تسجل المرأة البريطانية أعلى نسبة في الإصابة بسرطان الصدر في العالم إذ يفوق عدد الوفيات 15400 سنوياً من جراء هذا المرض . ويقدّر أنه كان بالإمكان تلافي أربعة آلاف حالة وفاة على الأقل .
والسؤال المطروح : هل ثمة عوامل تجعل المرأة البريطانية أكثر عرضة لسرطان الصدر من نظيرتها الأميركية أو الأوروبية ؟
هل تكمن الأسباب في تكوينها البنيوي ؟ في اسلوب حياتها ؟ أم في عدم تلقيها العلاج المناسب .
تزداد قناعة عدد أكبر من الباحثين بأن أسباب ارتفاع تعرض المرأة البريطانية لسرطان الصدر تعود لتكوينها الجيني بالدرجة الأولى أو لنمط غذائها . والواقع أن سرطان الصدر المرتبط بعوامل الحمية الغذائية يصيب خمس نساء أوروبيات مقابل امرأة يابانية واحدة .
وقد اعتبرت مؤسسة الأبحاث الأوروبية للسرطان أن السمنة هي المتهم الأكبر . ولكن لا أجوبة نهائي حتى الآن . ومع هذا يمكننا أن نجزم حسب قول البروفسور ” تيم كي ” أن زيادة الوزن هي عامل خطر عند النساء اللواتي تقدمن في السن . وتشير دراسات مركز ” دان ” للغذاء في كامبريدج أن نباتات الصويا وحبوب القطاني تحتوي على الأستروجين بشكله الطبيعي ، إضافة إلى الخضار الغنية بالألياف والسمك والحبوب والبروكولي والفواكه ، وهذه كلها أطعمة تساعد على الحماية من سرطان الصدر .
الجانب الآخر من المسافة هو العلاج
من الواضح أن معدل الإصابة في الولايات المتحدة هو أعلى منه في بريطانيا : امرأة من بين كل تسع نساء مقابل امرأة بين كل 12 امرأة في بريطانيا ، ولكن الوفاة من جراء الإصابة هي أقل بكثير في أميركا منها في بريطانيا وذلك بفضل تقدم العلاجات الهورمونية والكيميائية في أميركا حسب ما جاء في دراسات أعدها المركز الملكي لتمويل الأبحاث السرطانية .
أين تكمن العلة إذاً ؟
هل هي في عدم تلقي المرأة البريطانية العناية المناسبة ؟
الجواب كما يوضحه البروفسور تموتي لوك جراح الأمراض السرطانية في مركز غلاسكو الملكي :
إن احتمال الوفاة يتوقف على مكان تلقيه الذي يؤثر على النتائج بنسبة 8 المئة . والأمر المروع حقاً هو نتائج الإحصاءات التي بينت أن 6 من بين 10 نساء يتعرضن لسرطان الصدر لا يستشرن أخصائياً بل يكتفين بالذهاب إلى أقرب مستشفى حيث يقوم جراح عادي بإجراء كل مستلزمات العلاج . مثل هذا الجراح لا يملك خبرة واسعة في هذا المجال كما أنه ليس على إطلاع شامل على أحدث التطورات .
ويتبع الهفوة الأولى عامل مسيء آخر هو عامل الوقت الذي تمضيه المريضة التعيسة الحظ بالإنتظار وهو يتجاوز الأسابيع الخمسة لمعرفة نتائج التحاليل والزرع ، في حين أن الوقت والتشخيص المبكر هما عاملان حاسمان ومفتاح نجاح أي علاج .
أضف إلى ذلك تعقيدات هذا المرض فهناك 20 نوعاً مختلفاً فعادة ما يكون السرطان خبيثاً جداً عند الشابات اللواتي ينتجن هورمون الأستروجين ويتطلب علاجاً مكثفاً أكثر من اللواتي بلغن مرحلة الأياس .
تحسين المعايير
تحرص السلطات المعنية بالصحة العامة على تحسين معايير العلاج وتعمل حالياً على إنشاء 300 وحدة تضم كل منها فريق خبراء ، جراح ، طبيب تصوير شعاعي إختصاصي في تحليل الخلايا واختصاصي في الأمراض السرطانية في كل بريطانيا التي لا يوجد فيها سوء 180وحدة من هذا النوع . كما تعمل هذه السلطات إضافة إلى تحركها على الصعيد الوطني على زيادة نشر الوعي بين النساء من أجل تقليص مخاطر هذا المرض ألا وهو حثهن على القيام بالإستشارات الطبية والفحص الفصلي والإنتباه لأي تغير يطرأ على حالة وشكل الصدر .
علاج سرطان الصدر : تفاؤل وأمل
يشهد علاج سرطان الصدر تطورات مطردة ومع أنه مازال يعتمد في الوقت الراهن على العمليات الجراحية والعلاجات الشعاعية والهورمونية والكيميائية فسوف يمكن في وقت ليس بعيداً إزالته بواسطة اللايزر . وتقوم هذه التقنية المعروفة الإمتصاص الحراري للايزر بتوجيه الأشعة من خلال الألياف الدقيقة المرنة إلى داخل مركز الورم من دون الحاجة للتدخل الجراحي.
ويعلق البروفسور ستيفان بارون رائد هذه التقنية في جامعة لندن بالقول : كنت أحلم باليوم الذي تستطيع المرأة معرفة تشخيص المرض وتلقي العلاج في عصر اليوم نفسه . وتعتبر هذه التقنية التي مازالت قيد الإختبار بسيطة وآمنة .
علاج آخر واعد هو العلاج الجيني : عادة ما تحتوي الخلايا السرطانية على معدلات منخفضة من الجزئيات اللاصقة مما يسمح لها بالانتقال إلى أعضاء أخرى من الجسم . وتعاني النساء اللواتي تصبن بسرطان الصدر من وجود كروموزوم غير سوي في الجينة التي تعرف بـ CAR ( الخلية الضابطة للإلتصاق ) . والتفاؤل كبير في إمكانية تطوير أدوية توقف إنفلات الخلايا وانطلاقها من الجينة المتضررة وغير السوية أو حتى إزالة هذه الأخيرة واستبدالها بجينة صحية .
تمويل الأبحاث
عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي ، على الباحثين تعلم الكثير .
مسبباته ؟ وكيف يمكن للأطباء تحديده في وقت مبكر ؟ وكيف يعالجونه أو يحولون دون الإصابة به ؟
إن معالجة هذه القضايا تتطلب أموالاً طائلة . وفيما يحاول الباحثون فك ألغاز المركبات والعمليات الكيميائية في الثدي السرطانية ، تنفق أموال كبيرة بشكل خاص على حفل الجينات الوراثية حيث تشكل بعض هذه الجينات إنحرافاً في عملها الطبيعي ، تفسح للخلايا السرطانية ، بدلاً من ردعها ، بالعيش على حساب الخلايا الطبيعية والنمو في أنسجة الثدي .
لذلك ينكب العلماء والباحثون على محاولات لتحويل عمل هذه الخلايا المميتة وتبدو هذه المحاولات قادرة من حيث المبدأ على وقف مسيرة الأورام .
وتنفق الإدارة الأميركية ملايين الدولارات سنوياً لدعم هذه الأبحاث ، إذ يبدو أنها المدخل الصحيح أخيراً لعلاج السرطان .
ولعلنا إذا استعرضنا هنا بعض الأرقام والمبالغ المخصصة لهذه الدراسات ، نستطيع أن ندرك مدى أهمية وجدية هذه الأبحاث ، والآمال المعقود عليها مستقبلاً .
ففي العام 1995 خصص المعهد الوطني للسرطان N. C. A وهو معهد حكومي 308 مليون دولار لأبحاث الجينات والخلايا والجزئيات المنحرفة التي تسبب السرطان .
أما مؤسسة سوزان كومان لسرطان الثدي في دالاس فقد أنفقت في العام 1996 أكثر من ثلث موازنتها لدراسة الجينات الرئيسية المسببة للسرطان ، فيما تلقت 3 معاهد أخرى منحاً بقيمة 150 ألف دولار لكل واحد ، لدراسة جينة واحدة BRCI ترتبط بسرطان الثدي .
العوامل المؤثرة في سرطان الثدي
إن الجدل القائم حول ضرورة إجراء الصور الشعاعية ، إنما يدور بالذات بالنسبة للمرأة التي بلغت سن الأربعين ، وهي السن التي تبدأ فيها المرأة بالتعرض لمخاطر الإصابة بسرطان الثدي ، إلا أن الإصابة ليست مرتبطة شرطاً بسن معينة ، فهناك عوامل عدة يجب أخذها بعين الإعتبار :
– عامل الوراثة : إذا كانت هناك سوابق مرضية في العائلة ، خاصة قبل إنقطاع الطمث ، فإن احتمال التعرض للإصابة يفوق مرتين أو أربعة معدل الإحتمالات العادية .
– وتزيد نسبة خطر الموت من المرض بمعدل 5 مرات ، مقارنة مع الحالات العادية . وقد أظهرت الدراسات أنه إذا كان هناك مخاطر وراثية ، فإن المرض يميل إلى الإنتشار بسرعة وبقوة .
– الجينات : كشفت الأبحاث التي أجريت على الجينات الوراثية خلال السنوات الماضية ، أن هناك جينتين تعرفان بـ BRCA1 و BRCA2 ، تعرضان إلى احتمال الإصابة بالسرطان في حال تعرضهما لتحولات طارئة في الصبغة ( التركيبة ) . وهاتان الجينتان المتحولتان بحسب الدراسة بنسبة 5 إلى 10 في المئة من الإصابات ، وتجدر الإشارة إلى أن هاتين الجينتين تظهران خاصة عند النساء من اصل يهودي في أوروبا الشرقية .
– علامات مسبقة : في بعض الحيان ، تكشف الصورة الشعاعية عن كتل خلوية ، يثبت بعد الإستئصال إنها ليست سرطانية ولكنها شاذة ، كا “لايبربلاهيا ” مثلاً وهي عبارة عن تكاثر لأنسجة الخلايا بشكل شاذ . وفي الغالب تكون هذه الخلايا غير خطرة ، إلا أن بعض هذه الحالات قد تمهد للإصابة بسرطان الثدي .
– الطول والوزن : إذا زاد وزن المرأة بعد بلوغها الثامنة عشرة بحوالي 18 كيلوغراماً أو أكثر ، يتضاعف احتمال تعرضها لسرطان الثدي بعد إنقطاع الطمث . وقد كشفت أبحاث قامت بها جامعة هارفرد ( قسم الصحة العامة ) أن الزيادة غير العادية في الطول أو الوزن ، يعرض المرأة للإصابة بسرطان الثدي بنسبة أكبر من النساء النحيلات والأقل طولاً ، كما تواجه هذه المرأة خطر الموت في المرض .
إلتهاب الثدي
يرتبط إلتهاب الثدي عادة بالإرضاع ، لكنه يحصل أيضاً كنتيجة للإلتهاب عند النساء غير المرضعات .
الإحتقان :
يحصل الإحتقان في الثديين إن لم يتم إفراغهما بشكل كاف خلال الإرضاع ، مما يسبب ارتفاع الحرارة والتورم والألم . وقد تبدو القنوات المحتقنة عند اللمس ككتل تحت الجلد وتؤثر المشكلة عادة على الثديين .
يمكن تخفيف الضغط بإرضاع الطفل مرات عدة ، كلما شعرات المرأة بأنهما ممتلئان ، حتى إن إضطرت إلى إيقاظه لتفعل ذلك .
وحاولي تخفيف الإزعاج بين الرضاعات بواسطة قطعة فلانيلة منوعة بالماء المثلج أو بإستخدام كيس ثلج .
قناة مسدودة :
ينتج هذا عن حمّالة للصدر غير منتسبة أو تجفيف غير كامل للقناعة بعد الإحتقان . وتؤثر هذه الحالة على ثدي واحد في العادة ، إذا ترك من دون علاج ، قد يؤدي الأمر إلى إلتهاب وحمى أكثر خطورة .
ولتحاول المرأة التي تعاني من هذه المشكلة إرضاع طفلها مرات عدة قدر الإمكان ، وأن تعطيه الثدي المصاب أولاً ، وأن تعمد خلال الارضاعة إلى تدليك الثدي بلطف ولكن بحزم بأصابعها . وأن تغير في وضعية الإرضاع مع كل رضعة .
بعد الإنتهاء يعصر الثدي باليد أو بمضخة لإخراج ما تبقى من حليب . ويجب أن تحرص على ارتداء حمّالة صدر مناسبة للرضاعة بدون شرائط ضاغطة . ولتخفيف الألم يمكن إنزال الثديين في مغطس مياه ساخنة ، أو غمر قطعة فلانيلة بالماء الساخن وعصرها ووضعها عليهما . إن إستمرت المشكلة لأكثر من 24 ساعة يجب إستشارة الطبيب فد تكون المرأة بحاجة لمضادات حيوية .
عوارض الإلتهاب
يصيب الإلتهاب عادة ثدياً واحداً ، وتتضمن العوارض السخونة والورم والألم وإحمرار الجلد ، وعوارض شبيهة بعوارض الحمى مع ارتجاف وحرارة وغثيان وتقيؤ بعض الأحيان . وقد تفرز الحلمة أحياناً صديداً . إن كانت المنطقة المصابة صغيرة فقد تكون إنسداداً في القناة . أما إن كان الثدي كله فقد يكون ذلك إحتقاناً بالدم .
ويجب معالجة الإلتهاب بسرعة بواسطة المضادات الحيوية ، ومتى بدأ العلاج تستطيع المرأة متابعة إرضاع طفلها ، لكن يجب أولاً إستشارة الطبيب ، حيث يمكن أن نصح بالعكس إذا كان مستوى البكتيريا مرتفعاً . ولكن على المرأة عصر الحليب من ثدييها بانتظام لتخفيف الاحتقان والمحافظة على إدرار الحليب في الوقت نفسه .