للكلمة قوة تأثير على النفس البشرية، فالكلمة هي تعبير عن الداخل. فكلماتك هي شرح لك ولشخصيتك، فمن القلب الصالح تخرج كلمات للبناء، ومن القلب الشرير تخرج كلمات للهدم..
فاللسان عضو صغير جداً، ولكنه أصعب المخلوقات ترويضاً، فمن يتحكم في لسانه يستطيع التحكم في مدينة.موقع طرطوس
وفي العمل هناك من يعجز عن ترويض لسانه، فتصدر عنه الكلمات الهدامة.
النميمة والإشاعات في العمل:
الإشاعات هي النتيجة الطبيعية للنميمة. والنميمة هي النتيجة الطبيعية للفراغ.. فراغ الشخصية، أو فراغ الوقت..
وفي مجتمع العمل غالباً ما نجد ثلاثة أنواع من الشخصيات هي:
النوع الأول: وهو مصدر الأخبار، ويقوم بنقلها ونشرها، وأحيانا يقوم بتسخين الخبر وإضافة بعض الاستنتاجات والتوقعات، واستخدام المصطلحات المثيرة التي تصبح حقائق مع كثرة تداولها. هذه الشخصية هي القناة الفعالة لتبادل الأخبار وبثها واختيار عناوين جذابة لها.موقع طرطوس
النوع الثاني: هو مُستقبل الأخبار، ولا يقوم بنقلها، ولكنه يحاول التأكد من صحة هذه الأخبار فهو يسمع ويرى، لكنه لا يتكلم.
النوع الثالث: هو الذي لا يهتم بما يدور حوله من أخبار ومعارك، ولكنه يحاول التركيز في عمله، وغالباً ما يكون شخصاً حيادياً محبوباً من الآخرين.
والشخص النمام – أحياناً – لا يعلم خطورة الكلمات الخارجة من فمه فهو كمن يمسك سلاح ويضرب به في كل اتجاه، فيصيب من حوله بأضرار بالغة.
ونرى من حولنا أن الكثير من الخصومات والكراهية، اشتعلت وانتشرت بسرعة البرق بسـبــب الاسـتخـــدام السيــئ للكلمـــات، دون حساب، وأذكر قول أحد المفكرين: «استخدم الكلمات كما تستخدم المال».موقع طرطوس
تأثير الكلمة
إذا كنت تبغي التأثير في الآخرين، والفوز بتأييدهم لك، فاستخدم قوة الكلمات الخارجة من فمك للبناء. درب لسانك على استخدام المصطلحات البنَّاءة والمشجعة، ولأنه من داخل القلب ينطق الفم، فاملأ عقلك بهذه الكلمات البنَّاءة وانطق بها. فلغة التشجيع لغة جديدة مختلفة عن سائر اللغات الحية، فهي عبارة عن باقة من الكلمات طيبة الرائحة، يشتاق الآخرون إلى استنشاقها..
فاستخدام الكلمات البناءة مع زملائك يجعلهم يشعرون بالأمان، ويرتاحون إليك، فأنت تفكر فيهم بطريقة إيجابية، لأنك تتكلم معهم بشكل إيجابي.
واستخدم كلمات إيجابية مع رؤسائك، فإن رئيسك يحتاج لكلمات التشجيع حتى يطمئن لنجاح إدارته، وحتى يشعر بمساندتك له.
واستخدمها مع مرءوسيك، فهم ينتظرونها، لأنها تدل على نجاحهم الذي إذا أشعرتهم به، فسوف يطمحون لنجاح أكثر، وبذلك تتولد طاقات جديدة في موظفيك.موقع طرطوس
التشجيع يحتاج لمهارة، فهو يحتاج لشخص ذي بصيرة ترى احتياج الآخرين فتختار الكلمات المناسبة، وتنطق بها، فليست كل الكلمات الجميلة فيها تشجيع، ولكنها الكلمات التي تؤثر إيجابيا.
وحتى التوبيخ من الممكن أن يصبح تشجيعاً، إذا كانت لدى الشخص المهارة في ذلك! فمن الممكن أن أخبرك أن عملك سيء وأنني غير راض عنه، ومن الممكن أن أخبرك أنك كنت تعمل في الفترة السابقة أفضل من الآن فأريدك أن تعود لكفاءتك. وستؤثر فيك الرسالة الثانية أكثر من الأولى.موقع طرطوس
وكلمات تصرف الغضب:
فهناك كلمات تكون مثل الوقود في لحظة اشتعال الحريق، وهناك كلمات تكون مثل المياه التي تطفيء الغضب، وبشكل عام، نحن نتعرض للكلمات التي تثير الغضب في العمل وفي الشارع وفي وسائل المواصلات وفي المنزل.
ويظن الكثيرون أن الكلمات اللينة الهادئة ضعف أو خوف، ولكن لو بحثنا داخل النفس البشرية، لوجدنا أن هــذه الكلمات لا تخرج من النفوس الضعيفة، ولكن منبعها هو النفس الحكيمة القادرة على اختيار كلماتها. فهي كلمات لا تنبع سوى من الأشخاص الواثقين من أنفسهم، ومن تصرفاتهم، الذين لا تتوقف قيمتهم على رد فعل عنيف، في لحظة غضب.موقع طرطوس
قوة التشجيع والحب:
في الحروب والمعارك، تتردد صيحات الانتصار بصوت عال جداً، فيمتلئ الجميع بالحماس والقوة. فهذه الكلمات تزيد القوة، وفي موقعة العمل ردد لنفسك صيحــات التشجيع، قلها بصوت عال، وأكــد لنفســك أنك ستنجح، وأنك قوي، قلها واجعل أذنيك تسمعانها فالتشجيع يطلق الطاقات الإبداعية فيك وفي من حولك.موقع طرطوس
والتشجيع لا ينبع إلا من النفس التي تعلمت أن تحب، فالتشجيع منبعه الحب، والتشجيع بدون حب يسمى «نفاقاً» لأنــه لا يعكس ما بداخلنا. فالتشجيع هو الكلمات الصادرة منا عن اقتناع، فالتشجيع هو أحد فنــون التعبـــير عــن الحب والاحترام.
فقل لزميلك
أنت شخص مميز – أحب العمل معك – إنني أقدر رأيك – ألهمتني أفكاراً عظيمة – قم باستغلال قدراتك – إنني أحتاج لنصيحتك.
وقل لرئيسك
العمل في تطور مستمر – أنت رئيس كفء قادر على اتخاذ القرار – أفضل شخص لشركتنا – إنني في حاجة إلى مساندتك – سأرجع إليك في بعض الأمور – إنني أفضل العمل معك – حققت أهدافا بمساعدتك لي – أشكرك على سؤالك عني.موقع طرطوس
وقل لمرؤسك
أنت تحرز تقدماً – أحب أن أتناقش معك ما هو رأيك في هذا الأمر؟ – كيف تريد إنجاز العمل؟ – هل لديك اقتراحات؟ – هل أستطيع أن أساعدك؟ – ما هي الخطط التي لديك؟