اكتشفت المركبة الفضائية SOHO التي أطلقت عام 1995 لدراسة الشمس المذنب رقم 3000، ما يعزز مكانتها كأكبر صائد مذنبات في تاريخ علم الفلك.
وقد أنشأت المركبة SOHO كجهد مشترك بين وكالة “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، ورصدت مذنبها رقم 3000 يوم الأحد 13 سبتمبر/أيلول.
وتنطوي المهام الرئيسية للمركبة SOHO على دراسة تيار الجسيمات المتدفقة من الشمس، والمعروفة باسم الرياح الشمسية، كما تتبع الانفجارات الضخمة للبلازما الشمسية التي تدعى “الكتل الإكليلية”، التي في حال توجهها نحو الأرض يمكن أن تسبب عواصف مغناطيسية قوية على الأرض، يمكنها تعطيل اتصالات الأقمار الاصطناعية وشبكات الكهرباء، وكذلك تتسبب في حدوث ظاهرة أضواء الشفق الشمالية والجنوبية.
إلا أن SOHO أثبتت أيضا مهارة فائقة في اكتشاف وتتبع المذنبات، التي تحلق على مقربة من الشمس، وأحيانا تنجرف إليها.
وقال “جو غورمان” العالم المشترك في مهمة المركبة الفضائية SOHO من مركز جودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا في ولاية ماريلاند: “لقد قطعت SOHO مسافات تقدر بـ 20 مليون كيلومتر فيما وراء الشمس، وكنا نتوقع إنها من وقت لآخر سترى بعض المذنبات المتوهجة بالقرب من الشمس، ولكن لم يكن أحد يحلم أنها ستحقق رؤية 200 مذنب تقريبا كل عام”.
وقال مسؤولون في “ناسا” إن دراسة هذه المذنبات هامة للغاية لأنها تكشف كيف كانت الأيام الأولى لتكون المجموعة الشمسية، لأن المذنبات تعتبر من آثار فترة تشكيل كوكب الأرض، قبل 4.5 مليار سنة، وتتبع مساراتها حول وبالقرب من الشمس يمكن أن يساعد الباحثين في معرفة المزيد حول الحقل المغناطيسي الشمسي والرياح الشمسية.
يذكر أنه قبل إطلاق SOHO منذ عقدين من الزمن، اكتشفت المركبات الفضائية 12 مذنبا فقط، وعثرت التلسكوبات الأرضية على 900.
وقد رصدت SOHO مذنبها الـ1000 في عام 2005، والـ2000 في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2010.