يركز العلماء الروس اهتمامهم على القارة القطبية الجنوبية منذ حوالي 100 سنة، وحاليا ينفذون هناك عددا من المشاريع العلمية المختلفة.
بدأ علماء روسيا بدراسة القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1820 عندما اكتشفتها البعثة العلمية برئاسة المقدم البحري فاديي بيلينسغاوزن والملازم ميخائيل لازاريف، التي وصلتها في 26 يناير/كانون الثاني عام 1820 .
ومنذ ذلك التاريخ يركز العلماء الروس اهتمامهم على القارة القطبية الجنوبية وينفذون هناك عددا من المشاريع العلمية المهمة. فإضافة الى اكتشافهم للغبار الفضائي هناك قبل فترة، بدأوا يدرسون بحيرة “فوستوك” الواقعة تحت طبقة جليدية يصل سمكها الى 4 كلم، وقد تكللت جهودهم بالنجاح بعد عمل دؤوب استمر ثلاث سنوات.
يقول رئيس البعثة الروسية الحالية الى القارة القطبية الجنوبية، فاليري لوكين: “لقد انجزنا في 25 يناير/كانون الثاني الجاري حفر بئر يربط بين السطح العلوي لطبقة الجليد وسطح الماء في البحيرة ، باستخدام تكنولوجيا متقدمة ومحلول خاص لمنع انجماد معدات الحفر والبئر”.
ويذكر ان هذه البحيرة المخفية تحت طبقة الجليد، اكتشفها خبراء المساحة التطبيقية في العهد السوفيتي. ويعتبر اكتشاف بحيرة فوستوك في المنطقة القطبية الجنوبية من اعظم الاكتشافات الجغرافية في القرن العشرين. تشغل بحيرة فوستوك، من حيث كمية المياه، المرتبة الخامسة بين البحيرات العذبة على كوكب الأرض. يبلغ عمق البحيرة في بعض المواضع 1200 متر. علما إن البحيرة مغطاة بطبقة جليدية سمكها اربعة كيلومترات تقريبا.
توقع العلماء ان يعثروا في بحيرة فوستوك على كائنات مجهرية كانت طوال العصور الماضية معزولة عن العالم، حيث درجات الحرارة منخفضة جدا والضغط مرتفع والظلام دامس، ومع ذلك يمكن ان تتطور الأحياء المجهرية غير المعروفة التي اكتشفها العلماء في مياهها الى كائنات حية جديدة.
وتجدر الاشارة الى ان فريقا علميا من الولايات المتحدة بدأ عملية حفر بئر في طبقة الجليد التي تغطي البحيرة، عمقه 1500 م، انجزوا منها 500 م حتى الوقت الحاضر.