حذر علماء من أن مئات الآلاف من الناس الذين يعيشون بالقرب من السواحل في بريطانيا معرضون لـ “خطر مرتفع جدا” من “تسونامي كويكبات” يمكن أن يكون قاتلا.
وطوّر باحثون من جامعة ساوثهامبتون برنامجا قادرا على التنبؤ بالمكان المحتمل لسقوط الكويكبات فيه. ووجد العلماء أنه بالرغم من أن بريطانيا من غير المرجح أن تتضرر بشكل مباشر من سقوط كويكبات عليها، إلا أنها عرضة لخطر نشوء موجات بحرية قاتلة ناجمة عن تأثير الكويكبات على المحيط الأطلسي أو بحر الشمال.
ويتزامن هذا التحذير مع اليوم العالمي للكويكبات، وهو الحدث الذي دعت إليه فرقة عازفي الجيتار Queen وعالم الفيزياء الفلكية الدكتور “بريان مايو”، لرفع مستوى الوعي حول أهمية مراقبة الأجرام الفضائية التي يمكن أن تصطدم بالأرض وتسبب اضرارا هائلة.
وحدد الخبراء حتى الآن 500 من الكويكبات في المجموعة الشمسية، يمكن أن يتقاطع مسارها مع كوكب الأرض وقد تصطدم به، علاوة على 13 ألفا آخرى تم تسجيلها، ويعتقد العلماء أن هناك ما يزيد عن المليون كويكب داخل المجموعة الشمسية.
وقد طوّر طالب الدكتوراه “كليمنس رومبف” برنامجا حاسوبيا يسمى ARMOR “الدرع”، الذي يحسب خطر الكويكبات التي يمكنها أن تضرب الأرض والمواقع المرجحة لسقوطها، ووجد البرنامج أن بريطانيا عرضة لخطر تسونامي هائل من جراء تأثير الكويكبات، لأنها عبارة عن جزيرة تحيط بها السواحل وأمواج البحر.
ويأمل العلماء أن يتم استخدام البرنامج الجديد من قبل منظمات دولية، مثل الأمم المتحدة، للتحضير والاستعداد للآثار المحتملة للكويكبات المارة بكوكب الأرض.
وحدد الباحثون خريطة للمناطق المحتمل تعرضها لخطر الكويكبات، وتظهر بها المناطق عالية المخاطر في أوروبا، ومن بينها اسبانيا وفرنسا وألمانيا والدول الاسكندنافية وغرب روسيا، إلا أن الخريطة حددت جنوب شرق بريطانيا كواحدة من أكثر المناطق المعرضة لخطر “سونامي الكويكبات”.
كانت آخر مرة تعرضت فيها الأرض لخطر الاصطدام بكويكب في عام 1908، عندما ضرب نيزك كبير الأرض في منطقة غابات سيبيريا، ونظرا لبعد المنطقة وخلوها من السكان لم يصب أحد، على الرغم من أن الحادث تسبب في سقوط 80 مليون شجرة على مساحة 830 ميلا مربعا.
وقدّر الباحثون وقتها لو أن هذا الكويكب (النيزك) كان قد ضرب لندن، فمن المحتمل أن يقتل جميع السكان بداخل الطريق السريع M25 الذي يحيط بالعاصمة.