هل الخطوط الحمراء التي يخطها الأهل تقف سداً مانعاً يحول بينهم وبين أبنائهم للجوء إليهم عند الحاجة ومصارحتهم بما يجول في أعماقهم من تساؤلات وربما من مشاعر وصراعات قد تودي بهم إلى الخطيئة?!..
تعد هذه الظاهرة واسعة الانتشار في المجتمع الراهن سواء في المجتمعات المتقدمة أو المتخلفة, ولكن وقع هذه الظاهرة على شبابنا في مجتمعنا العربي أكثر صعوبة وحساسية لأن مجتمعنا لا يزال يعيش نظام الأسرة لا نظام الفرد.. وهنا يتعرض الشاب لتحديين كبيرين:موقع طرطوس
التحدي الأول مرتبط بالأسرة وعاداتها وتقاليدها وقيمها المستمدة من جذور هذا المجتمع وتاريخه..
والتحدي الآخر هو تحدي جماعات الأقران سواء في المدرسة أو الجامعة أو الانترنت, وتتضافر مع هذا التحدي وسائل الاتصال الحديثة وإمكانية تعرفهم على شريحة أوسع من الأقران..موقع طرطوس
من هنا نلاحظ صعوبة أن يوفق الشاب بين القوة الاجتماعية ذات الجذور والقوة الأخرى التي تربط بالواقع وتغيراته, وكلما اتسعت الفجوة بينهما كان إحساس الشباب أصعب والقدرة على التوفيق صعبة المنال..
وهنا يتوجب على الأسرة تفهم صعوبة التحديات التي يعيشها الأبناء ومحاولة التقرب أكثر إلى الأبناء بأساليب مختلفة, وفي الوقت ذاته على الأبناء ألا يتصوروا أن الحداثة مفتوحة أمامهم على مصراعيها, لأنها تنطوي على مخاطر كبيرة جداً لا يستطيعون تجازوها إلا بالتضافر مع أهلهم وأسرهم..موقع طرطوس
وإذا كان الشباب ينشدون المستقبل فعلاً فبوابتهم إلى ذلك أسرهم لذا عليهم بالتعاون مع آبائهم, السعي لمد جسور التواصل لتتضاءل الفجوة التي تفصل بينهم, وعلى الأهل أن يرتقوا بعلاقاتهم إلى مستوى الصداقة.. فالأسرة هي الهوية الثقافية لنا.