موقع طرطوس

من قال بأنّ العمل في المكتب غير صحيّ؟

وقوف مطوّل جلوس لساعات وساعات أمام طاولة المكتب أو شاشة الكمبيوتر. وغالباً . في المقعد غير المريح . الإجابة على الاتصالات الهاتفية طيلة النهار خلال … الجلوس أيضاً !

بإيجاز ، كل هذه الوضعيات لا تريح جسمنا ولا ذهننا كما قد يرتاح أو يستعيد نشاطه إثناء نزهة في الطبيعة أو ممارسة الرياضة مثلا!
فما العمل كي لا يتنافى عملنا في المكتب مع لأبسط شروط سلامة وصحة الجسم والذهن ؟ الحلّ موجود : يكفي أن نتبه لكيفة وقوفنا أو جلوسنا ، نتخذ استراحات صغيرة بين ملفّ وآخر ، نجيد قول كلمة : ” كلا” . أو يكفي !” من حين إلى آخر إنما بكل ضمير ومهنية !!

نمضي % 50 من حياتنا في المكتب!

أو لم يؤكد القول المأثور بأنّ ” العمل صحة”؟ و ” اكتسب قوتك من عرق جبينك “؟ وكل هذا صحي وسليم كما يبدو .. إنما ربما لم يعن القول حينها العمل في المكتب أو القبوع طيلة النهار أمام شاشة الكمبيوتر. إن كان العمل صحّة . فيجب أن نجيد الحفاظ على تلك الصحة !

حتى ولو قصرت ساعات الدوام ، فهي تحمل بالمقابل كما كثيفاً من العمل والضغوط بحسب الإحصاءات الأخيرة : % 50 من الأشخاص يعملون في مهن الطوارئ % 33 منهم يعتبرون العلاقات بين زملاء العمل مصدر تشنجات وتوتر، والمزيد فالمزيد من الموظفين يجد نمط عمله شاقاً ومقيداً : فأين نحن من سلامة وصحّة العمل ؟؟ تنظيم ،شروط ، علاقات … جميعها مصادر توتر .

اضف إلى أنّ هذا الأخير قد يسبب مضاعفات جسدية : أوجاع في الرأس ، في الظهر ، ثقل في الساقين ، أرق ، أو  انفعالية : توتر زائد ، وفي أسوأ الأحوال ، يقود إلى إرهاق كامل ! على الرغم من كل شيء ، من الممكن التصرف بغية الحدّ من العوامل التي قد تضرّ بصحتنا عبر تبني المواقف ورود الفعل السليمة ؛ فلا ننس بأننا نمضي نصف حياتنا في المكتب وبالتالي ، يجب أن يتماش عملنا مع حاجاتنا وليس العكس وإلاّ. وقعت الكارثة وبلغنا شفير .ز الانهيار !

لسنا نعمل للمتعة إنما لا نعمل بالإكراه:

حسناً. العمل ليس بمثابة نزهة أو حفلة ترفيهية ، إنما لا يجدر بنا أن نكون تعساء مكتئبين من خلاله ، بل علينا تبني سلوك إيجابي كي نكون مرتاحين وفرحين ونحن نعمل : المزاج الجيد وحسّ التواصل من المفاتيح الأساسية هل تعون بأن معظم التعب الذي ينتابنا في خلال العمل . عائد إلى عدم الحركة وإلى وضعيات سيئة ؟

إراحة النظر والظهر:

إن كنّا لنجلس أمام الشاشة ، علينا لا محالة إراحة نظرنا عبر إبعاده عن الشاشة المذكورة من حين إلى آخر في الواقع مت ركزنا نظرنا على أغراض قريبة ، لأجهدنا عضلات العين سريعاً ، لذا ، يجب اتخاذ استراحات ” يقظو ” بانتظام : ندع نظرنا يصوب إلى البعيد ، إلى الأفق فذلك يزيل التعب ويمنع الصداع . ولا ننس تنظيف نظاراتنا عدة مرات في اليوم !

من جهة أخرى ، ثمة جزء أساسي من جسمنا . لا يهوى وضعيات القبوع المطول ؛ هو ظهرنا فدعونا لا نتجاهله ! ولكن ، كيف نريح أسفل الظهر تحديداً إن كنا لا نقف طيلة النهار؟؟ الأمثل يكون في تنويع الوضعيات ، مع وضع القدمين كلما أمكن على مرقاة أو مدرجة ، أو مع الوقوف على قدم ، ثم أخرى لبضع دقائق ( توزيعا للثقل) ، في حال تعذر ذلك ، فلنقف والساقين بعيدين عن عرض الحوض ونفرجتين بعض الشيء.

والأفضل ؟ فلننهض بانتظام بغية جلب غرض ما عوضاً عن الانحناء الأمام أو التلويّ إلى الجانب بغية الإمساك بالرضى المنشود ونحن جالسين !

إراحة الجسم :

الوقوف المطول ، يسهل ركود الدم في الأطراف السفلى والجلوس المطول يؤدي إلى اتساع الوردة وكذلك السخونة . تجنباً لتصلب الأوعية فلنستفن عن شبك الساقين خلال الجلوس وعن ارتداء الملابس التي تضغط على البطن والساقين ، ولتنشيط الدورة الدموية ، فلنمارس بانتظام حركات ثني فمّد عند مستوى العرقوبين .

ملاحظة :
من المستحسن المشي كلّما أمكن والنوم مع القدمين مرفوعتين بعض الشيء وما بعد الاستحمام رشّ سيل ماء بارد على السافين .

حذار المفاصل !:

هل تعلمون بأن التهابات واضطرابات العضلات والعظام تكثر حالياً ؟ لا عجب إذا تطال كل إنسان من تكرار مفاصله الحركة ذاتها ( كتف . ذراع . رسغ أو يد) وأشهرها اليوم ؟ النقر على فأرة التحكم بالكمبيوتر ((Mouse ! كل الحركات التي تتطلب ثنياً أو شداً ، أو مدّاً مفرطاً ، تزيد من خطر ظهور المشاكل المذكورة ، بالمقابل ، يمكننا إراحة عضلاتنا كما مفاصلنا عبر العمل بلا  تشنج ، اليد على محور امتداد داخل الذراع ، وهذه الأخيرة تستريح على المنضدة أو المسند . فلنعمد بانتظام أيضاً إلى هزّ اليدين وإدارة الرسغ مراراً ( عبر حركات دائرية صغيرة ). بغبه إزالة التشنجات .

كيف وأين أجلس؟:

في المقعد المناسب ؛إذا ما كنّا لنمضي النهار بكامله جالسين ، فلنضبط مقعدنا بالشكل الصحيح ، وهكذا نجدّ من أوجاع القطان ((Lumbagos . القعد السليم مزود بمسند للظهر مسندين لليدين قابلة للضبط . فلنحرص على أسناد أسفل ظهرنا مباشرة على المسند ولنستعن بوسادة صغيرة إذا لزم الأمر . يجب الجلوس لا يضغط على داخل الفخذين ؛ الساقان مثنيتان ( وفق زاوية مستقيمة ) والقدمان مسطحتان على الأرض!

في حال العمل على، الكمبيوتر يجب الجلوس في مواجهة الشاشة تماماً ، العمود الفقري مستقيم ، تجنباً لأوجاع الظهر والتشنجات . يجب أن يكون المقعد مضبوطاً على المستوى المناسب : بشكل تصحب العين على مستوى أعلى الشاشة ( النظر تحت 10 درجان من الخط الأفقي بغبه إرخاء الكتفين و إزالة تشنج الرقبة ).

تنبيه :

من المستحسن أن تكون الشاشة متعاقدة مع النفاذة وعلى مسافة 60 سنتم من الوجه فأي انعكاس يتعب النظر؟ ولا ننس إزالة الغبار عن الشاشة بانتظام وضبط درجة إنارة الشاشة : الأمثل لراحة البصر: حروف سوداء على خلفية فاتحة !

بالنسبة لمن يضطر للإجابة على الهاتف باستمرار

قد يشكل رنين هذا الأخير المتواصل عامل توتر. كما ويؤذي الهاتف عنقنا، إذ تضطر للانحناء إو الالتواء لبلوغ السمّاعة . ثمة عادة أخرى سيئة : حشر السمّاعة بين الأذن والكتف لتحرير اليدين ن هذا جد ضارّ لفقرات الرقبة والعضلات شبه المنحرفة . الحّل استعمال سمّاعة إذنيه صغيرة أو خوذة صغيرة ولا ننس أن نحاول إراحة عنقنا عبر أحناء الرأس بلطف إلى الأمام . من ثم نحو الكتف الأيمن فالأيسر .

شيء واحد فقط آن !:

من الأساسي والحيوي اتخاذ أقساط صغيرة من الراحة الحقيقية ، ليس عن ترف إنما عن ضرورة صحية: التمهل ،إعادة تعبئة الطاقة ، تحسين الإداء . 5 دقائق في خلال النهار كافية لإزالة الضغط والتفكير بأور أخرى متعة . ظهراً لا تشعرن بالذنب إذا ما جلبنا بعض الأطايب بوظة نتناولها برفقة صديقة ، شوكولاتة ، نتلذذ بها خارجاً …

ولنمارس التمارين الرياضية كلما تسنّى لنا ، فهو أفضل سلاح لمحاربة التوتر! بقدر ما تعتبر الاستراحة مهمة ، ثمة ما يعرف باللحظة الحاضرة وهي الأهم ! في الأسرة ، نفكر بعملنا وفي المكتب نفكر بالأسرة ،والعكس بالعكس! هذه المربكة تزيد من الأساس بالانهماك .الحلّ عيش الحاضر ، كل علاقة ، كل حدث بعمق بلا التفكير لا بالماضي ولا بالمستقبل ؛ لكل شيء وقته الخاص.

نصائح الخبراء – تحديد أولوياتنا: ما الذي يهمني الأكثر ؟ ما هو الأهم ؟ نضع لائحة بما يحب فعله وما نحب فعله ونستهلّ بالأمور التي نعتبرها أساسية مع ألغاء تلك غير المستعجلة … متى نظمنا برنامجنا اليومي ، لا مجال لنسيان أي عمل أو واجب أساسي!

– استباق وتنفيذ ما نريد فعله :

لا تزعمن : ” لا وقت لدي” . بل لنقل : ” سوف أحاول تأمين وقت كاف” .إذا ما قرّرنا مغادرة المكتب في الخامسة أو السادسة للوصول إلى النادي بعد نصف الساعة . دعونا لا نتراجع عن مشروعنا!

فلنجعل مكتبنا كمنزلنا:

في المكتب ، فلنحاول ابتكار ديكور جميل ، خاص بنا ، عبر تزينه ببعض الأغراض الشخصية : نبتة ، صور … فهي كفيلة بالترفيه عن ذهننا لوهلة قبل أن نستعيد العمل بكل هدوء . إضفاء لمسة خاصة على مكان عملنا لا يجدي إلا النفع! حوض أسماك ، ذكرى من أحدى العطلات .. ولم نشعر بأننا نملك المساحة ونشعر بارتياح كما لو كنّا في منزلنا الخاص !

إيجابية ، إيجابية ، وجرأة :

حذار من المواقف أو الذهنية السلبية : خوف ، عدم ثقة بالنفس ، عدم احترام الذات .. وإلاّ بات كل عمل محبطاً وصعباً . ” لن أنجح أبداً ” لا أجيد هذا العمل ” . ” لا أرتكب سوى الأخطاء” . جميعها عبارات يجدر محوها من رأسنا ومن قاموسنا ، فأي تفكير سلبي أو متردد يعيفنا ؛ فلنتسامح أكثر مع أنفسنا ولنتخيل بأننا من أبطال لرياضة مع قدرات تحتاج التثمير:

” انا سريعة ، جدّية ، أجيد الأقناع ” … هذا ما يجب تكراره في قراره نفسنا ، فلنثق بقدراتنا وهكذا ، سوف تبرز مواهبنا أكثر ، لم التركيز على ما لم يتم أنجازه ؟ على العمس ، بالنظر إيجاباً إلى ما استطعنا أنجازه ؛ تعاملنا مع الغير ومع الوضاع ، بثبات فالأمور سهلة ومرنة ، لم لا نعتبر عملنا كخدمة نؤديها للآخرين ؟ من الحيوي البحث عن الإيجابي في العمل : إن كنا نؤديه فقط لاكتساب المال أو كعادة روتينية ، ثمة احتمال كبير بألاّ نكون سعداء !

هل نشعر بأننا مجرّد أداة تنفذ ما يملي عليها ربّ العمل من أوامر ؟ في الواقع ،هذا ما قد يولد توتراً مزمناً . بالمقابل ،إن حاولنا اتخاذ المبادرة ، والتحكم بالأمور ، شعرنا بتحسن ، عوضاً عن التفكير : ” لا دور لي في ذلك ” . أو الاختباء في الانتقادات والشكوى ، فلنبحث عن شيء يبدل الروتين ، فلنجرؤ على تقدين الاقتراحات ؛ هذا سيعيد دفعنا وربما يكسبنا المزيد من الاستقلال الذاتي والمسؤولية الطامحة !

الرفقة جد مهمة :

هل تزداد الأجواء المشحونة مع ازدياد ضغط العمل ؟ هذا بسبب نقص التضامن بين الزملاء. كل شخص ثروة من المواهب والإحساس لكنه يرتدي قناعاً أو درعاً في الإطار المهني ! كلا ، أذيبوا الجليد ، اخلقوا لحظات ودودة للمشاركة مع الزملاء. استهلوا مناقشة مواضيع متنوعة ، جمعينا على متن السفينة  عينها ،سواء أعجبتنا أم لا وهدفنا العام واحد ، بالتالي علينا مؤازرة بعضنا البعض عوضاً عن الانتقاد والتجريح ، لا ننس أن عظم المشاحنات يصدر عن سوء تفاهم ! من جهة أخرى ولعدم الشعور بالوحدة ، تحديداً خلال مرحلة دقيقة من العمل ، فلندعم مناعتنا ونقم علاقات صداقة خارج المكتب أيضا: نشارك مثلا في نشاطات رياضية فكرية ضمن مجموعات ونقابل أناساً جدد !

فلنحاول قول الكلمة الأصعب : ” كف” !: فلنع أمراً مهماً : ما من نجاح بلا خطأ أو ربما بلا فشل . ” الخطأ إنسانيّ” إذا ما تمسكنا بهذا المبدأ. سهلنا عملنا وتشجعنا على اتخاذ القرارات ,. حتى ولو فسلنا ، نكون قد حاولنا على الأقل ! وهذا لوحده كفيل بإرضائنا .

ولنتذكر : لا أحد كامل ! لسوء الحظ ، غالباً ما نتعلق بالنتائج أكثر منها بطريقة العمل وهذا يسبب المزيد من التوتر نتمسك للغاية بالصورة التي تجسدها للغير . في الواقع التخلي عن فكرة الرغبة بفعل ” الأمثل” . يسمح لنا ببلوغ الهدف بشكل أسهل ! ألا نتحكن بانفعالاتنا على الدوام يريحنا ويزيد من فعاليتنا والأهم : أن نجيد قول الأصعب  ” كلا” .أو ” كفى!” ، يجب أن نجيد مقاومة طلبات الزملاء المفرطة إنما أحيانا ، الضغوطات التي قد يمارسها ربّ العمل بكلمة ،أن نقول ” كلا” للغير ، كي نتمكن من قول ” نعم لذاتنا!
رفض مساعدة الزميلة في التدقيق في الحسابات الموكلة إليها أو القيام بمهمة جديدة ونحن نهم بالانصراف عند انتهاء الدوام ، ليس بالتصرف الفظ بل وهو ضروري من حين إلى آخر . لإفساح المجال إلى صباح الغد ، دعونا لا نغرق تحت كميات هائلة من الواجبات بل نسأل المدير تحديد المستعجل منها ،وهكذا يعي مدى تعبنا!

Exit mobile version