كفتاة مراهقة تفتقر إلى الوعي ببعض الأمور، وتميل دوما لفعل ما تريده دون استشارة أحد من الكبار، قد تقومين ببعض الممارسات والأفعال وتنتهجين أسلوب حياة غير صحي يضر بك فيما بعد، لكنك لا تنتبهين إلا بعد وقوع الضرر وفوات الأوان.
لكن يجب أن تدركي أنك تخطين سريعا نحو عالم الشباب والأنوثة، لذا عليك الانتباه منذ الآن إلى لياقة ورشاقة جسدك، وتهتمي بتناول الأطعمة الصحية، وأداء بعض التمارين الرياضية بانتظام في سبيل تحقيق الهدف المنشود. كذلك عليك الانتباه للأوقات التي تتناولين فيها الطعام، فليست كل الأوقات مناسبة لذلك من الناحية الصحية!
بعد تناول عشاء خفيف في السادسة أو السابعة مساء، قد تشعرين في بعض الأحيان – بعد مرور بضع ساعات – بالجوع مرة أخرى، فتقومين بتناول وجبة إضافية دسمة ثم تذهبين مباشرة للنوم، لكنك لا تعلمين أن مثل هذا التصرف له مضار صحية لا يمكن إغفالها، لذا فربما عليك التفكير مرتين قبل تناول شريحة لذيذة من البيتزا، أو بعض الطعام الدسم الباقي من وجبة الغداء قبل الذهاب للفراش!
فالعلم يقول – طبقا لدراسات حديثة – أن تناولك لوجبة دسمة قبل النوم مباشرة، يساعد على زيادة الوزن، كما أن له أضرارا أخرى منها إحساسك بالحموضة وعسر الهضم. واضطرابات البطن التي تشعرين بها في هذه الحالة تؤدي للأرق وعدم القدرة على النوم، ولو حدث وغلبك النعاس، قد ترين كوابيس مفزعة. كل هذا سيجعلك في الصباح شاحبة ومرهقة وغير قادرة على أداء مهامك المختلفة بكفاءة.السبب في ذلك هو أن عملية الهضم وحرق دهون الجسم (الأيض) تسودها حالة من الهدوء خلال نومك، فتتسم بنوع من البطء، لذا فمن الطبيعي عند تناولك للطعام قبل الخلود للنوم بدقائق قليلة، أن تصابي بمشاكل معوية مختلفة، ومع عدم حرق الدهون الزائدة، ستختزن بجسمك، ويزداد وزنك.
الأمر لا يقتصر على ذلك فقط، فهناك المزيد. في الصباح التالي، لن تشعري بأي شهية لتناول وجبة الإفطار، ولذا قد تتجاهلين تناولها قبل الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، وهنا تزداد خسائرك، لأن وجبة الإفطار لها أهمية كبيرة في إمدادك بالطاقة اللازمة لأنشطة يومك، وإسقاطها سيجعلك خاملة ومنهكة وعاجزة عن التركيز خلال ساعات النهار، ثم تشعرين بجوع كبير في وقت الغداء، وهنا قد يبدو تناول وجبة سريعة مليئة بالدهون الضارة مع مشروب غازي أمرا مغريا، وتتواصل خسائرك الصحية، ويزداد احتمال زيادة وزنك.
إذن ما الحل؟ لو كنت فعلا تلاحظين إحساسك بالجوع بشكل شبه منتظم قبل الذهاب للنوم ليلا، فربما يكون عليك إضافة وجبة خفيفة وصحية إلى نظامك الغذائي، بحيث تتكون من الزبادي مع الفواكه الطازجة، أو الحبوب الكاملة كالشوفان، مع اللبن، أو بعض حبات المكسرات كالبندق واللوز وعين الجمل، مع تناول كوب كبير من الماء، ويكون موعد تناول هذه الوجبة في وقت متوسط بين وجبتي الغداء والعشاء، ويمكن تأخير موعد العشاء قليلا في هذه الحالة.
نضيف إلى ذلك ضرورة البقاء مستيقظة لبعض الوقت بعد الانتهاء من تناول عشاء صحي، وعدم الذهاب إلى النوم بعد الأكل مباشرة.
إذا ظللت تشعرين بالجوع والرغبة في الأكل مرة أخرى بعد تناول العشاء، فلتكن وجبتك الإضافية قبل النوم خفيفة وصحية، كعلبة من الزبادي الخالي من الدسم أو بعض حبات العنب اللذيذة أو شرائح البطيخ المثلجة، أو بعض شرائح الخضروات الطازجة كالجزر والخيار والخس، ليسهل هضمها، ولا تصابي بعد تناولها ثم الخلود إلى الفراش بمتاعب في الهضم أو اضطرابات في النوم.