يوجد العديد من الظواهر التي تشير إلى أن الماء كان موجودا على سطح المريخ في الماضي ويمكن أن يكون لعب دورا حيويا في تشكيل الكوكب الأحمر.
فوجود نظام متكامل من الوديان “Valles Marineris” التي تمتد على مسافة 4 آلاف كلم على السطح الشرقي للمريخ، ويصل عمقها إلى 7 كلم، قد يكون إشارة واضحة إلى تواجد المياه في الماضي.
وتشير بعض الدراسات إلى أن هذه التضاريس هي ذات أصول بركانية، ولكن دراسة جديدة قام بها اثنان من الباحثين من معهد ساجان كارل ومختبر Virtual Planet التابع لناسا، كان فيها التركيز على الماء تحديدا.
وتقول الدراسة أن هنالك شروطا أخرى وسمات تتعلق بوجود سحب رقيقة مرتفعة من الممكن أن توفر العزل اللازم عن الفضاء الخارجي لتدفق الماء السائل. لذا قام الباحثان، رمسيس راميريز وجيمس كاستينغ، بتصميم نموذج المناخ اللازم لاختبار هذه الفكرة.
ولقد شوهدت السحب الرقيقة التي تظهر بانتظام في جو كوكب الأرض، فوق كواكب المشتري وزحل وأورانوس ونبتون، وفوق سطح المريخ أيضا. ولا تنتج هذه الغيوم الرقيقة المطر، بل كل ما تنتجه هو بلورات من الثلج تتبخر قبل أن تصل إلى سطح الكوكب.
وركز الباحثون في هذه الدراسة على الغيوم الرقيقة لأنها تعمل على تدفئة طبقة الهواء تحتها، وإن كانت السحب الرقيقة المرتفعة موجودة في المريخ بكميات كافية، سيكون السطح دافئا بما فيه الكفاية لتدفق المياه السائلة.
هذا وتغطي السحب الرقيقة نحو 25% من سطح الأرض ولها دور كبير في سخونة السطح، كما تسمح لأشعة الشمس بالمرور، لذا سعى الباحثان لإظهار أن الشيء نفسه تماما يحدث على سطح المريخ.
ووضع الباحثون نموذجا مناخيا من أجل اختبار مختلف أحجام الجليد البلوري وكذلك جزء من السحب الرقيقة المرتفعة في السماء بالإضافة إلى سماكة تلك الغيوم.
ووجد الباحثون أن السحب في الغلاف الجوي للمريخ يمكن أن تدوم من 4 إلى 5 مرات أكثر من تلك التي فوق سطح الأرض، وهذا يعني، في ظل الظروف المناسبة، أن السحب الرقيقة المرتفعة يمكن أن تبقي المريخ دافئا بما فيه الكفاية لتتدفق على سطحه المياه السائلة، ولكنهم وجدوا أيضا أن 75% إلى 100% من هذه السحب يفترض أن تغطي الكوكب الأحمر لهذا السبب، وهذه النسب تعتبر غير طبيعية وفقا للباحثين.
ويشير الباحثون إلى أن نسبة 50% تعتبر أكثر واقعية، وهذا الرقم يعادل كمية السحب الرقيقة على الأرض بما في ذلك جميع أنواع الغيوم أيضا.
وأشار النموذج إلى أن سمك الغيوم والأحجام الصغيرة منها تلعب دورا هاما في تسخين سطح المريخ، وأظهرت النتائج أن هنالك طريقة واحدة لتكوين هذه السحب الرقيقة: فإن كانت درجة الحرارة على سطح المريخ أقل من 273 كلفن (- 0.15 درجة مئوية)، وهي القيمة المستخدمة في النموذج، سيكون من الممكن للغيوم أن تقوم بعملها في رفع درجة الحرارة.
ولا توجد نتائج مؤكدة لحد الآن، إذ من الممكن أن تكون الغيوم الرقيقة قد ساعدت على رفع درجة حرارة كوكب المريخ بقدر كاف لتتدفق المياه على سطح الكوكب الأحمر.
RT