بعد أن ظل خامدا لمدة اكثر من سنتين من جراء الإصلاحات والتحسينات التي ادخلت عليه، سيتم قريبا إعادة تشغيل مصادم هادرون الكبير.
ومن المتوقع أن يعود مجددا أضخم مُعجِّل جسيمات وأعلاها طاقة وسرعة في العالم، سيعود للعمل في وقت ما من شهر مارس/آذار المقبل، حيث يعتقد الباحثون أنهم على وشك اكتشاف نوع جديد من الجسيمات.
مصادم الهدرونات الكبير ما هو إلا مُعجل للبروتونات، موقعه على الحدود بين سويسرا وفرنسا، بالقرب من مدينة جنيف، وهو مبني على عمق 100 متر تحت الأرض بحيث لا تصل إليه الأشعة الكونية التي تشوش على قياساته.
المصادم البالغ تكلفته 10 مليارات دولار تابع لمنظمة CERN، ومنذ أن اكتشف لأول مرة جسيمات “بوسون هيغز”، خضع المصادم لسلسلة من التحسينات من أجل تزويده بـ “دفعات من الطاقة”، ويستعد حاليا المجتمع العلمي لإرسال الحزم الأولى من البروتونات من خلاله منذ توقفه عام 2013.
دفعات الطاقة المخطط لها من شأنها تمكين الباحثين من صدم الجسيمات ببعضها البعض بمستويات طاقة أعلى بنسبة 60% من التجارب السابقة، ويتوقع فريق العمل من خلال هذه التجارب تعزيز معدلات طاقة تصل إلى 13 تريليون إلكترون فولت.
وأوضح البروفيسور بيات هاينمان: “نأمل أن نعثر على عالم آخر من المادة، مثل المادة المضادة على سبيل المثال، التي وجدناها في بدايات القرن الماضي، وربما سنجد الآن التناظر الفائق”.
والمقصود بالتناظر الفائق هو ملء بعض الثغرات لتفسير أبسط تكوينات الجسيمات والطريقة التي تتفاعل بها، ويقول علماء نظرية التناظر الفائق إن كل الجسيمات الأساسية يجب أن تكون على شكل شريكين متكاملين.
على سبيل المثال، يعتقد أن “الكواركات” في شراكه مع الـ”سكواركات”، والـ”فوتونات” قد تكون في شراكة مع الـ”فوتينوس”، وجسيمات “غلوونس” في شراكة مع “غلينوس”.