هشاشة وترقق العظام اسم يطلق على مرض يصيب الهيكل العظمي , فتقل كثافة العظام فيه تدريجيا وتصبح هشة سهلة الكسر , وهذا المرض واسع الانتشار , ويقول العلماء في مجال الصحة أن العظام ليست بنياناً صلباً خالياً من الحياة بل هي نسيج حي في حالة تجدد مستمر طيلة حياة الفرد , حيث يقوم الجسم بالتخلص من أنسجة العظام القديمة وبناء أنسجة جديدة لتحل محلها , وتكون عملية بناء الأنسجة الجديدة حتى منتصف الثلاثينات من العمر, أسرع من عملية التخلص من الأنسجة القديمة , خصوصاً في منتصف الثلاثينات من العمر , أسرع من عملية التخلص من الأنسجة القديمة , خصوصاً في مرحلتي الطفولة والبلوغ , ويأخذ التوازن بين عمليتي التلاشي والتجريد شكلاً آخر , بعد سن الخامسة والثلاثين , وتصبح سرعة تلاشي العظام أكبر من سرعة بنائها وتجديدها , فيحدث تناقص تدريجي في كمية أو كثافة العظام الموجودة في الجسم , وتصبح العظام بذلك هشة , نتيجة النقص الذي طرأ على كثافتها مما يجعلها ضعيفة التحمل , وعرضة للكسر .موقع طرطوس
ويقول أحد اختصاصيي بأمراض العظام , أن كثافة العظام تتناقص بشكل تلقائي مع التقدم في العمر لدى الرجال والنساء , ولكن عدد النساء المصابات بهشاشة العظام يصل إلى أربعة أضعاف عدد الرجال المصابين , ويرجع ذلك إلى ما تتعرض له المرأة من فقدان كبير , وسريع لكتلة العظام , خلال مرحلة سن اليأس , والتي قد تستمر حتى 15 سنة بعد انقطاع وتوقف الطمث الذي يحدث عادة عند سن الخمسين , وتؤدي التغيرات الهرمونية التي تعتري جسد المرأة خلال هذه الفترة إلى زيادة الخسارة في كثافة العظام ويؤدي توقف المبيض عن إنتاج الأستروجين إلى انخفاض مستوى هذا الهرمون الأنثوي في الدم , فيضعف قوة وكثافة عظام المرأة , ومن شأن انخفاض الأستروجين أن يجعل سرعة تناقص كثافة العظام تفوق كثيراً سرعة الجسم في تعويضها , وأن عدداً قليلاً من النساء يخسرن ما يقارب %25 من كثافة عظامهن على مدى السنوات الخمس الأولى التالية لانقطاع الطمث وتفقد المرأة عموماً مع بلوغها سن الخامسة والستين %30 على الأقل من كمية العظم لديها مقارنة بما كانت عليه في فترة ما قبل سن اليأس .موقع طرطوس
عوامل وراثية وعرقية :
هل هناك أسباب أخرى تجعلنا أكثر عرضة للإصابة بالمرض ؟
– إن انقطاع الطمث في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهشاشة العظام , سواء أكان هذا الانقطاع طبيعياً أم ناتجاً عن تدخلات جراحية لاستئصال المبايض , أم حالات اليأس المبكر والتي تكون فيها المرأة عرضة للإصابة بهشاشة العظام , للانخفاض المبكر في هرمون الأستروجين , وتتأثر كثافة العظام في الإنسان بالعوامل الوراثية , كأن يوجد تاريخ مرضي في العائلة , أو تاريخ للإصابة بكسور نتجت عن التعرض لسقطات أو ضربات ضعيفة , وللسلالة أو العرق أثر في ذلك , حيث لوحظ أن النساء من ذوات البشرة السوداء والداكنة أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالنساء البيضاوات , والسبب في ذلك أن ذوات البشرة الداكنة يتمتعن بكتلة وكثافة عظمية أكبر , تقلص تأثير التناقص بفعل انقطاع الطمث , التقدم في العمر , فلا يصل إلى مرحلة الخطر التي تهدد سلامة العظام , وتلعب العوامل الوراثية أيضا دوراً في تحديد حجم بنية هيكل العظم في الجسم سواء أكانت بنية صغيرة أم متوسطة أم عريضة وتزداد احتمالات الإصابة بالمرض كلما قلت كتلة العظام في الجسم .موقع طرطوس
وللإصابة بالمرض أسباب غذائية , وكمية الكالسيوم في الغذاء تعتبر أحد أهم عناصر بناء العظام والحفاظ على متانتها , وهناك أسباب ذات علاقة بالسلوك اليومي في الحياة مثل التدخين , وتناول الكحول , وعدم التعرض للشمس , حياة الكسل والخمول , أو قلة النشاط البدني عموماً , وكذلك الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين ويمكن أن يصاب الإنسان ( المرأة خاصة ) بمرض هشاشة العظام أثناء العلاج من أمراض أخرى تقتضي بتناول بعض الأدوية لفترات طويلة مثل الكورتيزون , ومضادات التشنجات والصرع , أو مضادات تجلط , ومن أسباب المرض أيضاً الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر بشكل مباشر في كثافة العظام مثل أمراض الغدة الدرقية , وفوق الكظرية , وبعض أمراض الدم والروماتويد , ومرض عدم امتصاص الطعام بسبب القرحة المعوية , واثر جراحات قرحة الاثني عشر إضافة إلى أمراض الكبد المزمنة .موقع طرطوس
كيف يمكن الكشف عن هذا المرض لتجنب الإصابة به ؟
– المشكلة في التعامل مع هذا المرض أنه مرض صامت وقد تصاب المرأة سنوات عديدة دون أن تعرف شيئاً عن إصابتها إلا عن طريق الصدفة , أو عند إصابتها بكسر في العظام , فيكتشف الطبيب أنها تعاني من الهشاشة , وسبب صعوبة اكتشاف الإصابة بترقق العظام هو أنه : أنه لا يظهر له أية أعراض في مراحله المبكرة . وتوضح الدراسات أن %30 من المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض لكن هذا المرض يعلن عن حضوره في المراحل الأخيرة من الإصابة , من خلال بعض الشواهد والأعراض التي تتمثل في آلام الظهر , وتناقص الطول , إلى جانب انحناء العمود الفقري , وتمثل كسور العظام المؤشر القوي على احتمالات الإصابة بهذا المرض , خصوصاً في حالة تكرار حدوثها لأسباب واهية , ولإصابات تعتبر بسيطة .موقع طرطوس
العلاج :
ما هي طرق التشخيص والعلاج ؟
– يجب أن أؤكد على أهمية التشخيص المبكر على الرغم من أن المرض صامت لأن نتائج التشخيص المبكر يمكن أن تتيح للطبيب المبادرة إلى اتخاذ الإجراءات الضرورية اللازمة للحد من سرعة فقدان العظام , كما أن الكالسيوم يلعب دوراً حيويا في عملية صيانة وتجديد العظم وأهمية كبيرة أثناء المراحل المختلفة لنمو العظم , وأثناء المراحل المختلفة لنمو الهيكل العظمي حتى سن 35 سنة , حيث يحتاج الجسم إلى بناء عظام قوية ومتينة كما أن الكالسيوم يلعب أيضاً دوراً خاصاً في المراحل المتقدمة من العمر بالمساعدة بالتخفيف من وتيرة فقدان العظم . والكالسيوم خلافاً لما هو شائع بين النساء , لا يستطيع مساعدة العظام على استعادة قوتها , ومتانتها , وكثافتها التي كانت عليها قبل انقطاع الحيض ويصبح بذلك من غير المجدي تناول جرعات إضافية من الكالسيوم ويمكن الحصول على حاجتنا منه بتناول كوبين أو ثلاثة أكواب من الحليب يومياً أو بتناول أحد مشتقات الحليب , وما ينطبق على الكالسيوم يمكن أن ينطبق على الرياضة وتناول الغذاء المتوازن لأنها جميعها عوامل تساعد على جعل العظام أكثر قوة ومتانة لكنها لا تضمن وقاية كاملة , ولا علاجاً فعالاً لهشاشة العظام الذي يحتاج علاجه والوقاية منه إلى فحوص طبية دقيقة , وتناول العلاج تحت إشراف طبيب مختص .موقع طرطوس