رغم ان 60 ملغ من النيكوتين تكفي لقتل إنسان بالغ عن طريق شل تنفسه، وان السيجارة الواحدة تحتوي على 1 ملغ من النيكوتين، ومع ذلك مازال معظمنا يمسك بسيجارته التي لا تسبب له الضرر لوحده، وإنما لمن حوله من أفراد أسرته، وأصدقائه وزملائه في العمل وغيرهم.
ووفقاً لما تشير إليه الدراسات فإن من يدخن خمس سيجارات في اليوم يتعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب بمقدار الضعف مقارنة مع غير المدخنين.
وفي دراسة على تأثير السجائر ذات الفلتر وعديمة الفلتر كانت النتائج مخيبة للآمال، إذ لم ينقص معدل الخطورة للإصابة بمرض القلب الإكليلي سواء دخن الشخص سيجارة ذات فلتر أو من دونه.
وفي دراسة مماثلة على السجائر ذات النيكوتين القليل لم تكن النتائج متوافقة مع الرغبات، لذلك نقول انه لا توجد سجائر آمنة على الإطلاق، فالسيجارة مهما كان نوعها ومصدرها تحتوي على 4000 مادة كيماوية، تسبب الاضطرابات العديدة في الجسم وتؤدي لحدوث الوفاة قبل الأوان.
لهذا كله ينبغي علينا جميعاً أياً كان موقعنا أن نساهم في التوصل إلى مجتمع صحي خالٍ من المدخنين ومن المهم جداً أن تضع الهيئات الصحية برامج فعالة من أجل مكافحة التدخين، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، إذ لا يكفي إطلاق الشعارات أو تنظيم بعض الفعاليات البسيطة في اليوم العالمي للإقلاع عن التدخين الذي يصادف 31 مايو من كل عام.
لأن مثل هذه الفعاليات سرعان ما يخبو تأثيرها مثل نور الشمعة التي لا تستطيع الصمود أمام نسمة هواء خفيفة، خصوصاً أن الشركات المنتجة للتبغ تسخر إمكانياتها المعنوية والمادية من أجل إطلاق حملاتها الترويجية التي تستهدف الصغار والإناث بشكل خاص، وتحقق بذلك أرباحاً مادية طائلة ولو على حساب المرضى الذين لا يدري بآلامهم ومعاناتهم من التدخين إلا الأعين الدامعة عليهم.
فهل نعمل جميعا على تحقيق الهدف المتمثل في بيئة صحية خالية من التدخين في البيت ومكان العمل والأماكن العامة،إنها دعوة للتمتع بالصحة بعيداً عن التدخين وأضراره الجسدية والمادية والنفسية.
البيان الإماراتية – بقلم: الحكيم