لماذا تم إسقاط كوكب بلوتو من نادي كواكب المجموعة الشمسية؟

إنّ الإتحادَ الفلكيَ الدوليَ (International Astronomy Union IAU) والذي تم تأسيسه في العام 1919 هو المنظمةُ الفلكيةُ الدوليةُ التي تَجْمعُ الفلكيين البارزينَ مِنْ كُلّ أمم العالمِ، وهو الهيئة المهنيةُ الأكبر في العالمُ للفلكيين والجسم العلمي الرسمي الذي يعطي الأسماء التعريفيةِ الفلكيةِ، ومهمّته أَنْ يروّجَ لعلم الفلك ويحميه في كُل المناسبات من خلال التعاونِ الدوليِ بين كبار علماء الفلك في مختلف دول العالم.

إنّ الجَمعِيَّة العامّة للاتحاد الفلكي الدولي (GA) تنعقد مرة كُلّ ثلاث سَنَواتِ وتعتبر أكبر وأكثر الاجتماعات المتنوّعةِ على روزنامة الأسرة الفلكية في العالم.

تم عقد المؤتمر السادس والعشرين للجمعية العامة للإتحاد الفلكي الدولي (IAU GA 2006) بمدينة براغ عاصمة جمهورية التشيك في الفترة من 19 / 08 – 25/ 08 / 2006م. وفي الجلسةِ الثانيةِ للجَمعِيَّة العامّة للإتحادِ الدولي الفلكي والتي عقدت يوم الخميس الموافق 24/08/2006 قام أعضاء الإتحادِ الفلكيِ الدوليِ بالتصويت على مجموعة من القراراتِ التي قدّمتْ للمؤتمر بعد سلسلة طويلة من المُناقشات النشطةِ بين علماءِ الإتحادِ الفلكيينِ الدوليينِ وكانت هذه القرارات التي تم التصويت عليها:

* قرار A5: التعريفُ الرئيسيُ لاستعمال الإتحادِ الفلكيِ الدوليِ لمصطلح “الكوكبِ” والشروطِ ذات العلاقةِ.
* قرار B5: يُضيفُ الكلمةَ “كلاسيكيَ” إلى الاسمِ الجَماعيِ للكواكب الثمانية من عطارد حتى نبتونِ.
* قرار A6: يعطي الإتحادِ الفلكيِ الدوليِ تسمية لصنف جديد مِنْ الأجسامِ، معتبراً بلوتو كنموذجُ لها وتسمى الأجسام عبر النبتونية (TNOs trans-Neptunian objects).
* قرار B6: يُقدّمُ الاسمَ ” أجسام بلوتونية ” Plutonian objects لهذه الفئة الجديدة.

ملخص قرار الإتحادِ الفلكيِ الدوليِ: تعريف الكوكب في النظام الشمسي.
إن الملاحظات المُعاصرة تُغيّرُ فَهْمنا عن الأنظمةِ الكوكبيةِ، ومن المهم بأنّ أسمائنا التعريفية للأجسامِ تَعْكسُ فَهْمنا الحاليَ. وهذا يَنطبقُ بشكل خاص على “الكواكبِ المعينة”. إن كلمة “Planets” أصلاً تعني باللغة اليونانية “الهائمون” الذي عُرِفَ بأنه انتقال أضواء في السماءِ. والاكتشافات الأخيرة تَقُودُنا لصياغة تعريف جديد لمصطلح الكوكب، وبناءً على ذلك فقد قرر الإتحاد الفلكي الدولي:
( 1 ) في النظام الشمسي الكوكب هو جرم سماوي له الخصائص التالية:
أ- له مدار حول الشمس.
ب- له كتلة كافية لجعل جاذبيته تكوِّن (موازنة هيدروستاتيكية) تجعل من شكله شبه دائري.
ج- ليس هائلاً لدرجة أن يبدأ فيه انشطار نووي لمادة الديتيريوم.
د- يخفي جيرانه القريبين منه ويقعون ضمن مداره.
و بناءً على التعريف السابق للكوكب يصبح هناك:
أ- ثمانية كواكب ضمن نطاق المجموعة الشمسية هي:
عطارد – الزهرة – الأرض – المريخ – المشترى – زحل – أورانوس – نبتون.
ب- ثلاث أجسام تنطبق عليها الشروط الثلاثة الأولى فقط وأطلق عليها اسم (Dwarf Planets)
أو الكواكب الأقزام وهي:
Ceres Pluto – – 2003 UB 313 (الاسم المؤقت له).
وبالتالي يصبح تعريف الكواكب الأقزام:
في النظام الشمسي الكوكب القزم (Dwarf Planet) هو جرم سماوي له الخصائص التالية:
* له مدار حول الشمس.
* له كتلة كافية لجعل جاذبيته تكوِّن موازنة هيدروستاتيكية تجعل من شكله شبه دائري.
* لا يخفي جيرانه القريبين منه ويقعون ضمن مداره.
* ليس تابعاً لأي كوكب أو أي أجسام أخرى.

وبناءً على التعريف الجديد للإتحاد الدولي للكواكب الأقزام الفلكي يتوقع العالم (مايك براون) أنه سيكون هناك أكثر من أربعين جسماً عبر نبتوني سيتم تصنيفها ضمن مجموعة (Dwarf Planets)، بالإضافة للكواكب الأقزام الثلاثة التي تم تصنيفها وهي: Ceres Pluto – – 2003 UB313 (الاسم المؤقت له).
ومن المعروف أنه قد كان تم تصنيف الجسم الفضائي الشمسي Ceres والذي يعتبر أكبر الأجسام الفضائية التي تقع ضمن المدار بين المريخ والمشتري ككويكب، والذي تم استبدال هذا التعريف بـ: (أجسام فضائية شمسية صغيرة).
ج- أي أجسام أخرى تدور حول الشمس سيشار إليها بالاسم (أجسام نظام شمسي صغيرة).
هذا وقد تم اعتماد اسم الأقزام الثلجية (Ice Dwarfs) لكلٍ من Pluto – 2003 UB313.
ملاحظة:
هذا التعريف ينطبق فقط على الأجسام داخل النظام الشمسي فقط وليس في أي مجموعات نجمية أخرى.
تعريف Wikipedia encyclopedia للكوكب القزم المقتبس من القرارات السابقة:
السيّار القميء أو القزم (Dwarf Planet).
“هو جرم سماوي يدور بمدار حول الشمس أو النجم الرئيسي في مجموعته دون أن يكون ساتلاً، ويدور حول نفسه، ولا يولد الطاقة من خلال الاندماج النووي. كما أنّ شكله أقرب ما يكون للكرة لا يكنّه يفتقد إلى جاذبيّة قويّة تجعله يسيطر على الأجرام المجاورة له، مثل بلوتو”.
تصنيف الفلكيين الحالي للكواكب بعد القرارات الأخيرة:
يُميّزُ الفلكيون حالياً بعد القرارات الأخيرة لـ (IAU) بين الكواكبِ، الكواكب الأقزامِ وأجسامِ النظام الشمسي الصغيرةِ.
إن الأجسام الكبيرة ضمن النظام الشمسي يُمْكِنُ أَنْ تُقسّمَ إلى الأصنافِ الثلاثة التالية حسب تركيبِها الجيولوجي:
الكواكب الصخريةِ (Terrestrials):
تلك الكواكب المشابهة للأرضِ والمكونة بشكل أساسي من الصخور وتشمل الكواكب الأربعة:
عطارد والزهرة والأرض والمريخ.
وإذا تم اعتماد الكواكب الأقزام من ضمنها فسوف يتم إضافة الكوكب القزم Ceres لهذه المجموعة من الكواكب مع ثلاثة كويكبات أخرى مجاورة له يجري ملاحظتها و دراستها حالياً.
العمالقة الغازِية (Gasous Planets) أَو كواكب (Jovian)
وهي مجموعة الكواكب المكونة أساساً من مادّةِ غازيةِ بشكل كبير وتشمل الكواكب الأربعة: المشتري، زحل، أورانوس، نبتون.
الكواكب الأورانوسية أَو العمالقة الثلجِية، وهي فئة فرعية مِنْ العمالقةِ الغازِية، تم تمييّزهاَ عن هذه المجموعة بسبب نضوبِها من غازي الهيدروجينِ والهليومِ وتركيبها الصخري والثلجِي.
الأقزام الثلجِية (أَو الأجسام البلوتوية):
هذه كواكبَ قزمِ المركّب بشكل رئيسي مِنْ الثلجِ. في الوقت الحاضر هذه المجموعةِ تَشْملُ فقط كلاً من:
بلوتو و2003 UB 313، بالرغم من أنه يَبْقى المزيد مِنْها و لكن لا يمكن إضافته لحد الآن إلى هذه المجموعةِ.