج يأخذ نسبة نجاح تقدر بـ 20 % من الجهاز كل سنة مما يتطلب صنع جهاز جديد كل 5 سنوات وهناك بعض الدول المتقدمة في هذا المجال تستدعي المرضى كل 5 سنوات لعمل جهاز جديد حيث أوضاعهم المادية تسمح بذلك ولكن هنا وفي كثير من دول العالم وبسبب الأوضاع الاقتصادية لا نلجأ لصنع جهاز جديد إلا بعد مضي سنين كثيرة ، لكن هذا لا يعني أن هذه الأجهزة الكاملة التي يستعملها المرضى لسنين طويلة هي أجهزة ناجحة تؤدي الوظائف المطلوبة منها بشكل جيد .
كلمة أخيرة :
إن قيام الطبيب بكافة المراحل العلمية لصنع الجهاز الكامل بشكل أكاديمي وعلمي وتمكن الطبيب من بناء جسور الثقة مع المريض هي أهم عامل من عوامل نجاح الأجهزة الكاملة .
الأستاذ الدكتور محمد إقبال المشرف