شكلت الثروات البحرية أهمية غذائية كبيرة لأسلافنا القدماء, خلال الفترة الجليدية التي دامت من/ 195/ ألف عام كان الفناء بالتأكيد هو مصيرهم المحتوم في ظل طقس بارد جداً وقاس كما وأتاحت لهم هذه الطريقة الغذائية الامتداد نحو أستراليا وغوايانا الجديدة عبر السواحل. ذلك ماأشار اليه فريق باحث دولي, عقب اكتشافهم بقايا فواكه بحرية في مغارة تدعى / بينا كل بوينت / في المحيط الهادي بالقرب من جنوب أفريقيا.
وتدل البقايا المكتشفة أنه خلال العصر الجليدي الأوسط, كان الانسان الأولي يجمع عن الشواطىء العديد من مختلف الأنواع الحيوانية البحرية اللافقارية, وتتألف أغلب الأحيان من بلح البحر الأسمر. وكانوا يستخدمون كأدوات ( حجر الدم) وهو أكسيد حديدي طبيعي يعد أهم معدن للحديد – المشذب, بالاضافة الى ادوات صغيرة.موقع طرطوس
وهذا دليل على تطورهم اكثر مما يعتقد, وشرح الباحثون في دراستهم أن قاطني تلك المنطقة كانوا يجمعون القشريات, حين يكون البحر في أدنى جزره, أو حين المد الأعظم الشهري في فصل الخريف على الشواطىء الصخرية.
ومعروف أنه وخلال الاعوام الموغلة في القدم, كان الانسان يعتمد في غذائه على منتوجات الصيد وماتجود به الأرض.موقع طرطوس
وجمع قاطنو منطقة بينا كل بوينت ا لحار عن السواحل من عمق حوالي 5-10 كم من المغارة, ثم يأخذونها الى البر للاستهلاك, أما بالنسبة ( لحجر الدم) الذي عثروا عليه في الموقع, فقد كان البعض منها يستخدم من أجل الرسم على الجسم.
وعلقت سالي ماك بريتي من جامعة كونيكتيكوت في مجلة Nature على ذلك أن الانسان الحالي يعبر عن وضعه الاجتماعي أو انتمائه لمجموعة من خلال طريقة لبسه أو المجوهرات أو الماكياج أو تسريحة الشعر ويؤكد فرانسيسكوا يريكو مدير البحث في المعهد التكنولوجي الفرنسي أن هذا الاكتشاف معناه أن الانسان الأولي سلك سلوكاً متطوراً يبرهن عن استخدامه استراتيجية اكثر عصرية مما يعتقد العلماء ولاحظ العلماء أن استهلاك فواكه البحر واستخدام المواد الملونة وجدوها لدى إنسان النينديرتاليان الأوروبي. وهذا يدل على أنه لايمكن إقامة توازن بين علم التشكيل ( حجم الدماغ – الخ ) وبين التصرف المتحضر. وتقع المغارة اليوم على عمق/15/ م تحت مستوى البحر, وهي تعد من بين المواقع الأثرية النادرة التي تعود الى /165/ ألف عام وتشكل حاليا أقدم موقع كان مأهولا منذ /120/ ألف عام.موقع طرطوس