موقع طرطوس

نعم لرشاقة القوام لا لنحافة الجوع

تعتبر الرشاقة طموحاً والنحافة مطلباً عند المراهقين الذين يسعون للوصول إليها بكل السبل. لكن هذا الهدف قد ينقلب فيه الجسم على أعقابه ويصاب بانتكاسة صحية إذ اتبع الإنسان هوسه من دون تعقل أو حتى من دون اكتراث لصحة بدنه وبدأ يمارس أخطاء غذائية من تجويع وحرمان وسلوكيات نفسية يتدهور بها حال الجسم كالقيء (البوليميا) أو فقدان الشهية العصبي مثل الأنوركسيا.. ونجد أن أكثر من ينطبق عليهم هذا الحال السيدات، نظراً لارتباط النحافة بمقاييس الجمال والرشاقة وإملاء لنزعة نفسية تلاقى ورفض الكثير من الرجال للسيدات الممتلئات.

ولعل الفتيات في سن المراهقة وقبل مراحل الزواج في عمر النضوج هن غالبية هذه الشريحة الأنثوية ومما يجعل الأمور أكثر استفحالاً هو الوضع السائد وتسليط وسائل الإعلام على صراعات الموضة والجمال والأناقة ما يجعل هذه المسالأة مضماراً للتجربة والعدوى الاجتماعية التي تنتقل، حيث بدأنا نلاحظ الشباب من الفئات العمرية الصغيرة يسعون للحصول على أجسام نحيفة يتغنون بها ويحاولون بكل السبل الوصول للتقاسيم الرشيقة لأجسامهم، لكن قد يختلفون عن فئة الإناث من ناحية الأسلوب مثلاً في أدراج الرياضة كجزء لا يستغنى عنه مع أفكار قد يكون بعضها صائباً والاخر غير ذلك في علاقة الغذاء مع الجسم.

إن أهم اجتذاب الناس للنحافة ينبني على تصور الإنسان للغذاء وعن مدى ارتياح الشخص لملامح الجسم الشكلية والصحية، ولعل النحافة والرشاقة صنوان متلازمان يلتقيان في جوانب كثيرة، لكن عند تسليط الضوء على كل مصطلح على حدة نجد أن الرشاقة تجمع النحافة الصحية الضرورية لحال أفضل للجسم طبياً أو نفسياً وعدم المبالغة في الإفراط في نحافة شاذة.

لذلك يؤخذ على رأس أولويات الوصول للنحافة الوصول لحالة صحية مستقرة أكثر، لأن هذه الرحلة المليئة بالمصاعب من دون زائد إلى رشاقة ملحوظة تتطلب معايير وضوابط يراعي فيها احتياجات الجسم وعدم إنهاكه وتزويده بالعناصر اللازمة تجنباً لمراحل سوء التغذية. لكن أن تكن النحافة بعيدة عن الصحة فهذا ضرب من تعريض الجسم للخطر والمجازفة بسلامته. لذلك لا مانع من تبني طرق الغذاء الصحية للمحافظة على الوزن من الارتفاع والسعي لتعديل رونق وشكل الجسم، لكن من دون التعرض لمتطلبات الجسم الأساسية من أصناف الغذاء المختلفة . مع العلم أن عنصر الرشاقة مهم لأنه عامل يرتبط بالجانب النفسي، بمعنى أن زيادة الوزن تولد شعوراً بالعزلة والإحباط وعلى الضفة الأخرى فإن الوصول لرشاقة الجسم ضمن درجات متميزة يزيل العبء عن هذا الكاهل .

Exit mobile version